حوار أسير محرر: عدم انضمام السلطة لميثاق روما خطيئة بحق الأسرى وخاصة المرضى منهم

الساعة 05:51 م|30 نوفمبر 2013

غزة

في حوار خاص مع الأسير المحرر ياسر صالح المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس التي تعنى بشؤون الأسرى

الأسرى المرضى يحتاجون دعم رسمي وشعبي وعربي لإنقاذهم

أكثر من 1400 أسير يعانون الاهمال الطبي في سجون الاحتلال

عدم انضمام السلطة لميثاق روما خطية بحق الأسرى وخاصة المرضى منهم


أكد ياسر صالح الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس التي تعنى بالأسرى، بأنه يوجد نحو 1400 أسير مريض داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي" يعانون من سياسة الإهمال الطبي بحقهم من قبل إدارة السجون "الإسرائيلية". وأن ظروفهم تزادا يوماً بعد يوم وتتضاعف معاناتهم.

وأوضح صالح في حوار خاص مع مراسل "فلسطين اليوم" بأن الموقف القانوني الإسرائيلي" للأسرى الفلسطينيين بأنهم إرهابيون ليس لهم أية حقوق، وأكد بأن انضمام السلطة الفلسطينية لميثاق روما الأساسي واتفاقيات جنيف يجعل من الأسير الفلسطيني هو "أسير حرب" ويمكن حينها ملاحقة الاحتلال على سياسته الممنهجة بالإهمال الطبي بحق الأسرى. لكن ذلك لم يحدث بسبب تعهد السلطة بعدم الانضمام لهذه المؤسسات طيلة فترة المفاوضات التي تخوضها مع "إسرائيل".

وفي سياق آخر، أوضح صالح بأن الانقسام الخارجي انعكس سلباً على الأسرى في داخل السجون، وهو ما أدى إلى عدم وجود خطة موحدة من قبل الأسرى لمواجهة سياسة الاحتلال القمعية بحقهم، ودفعت الأسرى الى ان يتجه كل شخص لانتزاع حقه بنفسه، كما حصل مع الأسرى الاداريين، واضراب الاسرى المرضى عن التوجه للعيادات ...

إليكم نص الحوار:

س) كم عدد الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام والمرضى بشكل خاص؟

يوجد نحو 4850 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال بينهم ما يزيد عن 1400 أسير مريض، ويعانون الاهمال الطبي، ومنهم من استشهد نتيجة سياسة الاهمال الطبي بحقهم. وهناك من ينتظر الاستشهاد لاستمرار هذه السياسية وعدم وجود رادع وضغط على الاحتلال لثنيه عن هذه السياسة التي تعتبر انتهاك صارخ للقانون الدولي والانساني واتفاقيات جنيف.

س) كيف تتعامل إدارة السجون مع الأسرى المرضى؟

إدارة السجون تتعامل مع الأسرى المرضى بغاية السوء، فمثلاً عندما يشعر أي أسير بألم لا يحضر الممرض له على وجه السرعة بل يحتاج لساعات طويلة لكي يزور المريض، وفي ساعات الليل لا يوجد أطباء وإن وجد الطبيب فيكون طبيب عام غير متخصص، وإذا تقرر إجراء عملية لأي أسير حينها يتم مماطلة الأسير وتأجيله لفترات الأمر الذي يأثر على صحته سلبياً ويؤدي لاستشهاده.

س) ما الموقف القانوني لسياسة الاحتلال تجاه الأسرى المرضى؟

الموقف القانوني هو أن "إسرائيل" تنظر للأسرى بأنهم أسرى إرهابيون ليس لهم أي حقوق، وهنا يأت أهمية وضرورة انضمام السلطة الفلسطينية بعد حصولها على دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة إلى ميثاق روما الأساسي واتفاقيات جنيف حتى يتم ملاحقة "إسرائيل" في المحاكم الدولية. وعندما أعطت السلطة الفلسطينية عهداً لليهود بعدم التوجه للمؤسسات الدولية خلال تسعة أشهر وهي الفترة المحددة للمفاوضات الجارية.. فهي ارتكبت خطيئة بحق أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال.

