خبر استغلال ساخر للضائقة -معاريف

الساعة 11:04 ص|01 ديسمبر 2013

بقلم: دورون ألموغ

لواء احتياط، رئيس قيادة الاستيطان

والتنمية الاقتصادية للبدو في النقب في ديوان رئيس الوزراء

(المضمون: احتجاج السياسيين العرب لا يأتي انطلاقا من مصلحة حقيقية لرفاه حياة البدو في النقب، بل انطلاقا من مصلحة سياسية تستخدم على نحو ساخر الفقر الذي يعيش فيه معظم البدو في النقب - المصدر).

 

لا يعود هذا الاحتجاج على الاطلاق لضائقة البدو في النقب، فهو نتاج مظاهرات سياسية يُشعل نارها النواب العرب من التجمع الديمقراطي والحركة الاسلامية ممن يتطلعون الى جعل اسرائيل دولة كل مواطنيها مع اغلبية وحكم عربي. هذا لا يعود الى الخطة التي نعتزم تطبيقها في النقب التي تستند الى صيغة بني بيغن. لا يوجد لموضوع تسوية اراضي البدو في النقب أي صلة بعرب اسرائيل أو الفلسطينيين.

 

نحن نحاول حل نزاع اراضي مستمر منذ أكثر من اربعين سنة، في صالح كل البدو. ومن المهم أن نتذكر بأن 85 بالمئة من البدو ليس لهم على الاطلاق أي ادعاءات ملكية على الاراضي في النقب. وينبغي الفهم بأن في الواقع الحالي يعيش نحو 90 ألف بدوي داخل مدن فقر، في أكواخ دون بنى تحتية متطورة كالكهرباء، المجاري والمياه الدافقة ودون خدمات حديثة.

 

معظم البدو يؤيدون التسوية، رغم أنه في هذه المرحلة لا يزال لا يوجد قانون بل مجرد مشروع قانون لا بد سيجتاز تعديلات في المداولات التي ستُجرى عليه. والبدو أنفسهم يريدون تغييرا دراماتيكيا يُحسن جدا شروط حياتهم. فهم يريدون خطة توفر لهم ايضا شروطا معيشية مناسبة وتعليما وتشغيلا متطورين.

 

تستثمر الدولة في هذا الموضوع مالا طائلا. ومنذ اليوم، حتى دون أن يكون هناك قانون، تستثمر الحكومة مئات الملايين في البلدات القائمة والمعترف بها، حيث يعيش نحو 120 ألف بدوي. وفي السنتين الاخيرتين فان أكثر من 500 مليون شيكل تم استثمارها مضافا الى نحو 6000 وحدة سكن جديدة في رهط وبناء مناطق صناعية وتشغيلية متطورة مثل حديقة عيدان النقب.

 

ما نعرضه نحن على نحو 90 ألف بدوي يعيشون في الشتات هو قطعة ارض مجانية حتى لمن يعيش اليوم في خيمة أو في كوخ، اضافة الى مبلغ مالي للانتقال أدناه 100 ألف شيكل للعائلة حيث تأخذ الدول على عاتقها عملية تطوير البنى التحتية. وهذه تسوية عادلة بكل الآراء.

 

في الوضع القائم من يكسب من ضائقة البدو هذه، ممن يعيشون في النقب في شروط دون، هو الحركة الاسلامية وهيئات سياسية متطرفة اخرى. فمعنى خطة تسوية الاستيطان البدوي في النقب مثله كاستثمار نحو 10 مليارات شيكل في تحسين جودة حياة البدو في النقب. وتمزيق النواب العرب لصيغة القانون في لحظة القراءة الاولى في الكنيست، مثله مثل تمزيق شيكل بمبلغ نحو 7 مليارات شيكل.

 

نقترح على النواب العرب، بدلا من اشعال نار المظاهرات وموجات الاحتجاج ضد الخطة، اعطاء كتف في نجاحها. فاحتجاج السياسيين العرب لا يأتي انطلاقا من مصلحة حقيقية لرفاه حياة البدو في النقب، بل انطلاقا من مصلحة سياسية تستخدم على نحو ساخر الفقر الذي يعيش فيه معظم البدو في النقب.

 

إن دولة اسرائيل تزدهر مقارنة بكل جيرانها. ومحاولة خلق احتجاج داخلي يربط البدو بعرب الشمال، الفلسطينيين في غزة، يهودا والسامرة وموجات الاحتجاج في سوريا ومصر، هي محاولة خاطئة وانتهازية. فالبدو هم مواطنون متساوو الحقوق وبالتأكيد جدير منحهم جودة حياة أعلى بكثير، من اجل ازدهار النقب ومن اجل مستقبل أمل لكل مواطني دولة اسرائيل – بدو، عرب ويهود على حد سواء.