خبر خطة فك الارتباط-معاريف

الساعة 10:21 ص|24 نوفمبر 2013

بقلم: ايلي أفيدار

(المضمون: المحور المؤيد للغرب يفهم بانه في الصراع التاريخي مع المحور الشيعي – المتطرف، لم يعد ممكنا الوثوق بالولايات المتحدة. ونتائج هذه الصحوة ستشعر بها واشنطن بقوة اشد في السنوات القريبة القادمة - المصدر).

 

بينما تتقدم محادثات النووي بين الغرب وايران الى السطر الاخير، فان التحالف المؤيد لامريكا في الشرق الاوسط ينهار. ويدور الحديث عن مسألة اوسع بكثير من الموضوع النووي الايراني. فالمحور المؤيد للغرب يفهم بانه في الصراع التاريخي مع المحور الشيعي – المتطرف، لم يعد ممكنا الوثوق بالولايات المتحدة. ونتائج هذه الصحوة ستشعر بها واشنطن بقوة اشد في السنوات القريبة القادمة. لقد عبر الامير بندر بن سلطان، مدير عام وكالة الاستخبارات السعودية عن الاعتراف بالوضع الجديد بالشكل الاكثر فظاظة، كونه يعرف عن كثب سياق اتخاذ القرارات الامريكية في أعقاب 23 سنة من خدمته كسفير لبلاده في واشنطن. ويفهم بندر بن سلطان جيدا الى أين يتجه الرئيس اوباما، وهو لا يستطيب ما يراه.

 

لقد أسقط الربيع العربي أنظمة وزعماء وغير من الاساس الالية الجيوسياسية في الشرق الاوسط وفي الخليج. حكام مصر، تونس، اليمن وليبيا سقطوا، والى مقدمة المنصة صعد لاعبان مركزيان: السعودية وايران. ويدور الحديث عن خصومة مريرة تمنع استئناف الرسالة التاريخية والدينية: الحفاظ على مكانة السنة (في الحالة السعودية) وتوسيع مناطق سيطرة الشيعة (في الحالة الايرانية). لقد كانت الخصومة السعودية مع العراق ترتبط بشخصية صدام حسين وطبيعة النظام في بغداد. اما ايران بالمقابل، فهي عدو استراتيجي دائم، والصراع ضدها مستمر منذ فجر عهد الاسلام. وشكل صعود الخميني الى الحكم مؤشرا على الانتقال الايراني من الدفاع الى الهجوم. ومنذئذ وايران تطور زعامة شيعية في شرقي السعودية، في الكويت، في ابو ظبي، في اليمن وفي لبنان بالطبع.

 

نقطة المواجهة الاهم في السنوات الاخيرة كانت في البحرين، حيث أدت مظاهرات الشيعة بالسعوديين الى تجاهل الولايات المتحدة وارسال قوة عسكرية الى داخل الامارة بدعم باقي دول الخليج (حتى قطر العاقة وقناة "الجزيرة" خاصتها تعاونتا). وحتى اليوم تستقر قيادة القوات السعودية في المنامة العاصمة على مسافة بضع أمتار فقط من قصر الحاكم. ومهمتها الايضاح بان السعودية لن تسمح للبحرين بالسقوط في أيدي الشيعة.

 

في السنوات الاخيرة يلاحظ السعوديون تراجعات أمريكية متكررة في مواجهة ايران وأتباعها الشيعيين. فقد شجع الامريكيون تنظيما سياسيا شيعيا في العراق الى أن انكشف ربيبهم ومرشحيهم لرئاسة الوزراء، احمد الشلبي، كعميل ايراني. وتردد الامريكيون في الهجوم في سوريا وفي النهاية حثوا اتفاقا لا يبقي الاسد على كرسيه فقط بل ويقبل بتواجد ايران وحزب الله في الدولة الممزقة. ويعد الغضب السعودي من هذا الاستسلام كبيرا جدا لدرجة أنه دفعها للتخلي عن مكانها في مجلس الامن في الامم المتحدة.

 

وتأتي الان الهزيمة الاكبر. على الاقل في نظر السعوديين. الاتفاق المتبلور مع ايران سيمنح الجمهورية الاسلامية امتيازات اقتصادية، سيحطم سد العقوبات ويرسخ حكم آيات الله. وستبقي ايران على قدراتها النووية وستتمتع بمكانة دولية متطورة، والثمن سيدفعه خصومها.

 

وتوضح الحماسة الامريكية للامتناع عن المواجهة مع الايرانيين والسوريين للسعوديين بان الحديث يدور عن سياسة لن تتغير. وقد سبق للمصريين أن اعربوا عن

 

عدم رضاهم من التطورات في شكل استقبال رسمي لوزير الخارجية الروسي، ولكن للسعوديين وتيرة وأساليب خاصة بهم.

 

ولن يكون مفاجئا اذا ما بدأت شركات امريكية في السنوات القريبة القادمة تفقد عقودا في السعودية وفي الكويت لصالح الفرنسيين. وستبدأ السياسة في السعودية في أن تكون أكثر استقلالا مثلما حصل منذ الان في البحرين. والتنسيق الامني سيخبو. وسيستثمر الامير بندر بن سلطان مقدرات أقل في متابعة محافل ارهابة سنية وخططهم لضرب الغرب. وستبدأ التشققات في الظهور في العلاقات بين وكالات الاستخبارات. وسيحرص بن سلطان على أن تستوعب رسالته جيدا في واشنطن، في موسكو، في بيجين وفي بروكسل.