خبر في وردية نتنياهو- يديعوت

الساعة 11:07 ص|25 نوفمبر 2013

في وردية نتنياهو- يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: كان من الخطأ تغيير نتنياهو للسياسة الاسرائيلية تجاه النووي الايراني وجعل اسرائيل في مواجهة مباشرة رأسا برأس معها. وتبين أن هذا الرهان خطأ لانه مبدئيا وتاريخيا لا يمكن منع القدرة النووية عن بلد كبير كايران – المصدر).

 

في البيت الابيض يعرفون أنه ما كان يمكن لاي اتفاق، غير الاستسلام التام من جانب الايرانيين، ان يرضي القدس. ولكن لا ينبغي لاسرائيل ان تتمترس في يأسها: ففي الاشهر القريبة القادمة، كما يمكن أن نتوقع، سيجري حوار حميم بينها وبين الولايات المتحدة بهدف تحسين الاتفاق الدائم الذي سيعيد الى الوراء البرنامج النووي.

 

الامريكيون، والامر ينبغي أن يقال، لم يفاجئوا اسرائيل في سلوكهم. فمنذ أكثر من سنه وهم يقيمون قنوات حوار سرية، مع مسؤولين كبار من ايران. الاتصالات التي نضجت فجر أمس الى اتفاق مرحلي. ويتبين ان العقوبات الاقتصادية للغرب، فعلت فعلها اكثر من تهديدات الهجوم من جهة القدس.

 

مهما يكن من امر، فانه من ناحية نتنياهو السطر الاخير بشع: ايران وصلت الى درجة دولة حافة نووية بالذات في ورديته، وردية رئيس الوزراء الذي جعل الحرب ضد القنبلة مهمة حياته. فقرة واحدة كتبت في "نيويورك تايمز" توضح له – ولنا – ما ينتظرنا الان في سياق الطريق: "اوباما وعد بمنع القنبلة النووية عن ايران. الرئيس الامريكي لم يعد وما كان يمكنه أن يعد بمنع القدرة على الوصول الى قنبلة نووية عن ايران. وهو يعرف انه لا يمكن من خلال هذه الصفقة أو تلك، ولا حتى من خلال حملة عسكرية، شطب المعلومات التي اكتسبت في ايران لانتاج القنبلة. فقد بات هذا متأخرا للغاية".

 

رئيس الموساد الاسبق مئير دغان توصل الى استنتاج مشابه منذ زمن بعيد, ففي حديث طويل اجريته معه باقرار من رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون قال انه في يوم من الايام ستصبح ايران دولة تملك سلاحا نوويا. وشرح يقول ان "دولة بحجم ايران، اذا قررت التزود بمثل هذا السلاح فستصل اليه. ما هو ملقي علينا هو عمل كل شيء كي نؤجل الموعد النهائي لهذا المشروع".

 

دغان، الذي بدا من خلف طاولة عمله ذا حجوم صغيرة جدا، ابتسم امام خزانة فيها أغراض تذكارية جلبها من دول مجاورة تتقاسم معنا القلق واضاف وكأنه يفشي سرا: "ونحن نفعل قدر استطاعتنا".

 

منذ بداية سنوات الالفين تحدد مبدأ أعلى لعمل رؤساء الوزراء في اسرائيل. وحسب هذا المبدأ فان النووي الايراني يجب أن يعالج، من الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة. وقد تمسك شارون واولمرت بهذا المفهوم وذلك لانه محظور باي شكل من الاشكال وضع اسرائيل كدولة تتصدر الصراع. ولكن عندها جاء نتنياهو، ولشدة الاسف غير الخطوط الهيكلية لسياسة اسرائيل. ووضع القدس حيال طهران، رأسا برأس. هدد بالهجوم وحده. وفجر أمس تبين أن هذا الرهان كان خطأ.