خبر تقرير أوربى يكشف: مرتزقة من 40 دولة أوروبية فى صفوف جيش الاحتلال

الساعة 04:25 م|25 نوفمبر 2013

القدس المحتلة

كشف تقرير أوروبى أعده "المرصد الأورومتوسطى" عن وجود مئات المرتزقة الأوروبيين الذين يتطوعون للخدمة العسكرية فى صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلى، ضمن قوات خاصة، وتشارك فى قتل المدنيين الفلسطينيين، خاصة فى قطاع غزة.

وأوضح التقرير الذى نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن منظمات أوروبية ترتبط بشكل مباشر بجماعات يهودية ومسيحية يمينية داخل القارة الأوروبية، تقوم بتنظيم مشاريع وحملات فى أوروبا لدعوة الأوروبيين للالتحاق بجيش الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية، وكذلك للانضمام إلى حملات دعم عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.

وكشفت المعلومات الواردة بالتقرير أن إحدى هذه المنظمات الفاعلة فى تجنيد الشباب الأوروبيين للقتال فى صفوف الجيش الإسرائيلى تدعى "ماحال" وتمتلك مكتبا لها فى العاصمة البريطانية لندن، والتى تعمل على إرشاد الأجانب للالتحاق بالجيش الإسرائيلى من خلال تنظيم حملات إعلامية فى الدول الأوروبية، حيث انضم الآلاف من المتطوعين من نحو أربعين دولة أجنبية، معظمهم من أوروبا.

ورصد التقرير، قيام المنظمة باستهداف الفئات الشبابية من الجنسين وتجنيدهم فى جيش الاحتلال الإسرائيلى من خلال برامج إعلامية تمتد لـ 18 شهرًا، باشتراط أن يكون عمر الشاب أقل من 24 عامًا، وتكون عمر الفتاة أقل من 21 عامًا.

ومن بين ما يشير إليه التقرير شهادات لعدد من المجندين، حيث نقل التقرير شهادة لإحدى المجندات السابقات فى الجيش الإسرائيلى يدعى يلينا زاكوسيلا، وهى من أصل أوكرانى، أدلت بها فى أحد أشهر البرامج التليفزيونية فى بلادها، قالت فيها إنها قامت بقتل أطفال فلسطينيين دون أن تبدى ندماً على ما فعلته، مؤكدة أنها مستعدة للعودة فى خدمة الجيش الإسرائيلى وقتل المزيد من الأطفال.

كما رصد التقرير تغطية صحفية لمجلة "فوكس" الألمانية مطلع نوفمبر الجارى، تفيد أن المئات من الألمان قد التحقوا بالجيش الإسرائيلى خاصة من فئة الشباب، حيث أشار إلى أن من بين أولئك الملتحقين الفتاة ناتالى فلدفيبل، (20 عامًا) من مدينة فورسبوج بألمانيا، والتى تحولت إلى الديانة اليهودية وهى تخدم الآن أمام منصة صواريخ "باتريوت" ضمن قوات الجيش الإسرائيلى.

وكذلك الطبيب الألمانى الذى رفض إعطاء اسمه الحقيقى للمجلة وأعطاهم اسماً مستعاراً، حيث عرف نفسه بـ "عامير كوهين" الذى يسكن العاصمة الألمانية برلين، قائلاً: "أنا فخور بالخدمة فى الجيش الإسرائيلى"، حيث يعمل كوهين فى ثكنة عسكرية ليست ببعيدة عن تل أبيب.

وقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بأن عدد المجندين من حملة الجنسية الألمانية دائماً فى ازدياد.

وأشارت المجلة نفسها إلى أن العشرات من الأجانب الملتحقين بالجيش الإسرائيلى يخدمون فى صحراء النقب، وهى قريبة من قطاع غزة، وهذا يعنى بأن الجنود مستعدون لشن اعتداءات على قطاع غزة ومنهم من شارك فى حرب ديسمبر 2008 ونوفمبر 2012، بحسب المجلة.

وقد وثق المرصد الأورومتوسطى إفادة لإحدى المجندات فى الجيش الإسرائيلى العاملات فى النقب، وتدعى "لين بيريز"، والتى أفادت أنها كانت على اتصال مع إحدى المنظمات الموجودة فى النرويج، والمعنية باستيعاب المتطوعين من الأوروبيين للخدمة فى جيش الاحتلال الإسرائيلى.

وقالت المجندة النرويجية الأصل إن المنظمة قامت بتوفير شقة ومبالغ من المال والسماح لها بالعودة إلى وطنها – النرويج – مرتين سنوياً، مقابل الخدمة فى الجيش الإسرائيلى، مؤكدة أنها لم تكن الوحيدة بل كانت برفقة أكثر من 5000 مجند على بنفس الطريقة.

وتشير التقديرات إلى وجود نحو 200 متطوع من هولندا سنويا فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، جميعهم من "الاتحاد المسيحى" المتشدد، حيث يقوم الجيش بتزويدهم بالمسكن والمأكل داخل القواعد العسكرية، فى حين قدم بعض "المرتزقة" من دول عدة بينها دول اسكندنافية مثل السويد.

ولم يقتصر الأمر على التجنيد فى جيش الاحتلال؛ بل تعداه إلى قيام جماعات متطرفة إلى تجنيد مئات الأوروبيين لمساندة المستوطنين فى عملياتهم ضد المدنيين الفلسطينيين.

وكشفت صحيفة "هاآرتس" فى أحد تقاريرها الصادرة حول قيام جماعات يهودية متطرفة بإنشاء "رابطة الدفاع اليهودية الفرنسية" التى يرأسها المؤسس الحاخام مائير كاهانا، تقوم بتجنيد يهود من داخل أوروبا ذوى خبرة عسكرية للمشاركة فى الدفاع عن المستوطنات وقمع المظاهرات الفلسطينية ضد الاستيطان.