خبر ما زالت أفضل صديقة لنا- هآرتس

الساعة 11:47 ص|26 نوفمبر 2013

بقلم: موشيه آرنس

منذ انتُخب حسن روحاني رئيسا لايران في شهر حزيران، وعرض على الولايات المتحدة وجها باسما، أصبحت الطريقة التي ينبغي بها علاج البرنامج النووي الايراني موضوعا مختلفا فيه بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء اسرائيل. ففي وقت الاستعداد للمحادثات بين الاعضاء الخمس الدائمات في مجلس الامن مع المانيا وبين ايران، ولا سيما بعد بدء المحادثات في الشهر الماضي في جنيف، تحول عدم الاتفاق بين الولايات المتحدة واسرائيل على الموقف الذي ينبغي الالتزام به في هذه القضية، الى جدل علني أخذ يزداد قوة فقط.

ليست هذه أول مرة يقع فيها اختلاف في الرأي بين اسرائيل والولايات المتحدة. وعلى نحو عام يبذل الطرفان جهدا كي لا يعلنا عن هذه الاختلافات على الملأ، برغم أن الولايات المتحدة كشفت للجمهور في السنوات الاخيرة عن الاختلافات في الرأي فيما يتعلق بالاستيطان في يهودا والسامرة.

لكن الجدل في سؤال كيف يتم التصرف فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي، تزايد الى أبعاد لم يسبق لها مثيل. ففضلا عن أن قادة الدولتين لم يُحجموا عن التعبير مرة بعد اخرى عن مواقفهم علنا، حاول بنيامين نتنياهو الذي سمى اقتراح الاتفاق في جنيف "صفقة سيئة" أن يقنع عددا من اعضاء مجموعة الخمس زائد واحدة بتغيير مواقفها من هذا الشأن. وفي هذا الوقت وقع على اتفاق أولي في جنيف وأصبح واضحا للجميع أن رئيس الوزراء فشل في جهوده.

يؤكد الاتفاق الأولي الفرق بين الموقف الاسرائيلي والموقف الامريكي. وتوافق ايران بحسبه على عدم توسيع البنية التحتية النووية الواسعة التي بنتها في السنوات الاخيرة بكلفة ضخمة، وظلت لديها قدرتها القائمة على التوصل الى سلاح نووي. ويقول الموقف الاسرائيلي إنه يجب على ايران مقابل تخفيف العقوبات أن تبدأ بتفكيك بنيتها التحتية النووية، أي التخلي عن قدرتها على تطوير سلاح نووي.

 

          ليس من الصعب أن نفهم سبب الاسلوب المتطرف الذي تم التعبير به عن الفروق في التصور العام بين الولايات المتحدة واسرائيل في القضية النووية الايرانية: فبرغم أنهم في واشنطن يرون الرغبة الايرانية في احراز سلاح نووي خطرا محتملا على استقرار العالم، يرونها في القدس خطرا حقيقيا على اسرائيل – خطرا على وجودها.

 

          إن خطب القادة الايرانيين التي تهدد بالقضاء على اسرائيل تُبين أن مخاوف اسرائيل ليست ثمرة خيالها. وإن كلام آية الله علي خامنئي حينما كان التفاوض في جنيف في ذروته على أن اسرائيل تشبه كلبا مسعورا، يقوي فقط انطباع أنه لم يتغير شيء في طهران.

 

          إن الموقف الذي التزمت به الولايات المتحدة من القضية النووية الايرانية خيّب آمال اسرائيليين كثيرين، بل تُسمع هنا وهناك أصوات تدعو الى وجود حلفاء آخرين يحلون محل منظومة العلاقات التي بُنيت في سنين طويلة مع الولايات المتحدة. ومصدر هذه الاقتراحات المتسرعة عدم ادراك مبلغ عمق العلاقات التي نشأت بين الدولتين وهي علاقات تقوم على قيم مشتركة.

 

          برغم أن الولايات المتحدة ليست الدولة الديمقراطية الوحيدة في المعمورة، فانها الديمقراطية الرائدة وسياستها الخارجية التي لا تشبه سياسة ديمقراطيات اخرى تتأثر جدا بتمسكها بهذه القيم. والأسس التي تقوم عليها العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة لم تتغير ألبتة. فستتغلب اسرائيل والولايات المتحدة على الاختلافات بينهما في شأن طريقة احراز أهدافهما المشتركة، وستثبت العلاقات بينهما سنين كثيرة بعد، فما زالت الولايات المتحدة أفضل صديقة لاسرائيل بين الأمم وسيبقى الحلف بين الاثنتين على حاله.