فالإهمال الطبي يكلفنا شهداء من الأسرى ولن نستطيع أن نواجه الاحتلال قانونياً لأننا غير منضمين إلى الاتفاقيات ذات العلاقة.

س) برأيك هل هناك تقصير على المستوى الرسمي والشعبي في التضامن مع الأسرى؟

بالتأكيد هناك تقصير ومن ناحيتين، الناحية الأولى لا يوجد قرار سياسي لدعم قضية الأسرى، فالسلطة الفلسطينية بدبلوماسيتها في دول العالم ليس لها أي عمل تجاه الأسرى. ولم نسمع في لحظة أن سفارة فلسطينية في دولة ما نظمت وقفة تضامنية مع الأسرى أو مهرجان أو لقاء مع شخصية غربية مهمة تجاه الأسرى. ناهيك عن جهل السفراء بقضية الأسرى. في الوقت الذي سخرت فيه هذه الدبلوماسية عندما توجهت للامم المتحدة وأنفقت الكثير من المال عليها.

القوى الوطنية والإسلامية تقول أن الأسرى على رأس سلم أولوياتها لكن على ارض الواقع نرى عمل خجول بمسيرات ضعيفة.

وعن الحراك الجماهيري - فالحراك خجول لان الانقسام اثر سلبا على فعالية الناس تجاه القضايا الجوهرية كالقدس والأسرى.

وعلى صعيد المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، فلا يوجد خطة استيراتيجية تجمع بينهم تجاه الأسرى.. فكل مؤسسة تعمل فعاليات لوحدها.

س) ما دور الصليب الأحمر الدولي في قضية الأسرى المرضى؟

نستطيع القول أن دور الصليب الأحمر هو دور حيادي، فهي مؤسسة دولية تقوم كوسيط بيننا وبين العدو في نقل الرسائل وتنظيم الزيارات وتوفير النضارات الطبية لبعض الاسرى، اما ان تضغط على الاحتلال لمعالجة اسير لم نلحط ان هناك دور ضاغط لهذه المؤسسة على العدو.

س) ما هي صور الاهمال الطبي للأسرى من قبل ادارة السجون "الإسرائيلية"؟

تتمثل صور الاهمال الطبي في التالي:

عدم الاعتناء بالمريض.

عدم وجود فحص دوري للأسرى

عدم إعطاء دواء ناجع للمريض

عدم إجراء عمليات للمريض في وقتها

إعطاء مسكنات للأسير بدل العلاج اللازم.

ومجموع الأسباب تجعل المرض يستفحل في جسد المريض وبالتالي يكون عرضة للاستشهاد.

كيف يواجه الأسرى ما يتعرضون له داخل السجون؟

الأسرى كما نرى ، أن الانقسام الخارجي انعكس عليهم، بحيث لا يوجد موقف موحد لهم. فكل أسير يحاول ان يزيل شوكه بيده، فالأسرى الاداريون أضربوا .. والأسرى المرضى يحاربون التوجه للعيادات الطبية، والعزل الانفرادي ... فلا توجد لديهم خطة ممنهجة لمواجهة التحديات ضمنها.

س) ما المطلوب لمواجهة الاهمال الطبي؟

في الإهمال الطبي بداية لا بد من قرار سياسي واضح لإسناد الأسرى، وحراك شعبي يعكس صرخة الاسرى وهمومهم حتى تصل مؤسسات المجتمع الدولي.، ومطلوب من مؤسسات المجتمع الدولي وقف الانتهاكات بحق الاسرى وأن لا تتبع سياسة الكيل بمكيالين. ومطلوب من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مواقف داعمة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وأخيراً، مطلوب تخصيص فضائية خاصة بالأسرى للتعبير عن مشاكلهم حتى تصل معاناتهم كل أرجاء الأرض وفضح سياسة الاحتلال بحقهم. وتكون اللسان الذي يتحدث عن معاناة هؤلاء الأسرى.