خبر العمل بقيادة هرتسوغ -هآرتس

الساعة 10:19 ص|24 نوفمبر 2013

العمل بقيادة هرتسوغ -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

انتخاب اسحق هرتسوغ لمنصب رئيس حزب العمل وتنحية من سبقته في القيادة، شيلي يحيموفيتش ليس حدثا يهز السياسة الاسرائيلية. فالعمل لم يعد منذ زمن بعيد يشكل بديلا لحكم اليمين واستبدال يحيموفيتش بهرتسوغ لم يغير على ما يبدو صورة هذا الوضع البشع.

 

التوقعات من هرتسوغ الذي حقق فوزا مثيرا للانطباع، ليست عالية. فمع أنه كان وزيرا في عدة وزارات متوسطة في حكومات اليمين، الا انه لم يتخذ ثورات ذات مغزى، لم يكافح بتصميم في سبيل طريق ما وحتى الان لم يبدو انه يتكون من مادة يصنع منها الزعماء. كما أن كتلة العمل في الكنيست هي الاخرى لم تتميز حتى الان في أنها معارضة مقاتلة، ومعظم النواب الجدد فيها لم ينجحوا في ترك اثرهم.

 

لا يمكن التقليل من أهمية الحاجة الى بناء معارضة حقيقية لحكومة الليكود وطرح بديل حقيقي لحكم اليمين. فبدون بديل وبدون معارضة لا توجد ديمقراطية. وهذا الدور ملقي من الان فصاعدا على كاهل رئيس المعارضة الجديد. ويثير سجل هرتسوغ الاشتباه في أن وجهته ستكون بالذات نحو الاتجاه المعاكس: فقد كان دوما مؤيدا للانضمام الى حكومات اليمين. وكزعيم للعمل، سيتعين عليه من الان فصاعدا أن يغير جلدته وأنه يغير طريقه من الاساس. فالامل الوحيد لحزبه للعودة الى القيادة هو من خلال تمييزه الواضح والقاطع عن اليمين وبناء قوة تكافح ضد حكم اليمين. ان هرتسوغ ملزم بان يبدد المخاوف من ان ينضم الى الحكومة الاكثر يمينية وقومية في تاريخ اسرائيل، وعليه أن يعلن بشكل لا يقبل التأويل بان العمل بقيادته لن ينضم الى هذه الحكومة. لقد اطيح بيحيموفيتش عن قيادة حزبها ضمن امور اخرى بسبب رفضها العنيد الكفاح في سبيل

 

المواضيع السياسية المصيرية ولانه في عهدها كاد لا ينطلق صوت حزب العمل في الصراع ضد قمع حقوق المواطن والانسان والذي هو في مركز عمل حكومة اليمين الحالية. لقد كان ناخبو الحزب على ما يبدو اكثر حكمة من رئيسته: فقد عاقبوها على رفضها وفهموا على ما يبدو بانه لا توجد اشتراكية ديمقراطية مع احتلال ولا توجد عدالة اجتماعية مع استغلال.

 

هرتسوغ، الذي أكثر من الانشغال، أكثر بكثير من سابقته، في الموضوع السياسي ملزم باستخلاص الدرس. فلا يكفي تكرار مواقفه السياسية القديمة. فالعمل ملزم بان ينعش مواقفه السياسية، التي غدا بعضها غير ذي صلة منذ زمن بعيد. وهرتسوغ لن ينجح الا اذا جعل حزبه معارضة مقاتلة، في كل المواضيع.