خبر صراع الإرادات .. عبد الله الشاعر

الساعة 10:06 ص|28 نوفمبر 2013

عبد الله الشاعر

 

قالوا قديما: لولا الفرزدق لذهب ثلثا اللغة. وقال الإيرانيون: لولا الخبراء النوويون الإيرانيون لذهبت لغة القوة الإيرانية في مواجهة الغطرسة الغربية، ولكانت إيران ملحقا سياسيا لدول الاستعمار كما كان عهدها ايام الشاه الهالك

 

اللغة المتداولة اليوم في مجتمع دولي متوحّش هي لغة القوة، وما عداها لغة استجداء وتوسل وانهيار، لذلك ليس غريبا على أمة صاعدة ان تحسن توظيف كل مفردات القوة والبسالة لتتمكن من الكلام مع دول تتكلم بترسانتها قبل ألسنتها.

 

وفي حرب كهذه يصبح الخبراء وأصحاب الإرادات كلمة السر وإكسير الانتصارات،  فهم من وقف على ناصية الحلم وقاتل...وهم من واصل البحث ولم يهزهم الخوف ولا عضّ الاصابع.

كلما استشهد أحدهم سارع آخر لحمل الراية، وكلما تصاعد التحدي ازدادوا اصرارا ومواصلة.

 

واليوم وقد هزم خبراء إيران وقادتها وشعبها تكتل الطغاة، وغُلبت الروم في كل الأرض فحقا على قادة إيران ان يلتفتوا للخبراء الذين قضوا نحبهم في سبيل حلم عظيم يحمي شعبهم من التبعية والضياع، ويجعل من اللغة الإيرانية لغة فصيحة في عالم لا يأبه بالضعفاء، ولا يحترم إلا الاقوياء.

 

الصف السياسي الأول في إيران يصطحب عوائل الخبراء الإيرانيين الذين قضوا نحبهم وهم يؤسسون للحلم النووي، يصطحبونهم إلى كل اماكن الابتهاج لان آباءهم من هندس هذا الانتصار ودشّن هذا المشروع الكبير.

 

أوازن بين الساسة في إيران والساسة في بلادنا المغدورة لأبصر بعين دامعة ذلك الفارق الكبير في الاحترام والتقدير الذي يحظى به ابناء الشهداء وعوائلهم، ففي إيران هم ورثة صناع المجد وسلالة الابطال الذين تُخلّد ذكراهم، اما في فلسطين فحدث عن بعض عوائل الشهداء وجهّز قلبك للانفطار...تعال بنا إلى مخيم جنين الذي صنع لفلسطين ابجدية التحدي والانتصار حيث العديد من عوائل الشهداء يُسامون سوء العذاب وتُقتحم منازلهم، ويُطارد ابناؤهم ويلاحقون..

 

انها الرداءة والبطالة الوطنية ودونية المتعالي وغطرسة الوضيع، وحينما يُلاحق ابناء الشهداء وعوائلهم فليس هناك سوى هدف واحد ألا وهو جعل المخيم بيئة منزوعة الروح، ومفرّغة من عوامل الغضب.

 

موازنة الواقع الإيراني مع واقع السلطة مذهل ومعيب، لكن المأساة تتجلى اصداؤها في الخليج العربي حيث العفن السياسي والتبعية حتى النخاع.

 

امام المشروع النووي ثمة حكومات ليس لديها اية مشاريع حتى لو كانت مشاريع مجاري.

 

ست مئة مليار دولار عائدات النفط السنوية تضاف إلى ميزانية السعودية وليس بوسعها  انتاج اكثر من وجبة منسف تطعم الآلاف،فيما دول اعمارها قرابة الستين عاما قد اسكنت المهزومين على صفيح النار والرعب والفقر والخيانة.

 

اصحاب المبادئ ينتصرون او يستشهدون..اما المصابون بعقد الخوف والقلق فمستقبلهم هو التبول السياسي اللاإرادي، وحاضرهم اللطم والعويل والاستجداء         

 

ثمة من ينفق خزائنه على عزته وتحصين شعبه والدفاع عن وجوده، وثمة من ينفق خزائنه على شهواته الهابطة.


بإمكان الدول التي تنام مع الجواري على أسرّةِ من رعب ان تتفرغ لتخصيب المناسف لأغراض بهيمية. وكفى الله الخليجيين شرّ العويل.