خبر لأجلنا لا لأجل اوباما - يديعوت

الساعة 10:56 ص|27 نوفمبر 2013

بقلم: يوسي شاين

(المضمون: إن اتفاقا مع الفلسطينيين اذا أمكن احرازه قد لا يُحسن مكانة امريكا في المنطقة لكنه عظيم الأهمية لاسرائيل - المصدر).

يزعم كثيرون منذ سنين أن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو المفتاح لتحسين مكانة الولايات المتحدة في الدول العربية وبين المسلمين في العالم. ولا يزعم هذا العرب والمسلمون فقط. بل يؤمن ناس في الادارة في واشنطن وكثيرون في وسائل الاعلام والاكاديميا الامريكية، بل بين اليهود وجهات مركزية في اوروبا ودول اخرى ايضا بأن سياسة "أكثر حيادا" وضغطا امريكيا على اسرائيل لانهاء سيُحسن هو فقط مكانة الولايات المتحدة في منطقتنا.

أصبحت السيطرة الاسرائيلية وجماعة الضغط اليهودية في واشنطن منذ زمن نظرية مركزية تفسر في ظاهر الامر مكانة الولايات المتحدة المضعضعة في العالم العربي. ويفسر الغضب على امريكا وكراهيتها في الشارع العربي الذي يهتف لعمليات ارهابية في الغرب بأنهما رد مفهوم على سياسة "الطرف الواحد" للولايات المتحدة.

التقيت في واشنطن مع ساسة وموظفين كبارا زعموا (في همس في الأكثر) أن "السياسة الداخلية (اليهود) تضر بمصلحة الولايات المتحدة ومكانتها في الشرق الاوسط". بل إن الرئيس اوباما حذره ليبراليون ومنهم الرئيس السابق كارتر ومستشار أمنه القومي باججنسكي، وجمهوريون كمستشار الامن القومي للرئيس السابق بوش الأب، من أن السياسة المنحازة الى اسرائيل خطيرة على امريكا. وقيل ذلك في المدة الاخيرة ايضا في الشأن الايراني.

لكن الفحص عن أحداث السنتين الاخيرتين في المنطقة يبرهن على محدودية الفرضية التي تقول إن مكانة امريكا في العالم العربي حُددت في الأساس في الساحة الاسرائيلية الفلسطينية. فعلى عهد اوباما خاصة الذي يميل كثيرون من المقربين منه الى تبني فكرة أن الطريق الى قلوب العرب هي في "حل عادل" للصراع، تجد الولايات المتحدة نفسها في حضيض: مُهانة ومُنددا بها وبلا عمود فقري في العالم العربي. ولا يتصل هذا الوضع بالساحة الاسرائيلية الفلسطينية برغم أن ناسا كبارا في الادارة الامريكية ما زالوا يؤمنون بذلك.

في مصر خسر الامريكيون الجيش والجهاز الحاكم والجمهور لا بسبب القضية الفلسطينية بل بسبب عدم فهم عميق لمسارات داخلية مع تمسك بقيم وخطابة مقطوعين عن تتابع الأحداث. وكانت النتيجة البائسة أن كثيرين في مصر ما عادوا يرون امريكا هي رمز الحرية، ولا يثقون بها أنها حليفة صادقة. وينظر عرب ومسلمون في العالم الى عجز الولايات المتحدة في مواجهة القتل في سوريا، بل إن حليفاتها: السعودية والاردن ودول الخليج تعيد التفكير في العلاقات بواشنطن وبقدرة الولايات المتحدة على مواجهة قوى اسلامية متطرفة.

زعم أهارون ميلر الذي كان مدة سنوات موظفا كبيرا في وزارة الخارجية الامريكية وهو من الشخصيات الامريكية البارزة في مسيرة اوسلو، زعم مؤخرا في صحيفة "نيويورك تايمز" أن ادارة اوباما مسؤولة مباشرة عن ورطة الولايات المتحدة الشديدة في مصر بسبب فشل عميق في التأليف بين القيم والمصالح. وهو يرى أن امريكا التي تعمل بصورة مبلبلة وخطيرة تهدد التعاون بين اسرائيل والعرب لا العكس. وبالغ المفكر المعروف فؤاد عجمي حينما كتب في صحيفة "وول ستريت جورنال" أن اوباما يشبه في سلوكه جمال عبد الناصر، فكلاهما "شخص قوي الحضور ساق الجموع الى فانتازيا لا أساس لها" تخلف دمارا.

قد يزيل حل الصراع مع الفلسطينيين شيئا من الغضب على امريكا بين جموع العرب الخائبي الآمال. لكن يصعب أن نؤمن بأن اتفاقا اسرائيليا فلسطينيا هو المفتاح لتحسين مكانة الولايات المتحدة المضعضعة في المنطقة. لكن هذا الواقع المقلق يجب ألا يُفسر في القدس تفسيرا خاطئا وكأن موضوع السلام ثانوي في منطقتنا. بالعكس: إن ضعف الولايات المتحدة في الشرق الاوسط يوجب علينا أن نتقدم في أشد تصميم الى التسوية لانشاء علاقات أفضل بدول عربية كالسعودية ومصر والاردن.

إن اتفاقا مع الفلسطينيين اذا أمكن احرازه قد لا يُحسن مكانة امريكا في المنطقة لكنه عظيم الأهمية لنا.