خبر في اليوم التالي لجنيف -معاريف

الساعة 11:02 ص|27 نوفمبر 2013

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: في اليوم التالي لجنيف نجدنا ملزمين بان نجد الطريقة للحفاظ على العطف الجماهيري الامريكي ولكن الاحتماء من الجهات المعادية التي تنزل في البيت الابيض ومكاتب الادارة - المصدر).

 

مشكوك ان يكون ممكنا ان نضيف الى الكلام في موضوع الصفقة النكراء التي وقعت مع ايران في جنيف. فقد بات واضحا الان من كسب ومن خسر، من حذر ومن أنام، من استوفى التوقعات ومن خان. غير أن الفعل قد تم. والان لا يوجد معنى الا

 

لاستخلاص الاستنتاجات. وهذه يجب أن تكون شاملة وذلك ايضا لان معظم المعمورة لا تحبنا وكذلك لان اتفاق جنيف هو حلقة في سلسلة افعال وقصورات امريكية توضح كم خطيرا التعويل على نزلاء البيت الابيض الحاليين.

 

ان صفقة جنيف هي خلاصة السخرية وتقديس المصالح قصيرة الامد من جانب سياسيين صغار من الغرب. ولكن ما كان لها ان تتم لولا القوة المحركة للصفقة، رؤيا ادارة اوباما – كيري.

 

تاريخيا، رؤيا اوباما – كيري – جنيف تحطم استخلاص الاستنتاجات في العالم الغربي، بعد المغامرة النازية. فقد اجتهدت الولايات المتحدة على مدى معظم سنوات وجودها كي تتميز عن باقي العالم وتعنى بشؤون الاقتصاد والتأمين الصحي لديها. وجاء التحدي الالماني في الحرب العالمية الاولى، وبعد ذلك بيرل هاربر وانكشاف الوحش النازي، فأخرجها من غربتها. وكان الاستنتاج الامريكي في نهاية عهد هتلر انها ملزمة بان تصبح الشرطي الطيب في العالم كي لا يعود "السلام في عصرنا"، على نمط تشمبرلين وشركائه.

 

غير أن اوباما وكيري حطما خط الاستنتاج الامريكي هذا في ظل تحطيمهما لسلسلة من الحلفاء الذين صدقوا الوعود التي تلقوها منهما. ولكن العقيدة التي خرجت لتوها من جنيف سارت ابعد من ذلك بكثير. فالان لم يعد يدور الحديث فقط عن مفهوم العمى والغباء بل عن التضليل الذاتي المتعمد والتخلي الواعي عن الاصدقاء والحلفاء، بسبب الرعب من العدو. ان افعال اوباما وكيري خطيرة ربما أكثر من الخداع الذاتي لتشمبرلين في ميونخ 1938. فكل زعماء العالم الغربي يعرفون اليوم بان الايرانيين يخادعون. وقد سمعوا الاصوات من طهران الاسبوع الماضي، في الزمن الحقيقي. كما أنهم يفهمون ما هو معنى تهديد النووي الايراني على اسرائيل ودول الخليج، ولكنهم يهربون من كل مواجهة ويخترعون نظريات متطورة كي يخفوا ذلك.

 

الولايات المتحدة – الشعب والمجلسين التشريعيين – هم اصدقاء عظام للشعب اليهودي ودولة اسرائيل. وخلافا للعاطفة الاساسية في اوروبا التي تبقي على نواة لا سامية، فان العاطفة الامريكية هي ود وتقدير لنا. ولكن المقرر هي الادارة التي في الولاية الحالية تعادينا عميقا في قلبها. وعليه – ففي اليوم التالي لجنيف نجدنا ملزمين بان نجد الطريقة للحفاظ على العطف الجماهيري الامريكي ولكن الاحتماء من الجهات المعادية التي تنزل في البيت الابيض ومكاتب الادارة.