خبر مع الأمين العام: حقائق تحتاج مواقف!.. أبو المعتصم

الساعة 10:08 ص|28 نوفمبر 2013

أبو المعتصم

 

في كلمته في الذكرى السنوية الأولى لحرب الأيام الثمانية والتي سماها العدو (عامود السحاب) وسمّاها أبطال سرايا القدس وكتائب القسام (السماء الزرقاء) و(حجارة السجّيل) أظهر الدكتور رمضان عبد الله شلّح ـ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي جملة من الحقائق التي تتعلق بأوضاع ومقدِّرات شعبنا وأمتنا وتحتاج إلى طرح البدائل واتخاذ المواقف! وأولى هذه الحقائق هي أنّ المشروع الوطني أو البرنامج الذي حملته منظمة التحرير الفلسطينية لعقودٍ مضت قد انتهى، بحيث لم يعد المسار الذي يسمى اليوم بمسار التسوية قدراً وأمراً لا يقبل المساءلة أو المراجعة! وثانيها أنّ استمرار المفاوضات مع العدو إنما يشرعن مكاسب (إسرائيل) وجرائمها بخلق أوضاع واقعية جديدة على الأرض لصالحها دون إنجاز يذكر لصالح الشعب الفلسطيني! وثالثها أنّ سقف المشروع الوطني الفلسطيني الذي يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة في حدود 67 بالمفاوضات لا يعدو (إدارة مدنية ذاتية) دون أية سيادة على الأرض!

 

أقول: نعم، وفد أثبتت لنا تجربة المفاوضات مع العدو ومجريات أحداثها منذ عام 1994 صحة هذه الحقائق؛ فمن ذا أصبح لا يعلم أنّ تلك المفاوضات على مدى عشرين عاماً لم تأت بشيء للشعب الفلسطيني في الوقت الذي أعطت للعدو الغاصب أغلى شيء وهو الاعتراف به كياناً ودولةً على ثمانين بالمئة من أرض فلسطين!

 

وجاريةٌ مطالبته ـ ومن خلال هذه المفاوضات ـ الاعتراف بيهودية هذه الدولة؛ مما يسمح له بطرد البقية الباقية من شعبنا في حوزة كيانه المزعوم! ومن ذا لم يسمع باللاءات الثلاثة التي يكررها رؤساء وزرائهم على تواليهم، بحيث أصبحت الشعار والورقة التي يساومون بها لكسب معاركهم الانتخابية، وهي: لا دولة فلسطينية.. لا عودة لحدود 67.. لا حق عودة للاجئين الفلسطينيين! يشرطون ذلك ويظهرونه في الوقت الذي يدعوننا للمفاوضات بلا أية شروطٍ منا! وعليه فهناك مواقف وبدائل لا بدّ أن يتخذها ولاتنا ومن ورائهم شعبنا جميعاً، تتساوق مع هذه الحقائق البيّنة ويفرضها الواقع الملموس.. وعلى رأس هذه المواقف إنهاء سير المفاوضات مع العدو نهائياً، والبحث عن البديل الأجدى لشعبنا، وهو بلا شك استمرار مسار الجهاد والمقاومة. وإنّ ما حقق شعبنا من صمود وانتصار في الحرب الماضية وما قبلها، وردع للعدو في قلب عمقه السكاني؛ بحيث لجأ وللمرة الأولى منذ مجابهاته العسكرية معنا إلى طلب الهدنة التي لم ينلها إلا بالشروط التي أملاها المجاهدون عليه! ليؤكد على أنّ العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ويعطي الدليل على صحة مسار الجهاد والمقاومة وضرورة تطويره إلى الحد الذي يرغم العدو إرغاماً على قبول ما نرى من مصلحة شعبنا وتحقيق أهدافه في الحرية والحياة وتقرير المصير، ما لم تحققه المفاوضات ولن يتحقق بها أبداً!

 

ومما يلحق بالضرورة بأحقية مسار الجهاد والمقاومة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس جديدة باعتباره مشروعاً شاملاً يمثل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وفصائله، ولا يقتصر على فئة بعينها تقرر مصير شعب بأكمله.. ولم يألُ الأمين العام جهداً أن يطرح مجموعة من المرتكزات التي قال:إنها تشكّل مفتاحاً للتعاطي مع هذا المشروع الكبير.. وأبرزها التأكيد على وحدة الصف الفلسطيني.. وأنّ فلسطين كلها وطن الشعب الفلسطيني والفلسطينيون أينما وجدوا شعب واحد وقضيتهم واحدة.. واعتماد حق وخيار الجهاد والمقاومة كبرنامج لقوى الشعب الفلسطيني كافّة! ونحن من منطلقنا الإعلامي وانتمائنا الفلسطيني العربي والإسلامي لا يسعنا إلا أن نثمّن ونبارك هذا التوجه، ونؤكد على هذه المرتكزات التي لا سبيل إلى تجاهلها أو الغضّ من جوهريتها إزاء ما تبين من واقع ظاهر وحقائق دامغة. والله تعالى المستعان نقصده ونتوكل عليه، وندعوه لأن يوفق فرقاءنا ويهدي السبيل ولاتنا لما فيه صلاح أمرنا وتحقيق آمال شعبنا.