خبر الاحتمال غير المعقول- معاريف

الساعة 10:04 ص|28 نوفمبر 2013

بقلم: مئير عوزيئيل

(المضمون: كل من يعيش في الشرق الاوسط باختياره الحر يعرف بأن معقولية الخير هي أمر غير معقول - المصدر).

 

ينظر العالم الآن ويسأل نفسه، سواء بأمل أم بقلق حقيقي: هل سيكون للايرانيين قنبلة ذرية وهل هم سيلقونها على الفور على اسرائيل، أم لعلهم يتنازلون فيصبحون أديبين هادئين؟ ثمة من يحبس أنفاسه وينتظر نتائج ألعاب الجوع (الجوع لابادة اسرائيل) الجارية في الشرق الاوسط.

 

الاسرائيليون أنفسهم ايضا يحللون احتمالات إبادتهم بمعونة المحللين في وسائل الاعلام الاسرائيلية وفي محيطها. وفي هذه الاثناء فان الاهتمام الأساس للمحللين في وسائل الاعلام وفي محيطها، هو اقناع القاريء، المستمع والمشاهد بأن بيبي خرج بصورة سيئة من كل هذه المفاوضات. فبعد أن انتهى هذا الموضوع الهام، يشرح معظم المحللين بأن الاتفاق مع ايران ليس فظيعا جدا. وحتى شمعون بيرس يؤيد هذه التهدئة.

 

الحقيقة هي أن أحدا لا يعرف اذا كان الاتفاق مع الايرانيين سينجح، واذا كان ما وقع عليه اليوم سيستمر غدا. الحقيقة هي أن كل ما ليس معقولا يمكن أن يكون معقولا. سلبا، بالطبع. يحتمل ايضا أن تقع أمور غير معقولة ايجابا، ومن المجدي لنا أن نأمل ذلك، ولكن كل من يعيش في الشرق الاوسط باختياره الحر يعرف أن الاحتمال للخير هو احتمال غير معقول.

 

مهما يكن من أمر فقد وجه العالم نفسه نحو عصر عدم المعقولية. فمبدأ عدم المعقولية ليس فقط القوة التي حركت الصهيونية لنجاحها حتى اليوم، بل إن مبدأ عدم

 

المعقولية هو قوة طبيعية عظيمة، وقانون عدم المعقولية استخدمه داغلاس أدامز لتحريك السفن الفضائية في كتبه ("المرشد للمسافر الى المجرة" وتوابعه).

 

ويتسلى داغلاس أدامز بحقيقة أن عدم المعقولية هو مبدأ جيد تماما مثل المعقولية، ولهذا فقد خلق في كتبه سفينة فضاء يحركها محرك عدم المعقولية. هذا محرك ينجح في الوصول الى المكان المعقول أقل الوصول اليه، ولهذا فمن خلال حسابات دقيقة يمكنه أن يصل الى أي مكان في الوجود في ثوان معدودة.

 

مبدأ عدم المعقولية يؤدي ايضا الى التفكير بأنه ليس معقولا ولا معنى لقراءة التقارير الاستخبارية أو المقابلات مع قادة الموساد وشعبة الاستخبارات الاسرائيليين والاجانب، وذلك لأن كمية المعلومات باتت تفوق المعقول، ولهذا فانه من كثرة المعلومات لم نعد نفهم الحقيقة. هذا العصر الجديد للمعلومات، والمعلومات أصبحت منتجا متماسكا وهزيلا على حد سواء وكأن الحديث يدور عن طاقات روحية غامضة يمكن تصديقها أو لا حسب ميل قلب المؤمن أو الشكاك.

 

وبالفعل، منذ زمن ونحن لا نعمل حسب المعلومات نفسها. فلو كنا نعمل حسب المعلومات نفسها لكانت الامور بسيطة. كنا سنفعل ما هو معقول فعله. ولكن في عصر عدم المعقولية المعقول لم يعد معقولا. الأمل، مثلا، مجرد الأمل بلا معقولية، هو في هذه اللحظة القوة الأكثر تحريكا للاسرائيليين. ويحتمل أن يكون هذا هو محرك عدم المعقولية الأفضل في التاريخ. وهو سيجلب سفينة الفضاء المسماة اسرائيل والشعب اليهودي الى الهدف المنشود. ويحتمل أن لا.