خبر أريكنا جميعا- يديعوت

الساعة 10:02 ص|28 نوفمبر 2013

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: إن موت اريك آينشتاين، المطرب الاسرائيلي الشهير، كأنما هو وداع لعصر أفل ولن يعود - المصدر).

 

في الجزء الخلفي للمنصة في ميدان رابين التي وضع عليها نعش اريك آينشتاين، بُسط لوح كبير كان خلفية لمن كانوا يقرأون التأبينات الذين علوا واحدا بعد آخر لتوديع صوت الدولة، الصوت الذي اعتقدنا أنه أخذ يختفي. وهو صوت ابتلعته في الفترة الاخيرة ولا سيما الاسابيع الاخيرة اصوات اخرى خُيل إلينا أنها أخذت تسيطر على صوت حياتنا وتدفعه وتُبعده بالقوة والرياء والشره وعدم الثقافة.

 

وُضع في الجهة اليمنى من اللوح الاسود صورة باللونين الاسود والابيض لآينشتاين الشاب. وهي صورة صغيرة ولطيفة تشبه طابعا صغيرا على غلاف كبير، ودقيقة جدا وصحيحة حينما يكون الحديث عن انسان متواضع جدا، كان الحياء هو الصفة الغالبة عليه، التي كرر ذكرها أمس مرة بعد اخرى الاصدقاء والزملاء.

 

قال أناس أمس إن اريك لو كان حيا لما أحب هذا الوداع الجماعي. لكنه لم يوجد أي شيء جماعي في جمهور الآلاف الذي تدفق في ظهيرة اليوم الى ميدان المدينة، الى المكان الأكثر مماهاة عندنا للصدمات الشعورية والوباء الخاطف والحداد الوطني والشعور القوي بالخسارة. وما كان يمكن أن نخطيء، فان قلوب الحاضرين كانت مليئة بالحب وبالأشواق وبالاعتراف الكبير بالجميل في الأساس للشخص الذي عرّف لنا الاسرائيلية في كل مرة من جديد.

 

إن كل واحد واريكه، لكن يوجد ايضا اريكنا جميعا: كان ذلك في اول مرة سمعنا فيها "أنا وأنت سنغير العالم" وآمنا بأنها كُتبت لنا جميعا خاصة؛ وجميع المرات التي ذوبت فيها أغنية "لماذا آسى" قلوبنا الكسيرة؛ والتأثر في كل مرة من جديد بـ "تاج جبينك"؛ والابتهاج الذي غطانا في كل مرة كنا نضع فيها للاولاد اسطوانة "في السبت صباحا" و"السيد شوكو"؛ والدموع التي لم نستطع أن نكفكفها في حفلات نهاية الدراسة الثانوية حينما كنا نغني معا للاولاد "فرخ صغير"؛ وايام الذكرى حينما كنا ننشد جميعا معا مع المذياع "أبكي لك" و"كلنا اولاد الحياة".

 

لا يصعب أن نفهم لماذا تذكر أناس كثيرون جدا أمس ايام وداعنا لرئيس الوزراء اسحق رابين. من الصوت المنكسر للبروفيسور غابي باربش الذي أعلن عند باب مستشفى ايخيلوف موت آينشتاين الذي استٌقبل بصيحات "لا" باكية من الجمهور، والغناء الغفوي في الميدان بعد أن عُلم موته فورا، والجلوس على الاسفلت البارد في الميدان في يوم الدفن، والشموع المضاءة وتلك الحاجة الى أن نكون معا. إنه نوع رغبة جماعية للتمسك بشيء ما بدا لنا أنه أُخذ منا، وبأزمان كانت ولن تعود، والاتكاء على أغاني أخذت تختفي من مشهدنا العام، ولغة وتشبيهات لم نعد نسمع مثلها تقريبا.

 

ودعنا اريك آينشتاين في ايام أصبح يجسد فيها مطربون مشاهير آخرون أمورا تختلف تماما. وهم أناس علامة نجاحهم أن يسكنوا أبراجا فخمة وتكون لهم سيارات فارهة واموال عظيمة وحفلات مفرقعة. فما العجب من أن موت مطرب مثل اريك، مع الشاي والليمون والكتب القديمة، والبيت المتواضع وسائقي سيارات الأجرة الذين أحبوه حبا شديدا، ووجبات الغداء على كراسي البلاستيك في كيتر همزراح ومع الهرب من كل علامة خارجية تظاهرية – ما العجب أن يحطم موت هذا الانسان قلوبنا.