خبر السلفيون: القوة الجديدة في الضفة -هآرتس

الساعة 10:57 ص|27 نوفمبر 2013

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: ينتمي المطلوبون الثلاثة الذين قُتلوا البارحة في الضفة الغربية الى مجموعة اسلامية متطرفة أصبحت تحظى في الفترة الاخيرة بزيادة شعبيتها هناك - المصدر).

 

إن المواجهة في جنوب جبل الخليل هذا المساء هي أول مرة تلقى فيها قوات الامن الاسرائيلية علامات على وجود مسلح لقوة ثالثة في الضفة الغربية – لا السلطة الفلسطينية وفتح ولا حماس ايضا بل مجموعة اسلامية سلفية متطرفة تعمل منفصلة عن المنظمات المؤسساتية. وقد سبق قتل المطلوبين الثلاثة من الخلية سلسلة اعتقالات قصيرة في منطقة الخليل ومنطقة نابلس. وسجلت في الاشهر الاخيرة صدامات مشابهة ايضا بين نشطاء سلفيين واجهزة الامن الفلسطينية.

 

إن السلفيين وأكثرهم ليسوا عنيفين، هم القوة الثالثة الجديدة في الضفة التي يُشعر فيها بوجودهم منذ نحو من عشر سنوات بعد أن ثبتوا أقدامهم في قطاع غزة. ولوحظ في السنة الاخيرة زيادة في عملياتهم المنظمة التي أكثرها غير سياسي ولا يتصل بنشاط ارهابي. ويبرز في شرقي القدس بخاصة فصيل من الفصائل المتصلة بهم وهي حركة "حزب التحرير" التي نشاطها هناك غير عنيف. لكن وجدت اجتماعات كبيرة لجماعات سلفية في المدة الاخيرة في عدد من المناطق القروية في الضفة ومنها منطقة الخليل. "فجأة من لا مكان تسمع أن ثلاثين ألف شخص حضروا اجتماعا في إستاد في جنوب جبل الخليل"، قال عنصر عسكري رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس".

 

يبدو أن زيادة شعبية السلفيين في الضفة تتصل بخيبة الأمل من سلوك السلطة وبمشكلات حماس التي تطاردها السلطة واسرائيل، ليعرضوا بديلا عنها مهما ومستقرا. وفي حواشي الحركات السلفية ذراع مجاهدة عنيفة تخضع لتأثير أفكار القاعدة العنيفة، ووجدت تعبيرا عنها من قبل في خلايا في قطاع غزة. ويمكن أن نفرض أن تزايد نشاط فصائل ذات توجه فكري مشابه في سيناء وفي الحرب الأهلية الدموية في سوريا خاصة، يقوي تأييدهم في الضفة.

 

تم في الاسبوع الاخير حصار للخلية المسلحة التي اعتقل "الشباك" خمسة من اعضائها في قرى في منطقة الخليل وفي قرية اخرى بالقرب من نابلس. والمعتقلون مثل القتلى الثلاثة في هذا المساء، هم نشطاء في أواخر العشرينيات من أعمارهم، دون خلفية جنايات أمنية سابقة أو عضوية في منظمة ارهاب اخرى أو قضاء عقوبات سجن في اسرائيل. ومنذ اللحظة التي التقطهم فيها رادار "الشباك" أُدخلت الى الصورة وحدتان منتخبتان، وحدة الشرطة الخاصة من حرس الحدود والوحدة العملياتية من "الشباك"، في حين كانت قوات من الجيش الاسرائيلي تعمل في دوائر أبعد الى الخارج. وجاء عن الجيش الاسرائيلي أنه قُتل في البدء فلسطينيان كانا مسلحين بمسدسين يُعدان قائدي الخلية. ووجد في السيارة التي كانا يركبانها شحنتان ناسفتان ايضا. وقد أطلق أفراد وحدة الشرطة الخاصة النار على السيارة ولم يتضح هل كان أصلا تبادل اطلاق نار بين الطرفين. وفي المطاردة التي قام بها الجيش الاسرائيلي بعد ذلك بمساعدين للخلية قُتل فلسطيني آخر بعد تبادل اطلاق نار.

 

بيّن تحقيق "الشباك" أن اعضاء الخلية كانوا يشتغلون بالاعداد لعمليات اختطاف ووضع شحنات ناسفة موجهة على اسرائيليين وعلى أناس ذوي صلة بالسلطة الفلسطينية. وقد أعدت الخلية شقة للاختباء واشترت وسائل قتالية وصنعت مواد متفجرة. وما زال يجري في هذه الساعات مطاردة لمشتبه فيهم آخرين في المشاركة في التنظيم. وقد جُرح الضابط الذي تولى قيادة العملية في هذا المساء، وهو قائد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة العميد تمير يدعي في تلك المنطقة حينما كان قائد كتيبة من لواء غولاني قبل 14 سنة في مواجهة مع مخرب من حماس قُتل فيها مقاتل من حرس الحدود.