تقرير مواطنون: كيف تعجز مصر بحجمها عن إصلاح حواسيب معبر رفح؟

الساعة 06:47 م|28 نوفمبر 2013

غزة (خاص)

أثار اغلاق معبر رفح بشكل متكرر بحجة تعطل في الحواسيب تذمراً و استياءً كبيرين في صفوف المواطنين الغزيين الراغبين في السفر عبر المعبر، الذي يعتبر الرئة الوحيدة التي يتنفس منها سكان القطاع المحاصر منذ عدة سنوات.

و قد اعتاد المواطنون في الآونة الأخيرة على سماع أخبار إغلاق معبر رفح بسبب تعطل الحواسيب، أسباب كادوا أن يصدقونها في بداية الأمر، لكنهم سرعان ما بدأوا يدركون أنها حجج و ذرائع غير مقنعة، و لا تعدو عن كونها سياسة ممنهجة للمماطلة وعرقلة تنقل المواطنين و تكريس الحصار المفروض عليهم.

مراسلة "وكالة فلسطين اليوم" تنقل جانباً من قصص و حكايات معبر رفح والعالقين فيه التي لا تنتهي، فآلاف الطلاب وأصحاب الإقامات والمرضى يعانون وشبكة الحواسيب المصرية المتعطلة تقتل آمال الراغبين في السفر، رغم الحديث الذي جرى سابقاً عن آلية للسفر عبر المعبر لتجاوز مشكلة عطل الحواسيب.

هشام، و هو أحد الشبان الذين تحقق حلمهم بالدراسة في الخارج بعد جهود مضنية، ترك مقعد جامعته في غزة، في انتظار يوم يفتح فيه معبر رفح و يسمح له بالسفر للدراسة في روسيا.

و يقول هشام لمراسلتنا: "لم أصدق خبر اعادة تشغيل معبر رفح أول أمس، حتى حزمت امتعتي و بدأت الاستعداد للسفر، رغم تضاؤل الأمل لدي في المرور بسبب وجود اعداد ضخمة من المواطنين الراغبين في السفر".

و عبر هشام عن خيبة أمله بعد يومين من تشغيل معبر رفح، و اغلاقه في اليوم الثاني بحجة تعطل الحواسيب، قائلاً: "إن مصر تعتبر عربياً من الأوائل في استخدام شبكات الحاسوب و الانترنت، و هي مدرسة في مجال التكنولوجيا، فكيف تعجز عن حل مشكلة شبكة حواسيب المعبر؟".

و في مشهد آخر يكشف حدة المعاناة التي يكابدها المواطنون في قطاع غزة، بسبب اغلاق معبر رفح، فإن الآلاف من المرضى يئنون من ألم المرض، في انتظار قرار الشرطي بالسماح لهم بالمرور إلى الجانب الآخر من المعبر، و لكن لا حياة لمن تنادي.

أم بلال، 37 عاماً، ترافق ابنتها التي تحتاج لعملية جراحية في مصر،عادت أدراجها الى بيتها بعد انتظار طويل في صالة المعبر، دون أن يسمح لها بالسفر بسبب عطل الحواسيب.

و تقول المواطنة أم بلال: "في معبر رفح لا يوجد ما يدعو للتفاؤل أو الأمل، فأعداد المرضى الذين يجيئون و يعودون لم تلين قلوب الجهات المتنفذة و بيدها قرار فتح و إغلاق معبر رفح، الذي أصبح السكين التي يذبح فيها شعبنا بشكل يومي".

و طالبت المجتمع الدولي و الجهات الداعية لاحترام حقوق الإنسان للنظر بعين الرحمة لهؤلاء الذين يعانون الأمرين بسبب الاغلاق المتكرر للمعبر، داعية هذه الجهات للنزول عند مسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، و الذي ينتهك في ابسط حقوقه، و هو "حرية السفر و التنقل".

و يشار الى أن السلطات المصرية أغلقت معبر رفح، بعد عزل الرئيس محمد مرسي بسبب الأوضاع الأمنية، و تقوم بفتحه استثنائياً لدخول الحالات الانسانية في أيام محددة، إلا أنها سرعان ما تعيد اغلاقه بحجة العطل المتكرر في شبكة الحواسيب، كان آخرها اليوم الخميس، حيث أعلن عن اغلاقه بعد دخول حافلة واحدة.

يذكر أن معبر رفح، يعتبر المعبر البري الوحيد في قطاع غزة، ويتم من خلاله تنقل الآف المواطنين الغزيين من والى القطاع.