تحليل هل تُشعل 'إسرائيل' جبهة غزة ولبنان بعد فشلها في ملف إيران « النووي »؟

الساعة 11:52 ص|25 نوفمبر 2013

غزة (خاص)

فشلٌ ليس بعده فشل لـ"إسرائيل"؛ بعد أن انتصر المفاوض الإيراني في التوصل إلى صفقة "مشرفة" مع الدول الغربية والولايات المتحدة، حيث الجم فيها المفاوض الألسنة "الإسرائيلية" الداعية إلى تفكيك المشروع النووي الإيراني عن طريق فرض العقوبات أو عن طريق توجيه ضربة عسكرية رادعة، لكن ذلك الحلم "الإسرائيلي" تفتت بفطنة وذكاء المفاوض الإيراني الذي استطاع أن يرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده وأن يستمر في مشروعه النووي.

تصريحات القادة "الإسرائيليين دللت على حجم الشعور بالفشل الإستراتيجي العميق جراء توصل الجمهورية الإيرانية إلى اتفاق مع الدول الغربية والولايات المتحدة، حيث  أقر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بفشله في إدارة ملف إيران النووي على الشاكلة التي يريد والتي تقوم على تحطيم الحلم الإيراني بذلك المشروع حيث قال نتنياهو "الاتفاق مع إيران خطأ تاريخي"، وأضف إلى ذلك التصريح ما قاله وزير الخارجية "الإسرائيلي" افغيدور ليبرمان والذي قال بصريح العبارة "إيران حققت انتصارًا لم تعرفه من قبل".

لكن تكمن الخشية من انتصار إيران في تلك المعركة التفاوضية في شعور "إسرائيل" بالهزيمة ورغبتها في التغطية على ذلك الفشل الإستراتيجي عبر فتح جبهات وحروب جديدة في المنطقة، خاصة الحدودية مع الأراضي المحتلة كالجبهة الجنوبية "غزة"، والجبهة الشمالية "لبنان".


"اسرائيل" تخشى حروب جديدة

خبراء ومحللون سياسيون استبعدوا أن تفتح "إسرائيل" جبهات وحروب جديدة للتغطية على الفشل الإستراتيجي في إدارة المشروع الإيراني، وأكد الخبراء أن المناخ الدولي والعزلة التي باتت تعاني منها "إسرائيل" ولا سيما بعد الاتفاق الإيراني - الغربي لا تُمكنها من فتح جبهات جديدة، خاصة في ظل السياسة الغربية الجديدة التي لا تريد التورط في حروب جديد في المنطقة العربية والتي قد تجر عليها مزيداً من الويلات الاقتصادية والدبلوماسية.

 الخبير في الشأن "الإسرائيلي" سميح شبيب رأى أن "اسرائيل" تلقت جراء الاتفاق الإيراني - الغربي ضربة قاسية تاريخية وفشلت فشل استخباراتي وسياسي ذريع واستطاعت إيران في المقابل انتزاع نصر تاريخي بالنسبة لها.

وأوضح الخبير شبيب أن إيران تشعر بمضاضة الاتفاق الغربي – الإيراني، لكنه يرى أن "اسرائيل" لن تفتح حروب جديدة في المنطقة؛ نظراً لعدم وجود مصالح مشتركة مع "إسرائيل" فيها.

وقال الخبير شبيب:"لا أتوقع أن تشن اسرائيل أو تفتح جبهات جديدة في المنطقة، لتغطية على فشلها في مواجهة الجمهورية الإيرانية، لان النظام الدولي غير مهيأ لدعم إسرائيل في تلك الحروب، ويميل المجتمع الدولي ككل إلى لغة المسايسة في المنطقة وغير معني بحروب جديدة تدر عليه مزيداً من الخسائر".

وأضاف الخبير شبيب: "اسرائيل لا تريد أن تضيف هزائم جديدة على الهزيمة السياسية الأخيرة، فهي لن تُصعد لا في الجنوب ولا في الشمال لأنها تعلم أن الفاتورة ستكون قاسية مع أي مواجهة قادمة".

 وتوقع الخبير أن تضع "اسرائيل" نَصب عينيها المرحلة القادمة عملية التشويش على الاتفاق المبرم من خلال التشكيك في التزام إيران بالاتفاق، لكنه رأى أن تلك الجهود ستبوء بالفشل الذريع؛ نظراً لحرص إيران والغرب على إنجازه وعلمهم المسبق أن "إسرائيل" ستحاول جاهدة عرقلته.

تملك الإمكانيات ولا تملك الانتصار

المحلل السياسي حسن عبدو اتفق مع سابقه شبيب في أن المفاوض الإيراني أستطاع ان ينتزع انتصاراً تاريخياً في مرمى خصمه "الإسرائيلي" ونجح في التوصل إلى اتفاق مشرف بالنسبة للملف النووي مع الاحتفاظ بالمشروع ورفع العقوبات.

وأوضح عبدو أن حالة شعور بالفشل تنتاب قادة الكيان الإسرائيلي مستدلاً على ذلك بالتصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان اللذين اعتبرا الاتفاق الإيراني مع الغرب بمثابة النصر التاريخي لإيران.

وأضاف:"أن أية حرب مقبلة ستزيد المخاطر على دولة الإحتلال وستتسع دائرة استهدافها لتصل كامل الأرضي المحتلة".

وتابع:"علاوة على المشاكل الدولية التي تعانيها "إسرائيل" فهي تعاني من مشاكل اقتصادية داخلية، ومشاكل داخلية بالجيش ومشاكل بين القيادة السياسية والعسكرية وهو ما سيحول دون فتح جبهة جديدة".

وأوضح أن اختلاف "اسرائيل" مع حليفها الولايات المتحدة في تعريف المصالح في المنطقة سيؤخر توجيه ضربة "إسرائيلية" لأية جبهة في المنطقة، خاصة وان الولايات المتحدة لا ترغب في تلك الأوقات في حروب وصراعات جديدة حفاظاً على مصالحها.


الحالة الدولية غير مهياة

بدوره، يرى المحلل السياسي أسعد أبو شرخ أن "اسرائيل" ستضع الملف الإيراني نَصب عينيها في محاولة منها لعرقلة الإتفاق الغربي – الإيراني والتشويش عليه والتحريض ضده وإظهار عدم جدية إيران في تطبيقه والالتزام فيه.

وقلل أبو شرخ من قيمة أن تحاول "إسرائيل" التغطية على فشلها بإثارة جبهات أخرى، موضحاً أن الحالة الدولية لم تعد ترغب بالعربدة "الإسرائيلية" في المنطقة وتوريطها في حروب جديدة.

وقال :"اسرائيل باتت تحسب ألف حساب قبل أن تدخل أية حرب أو إثارة أية جبهة من الجبهات خاصة فيما يتعلق بالجبهة الشمالية "لبنان"، والجبهة الجنوبية "غزة" لامتلاكها قدرة صاروخية باتت تهدد الحياة في إسرائيل".

وأوضح أبو شرخ أن تصعيد "إسرائيل" مع غزة سيتسم سيكون اعتيادياً في استهداف بعض كوادر المقاومة التي لا تؤدي إلى جرها إلى تصعيد على شاكلة "عمود السحاب".