خبر حرب الأشهر الستة- إسرائيل اليوم

الساعة 11:50 ص|26 نوفمبر 2013

بقلم: أوري هايتنر

إن التسوية المرحلية بين القوى العظمى وايران، في شأن البرنامج النووي الايراني، هي نبأ سيء لاسرائيل والبشر. فهو يوافق على أن تكون ايران دولة على شفا القدرة النووية باذن من المجتمع الدولي وموافقته، وهو الذي غفر لها كل افعالها وحيلها الى الآن. وايران باعتبارها دولة على شفا القدرة النووية، قريبة جدا من القنبلة النووية هي تهديد للعالم كله ولاسرائيل بخاصة. وحتى لو لم تحقق القدرة الكامنة وبقيت دولة على الحافة، فان الظل الذي ستلقيه ايران على الشرق الاوسط يشتمل على كارثة. ففي الشرق الاوسط الذي تكون ايران فيه قوة نووية لن ينشأ سلام. ولن يوجد ردع للارهاب في الشرق الاوسط مع ايران النووية. وسيصبح سلوك الشرق الاوسط كله "تحت تحذير"؛ وتحت تهديد ايراني بـ "سنرد بكامل القوة اذا...".

إن الاتفاق، الذي يعترف في واقع الامر بـ "حق" ايران في تخصيب اليورانيوم يتوجها دولة على شفا القدرة النووية، وهذا انجاز لم يسبق له مثيل لنظام آيات الله الايراني الذي وجد طريقة أسهل من خطابة احمدي نجاد المتحمسة لاحراز طلبه. ومقابل ذلك تتمتع ايران بتخفيف العقوبات وهو تخفيف يساوي مليارات.

وأما الأنباء الحسنة فهي أن الحديث عن تسوية مرحلية مدتها نصف سنة فقط، ولم يُلغ أكثر العقوبات. ويمكن في هذا الوقت تقويم المعوج وتشكيل اتفاق لتجريد ايران من قدراتها النووية بواسطة تهديد ملموس بتشديد العقوبات يبلغ الى درجة القطيعة المطلقة مع الاقتصاد الايراني والى هجوم عسكري اذا احتيج إليه.

بيد أن الأنباء السيئة حقا، أكثر من تفاصيل الاتفاق السيء، هي تهاوي الغرب؛ والروح الاستسلامية التشمبرلينية التي غطت القوى الغربية العظمى بعامة والولايات المتحدة في عهد اوباما بخاصة. إن عدم رغبة الغرب وعدم تصميمه على النضال من اجل عالم أفضل، والرغبة القوية في مصالحة التطرف الاسلامي لاحراز هدوء الآن ولتأجيل مواجهة المشكلات الى ما بعد ولايته، ميز التفاوض مع ايران في التسوية المرحلية. فهل يوجد سبب يجعلنا نُقدر ألا تكون هذه هي روح التفاوض في التسوية الدائمة؟.

إن التسوية المرحلية مع ايران حقيقة ولم ننجح في منعها. ولا يمكن الغاؤها أو تغييرها، ولن تستطيع اسرائيل في اشهر التفاوض في التسوية الدائمة الستة أن تستخدم القوة على المشروع النووي الايراني، ولهذا يجب على اسرائيل أن تستغل هذه الاشهر الستة لتؤثر بكل طريقة في التفاوض الذي ستجريه الولايات المتحدة والغرب كي تكون نتائجه مختلفة عن نتائج الاتفاق المرحلي؛ فلا تكون تسوية يحتوي فيها العالم ايران باعتبارها دولة على حافة القدرة النووية بل اتفاق يجرد ايران من قدراتها النووية. واذا لم يوجد شريك في هذا الاتفاق فيُفضل ألا يوجد اتفاق.

لم ننجح في التأثير في التسوية المرحلية، ويُشك في أن نستطيع التأثير في التسوية الدائمة. لكن اسرائيل لا خيار لها سوى البحث عن كل طريقة واستغلال كل فجوة للتأثير. وقد نجحت اسرائيل في أن تطرح في برنامج العمل الدولي التهديد الايراني وفي أن تحث الغرب على فرض عقوبات شديدة على ايران والتهديد بعملية عسكرية. وإن الضغط على ايران قد جعلها تغير التكتيك وتُبدل الاسلوب وتجلس الى طاولة المباحثات. ولم تنجح اسرائيل بعد هذه النجاحات في اقناع الغرب باستغلال النجاح لزيادة الضغط على ايران واضطرارها الى قبول الحكم والى وقف برنامجها النووي.

بدأ مع التوقيع على التسوية المرحلية المرحلة الحرجة وهي حرب الاشهر الستة – وهي نضال دبلوماسي للتأثير في التسوية الدائمة. يحاول اوباما بما أوتي من قوة أن يبرهن لاسرائيل على أنها مخطئة في معارضتها ويعرض عليها التحادث في شأن التسوية الدائمة. فينبغي الاستجابة للعرض لكن لا للتأثير في الهامش بل في لب الاتفاق – فلا ينبغي التصالح على أقل من الغاء قدرات ايران النووية. وعلى اسرائيل أن تبذل كل جهد للتأثير في الاتفاق على أن تشفع المسار الدبلوماسي ببيان أن ما تقوله لا يحتمل معنيين: فلن يكون لايران قدرة نووية. إن حلا دبلوماسيا مناسبا سيجعل عملية عسكرية اسرائيلية لا حاجة إليها، أما الحل الدبلوماسي غير المناسب فسيجعل هذه العملية ضرورية.