خبر الإيرانيون الجدد .. إياد القرا

الساعة 08:05 م|29 نوفمبر 2013

أتم الإيرانيون الصفقة مع الولايات المتحدة وأوروبا فيما يتعلق بالملف النووي، وهي الصفقة الثانية خلال هذا العام بعد الصفقة الروسية الأمريكية الإيرانية فيما يتعلق بالملف السوري والتي كانت التمهيد القوي للصفقة الرئيسية النووية. تثبت إيران يوما بعد يوم أن لديها برنامجاً واضحاً في المنطقة تسعى لتوسيعه والحفاظ عليه، وهذا حق لها في ظل ضعف وتفتت الدول العربية، وتحديداً غياب الدور السعودي والانكفاء المصري.

إيران تمد مشروعها من العراق ومروراً بسوريا ولبنان واليمن والبحرين، لتكون لاعباً إقليمياً إلى جانب اللاعب المنافس التركي الذي يحظى بالتشجيع الجماهيري العربي والإسلامي، حيث أثبتت الحكومة التركية قدرتها على التعامل مع الأحداث وتقديم نموذج من التفاهم مع إيران التي تدعم النظام السوري. إيران تنطلق بثوب جديد، يلبسه الإيرانيون الجدد لإعادة الانتشار في المنطقة وفق تحالفات مع دول عربية وكذلك أحزاب وفصائل، وقد نجحت في توجيه الصفعة القوية للاحتلال الإسرائيلي وسحب البساط من تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي استخدم السلاح النووي الإيراني ذريعة لمحاصرة إيران.

الإيرانيون الجدد يعودون بقوة ,وخاصة أن (إسرائيل) ترى في الصفقة التي عقدتها إيران مع الغرب نوويا، وقدرة القيادة الإيرانية الجديدة على تسجيل هذا النجاح سريعا في ملف أخد عدة سنوات من المفاوضات. إيران سريعا عالجت الملف السوري وإعادة السيطرة عليه من خلال إطالة عمر نظام سوريا وإخراجها من دائرة النار، ونجحت في إحراج السعودية ودول الخليج العربي من خلال ما تحقق في سوريا وكذلك التفاهم مع الغرب والذي يعني وجود بديل قوي في المنطقة. إيران تعي أن العدو الأساسي هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يتربص بها لمنعها من إنتاج السلاح النووي ولو باتفاقيات دولية، ولكن السؤل هو هل تعيد إيران الجديدة ترتيب علاقتها مع قوى المقاومة الفلسطينية؟ والإبقاء على برنامجها القائم على معاداة (إسرائيل) أم ستعيد إيران مواقفها من ذلك في ظل التغيرات التي حدثت؟ والأكثر تحديداً علاقتها مع حركة حماس رأس الحربة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة الحرارة لتلك العلاقة التي تأثرت في الفترة الماضية بسبب الملف السوري؟، ستكشف الأيام القادمة إلى أين تتجه إيران.