خبر الأسير حلاحلة يروي تفاصيل مريرة لرحلة مرضه

الساعة 11:04 ص|23 نوفمبر 2013

وكالات

وجه الأسير ثائر عزيز محمود حلاحلة (34عاماً) رسالة مناشدة للمؤسسات الدولية والمحلية، والمنظمات التي تعنى بشؤون الأسرى وبحقوق الإنسان، وصلت شرح فيها معاناته المستمرة والمتواصلة داخل سجون الاحتلال.

 

واستذكر الأسير حلاحلة ذلك القبر الرمزي الذي قام هو ومجموعة من المحررين وأهالي الأسرى بحفره في ساحة الأمم تحت رايات وأعلام الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وتخيل الأسير نفسه داخل ذلك القبر في رسالة صريحة وواضحة عن مدى تدهور وضعه الصحي، مؤكداً أن قائمة 204 من الأسرى الشهداء الذين قضوا نحبهم نتيجة سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال ما زالت مستمرة، وأن عددا من الأسرى المرضى ما زال مرشحاً للانضمام للقائمة.

 

وأوضح أن معاناته مع المرض في الفترة الأخيرة فاقت معاناته أثناء معركة الإضراب المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري، والذي خاضه الأسير إلى جانب الأسير المحرر بلال ذياب، واستمر لمدة 78 يوماً وانتهى باتفاق مع مصلحة السجون على عدم تجديد اعتقالهما إدارياً.

 

وأكد الأسير ثائر حلاحلة بأنه تعرض لاعتداء وحشي غير مسبوق أثناء اعتقاله الأخير من منزله بتاريخ 10/04/2013م، من قبل القوات الخاصة التي قامت باعتقاله وضربه ومن ثم سحله على درج منزله، وبتعنت غير مبرر رفضوا أن يصطحب الدواء الخاص به والموجود داخل البيت، مبيناً أنه تعرض للضرب المباشر على الرأس أثناء نقله إلى معسكر بيت أيل.

 

وبكلمات مؤثرة يصف الأسير المريض لحظة وصوله إلى المعسكر بقوله: "كان مشهد آخر من الاهانات والضرب والشتم حيث أنهم أدخلوني لعيادة المعسكر وجاء الطبيب الذي يلبس البدلة العسكرية لفحصي وقد كنت مقيد اليدين ومشدود عليها وكذلك معصوب العينين فرفضت الفحص وأنا مقيد فقاموا بالدوس على وجهي وعلى بطني والبصق وسب الذات الإلهية وبعد ذلك ألقوني في العراء من الساعة 2 صباحاً من يوم 10/4 دون أي اعتبار للجو البارد فطلبت منهم وأنا اصرخ من شدة القيود لتخفيفها فقاموا بوضع قيد آخر على اليدين وعصبة أخرى على عيوني وطلبت قضاء حاجتي فرفضوا مما اضطررت للتبول على ملابسي, هذا هو الوجه الحقيقي لهذا المحتل والسجان البغيض.

 

وأضاف:" وفي الساعة السابعة صباحاً من يوم 11/4 جاءت سيارة عسكرية وأنا ملقى على الأرض ومقيد ومعصوب العينين فتم حملي ورميي في داخل السيارة العسكرية فتوجهت السيارة كما فهمت باتجاه مركز تحقيق المسكوبية وصلنا أمام المركز فنزل الضابط المسؤول لتسليم أوراقي للمركز بقيت في داخل السيارة العسكرية مع اثنان من الجنود الذين قاموا بنقلي من معسكر بيت أيل فقام احد الجنود باستقبال مكالمة هاتفية من صديقته وقالت له أين أنت فقال لها أنا في الوحدة والليلة ألقينا القبض على كلب كبير ها هو بجانبي وسوف أرسل لك صورتي مع صورة هذا الكلب ويقصد عني فطلب من صديقه تصويرنا وبعد ذلك إرسال الصورة لصديقته وهو يمسك بملابسي من ظهر رقبتي بطريق مهينة، بعد ذلك جاء الضابط فأبلغته بما حصل فقام بشتمي وأن لا أتكلم وأن أسكت".

 

ويضيف الأسير المريض ثائر بأنه عند ترحيله إلى مركز تحقيق المسكوبية بقي في الممر المؤدي لعيادة المركز حوالي الساعتين وهو معصوب العينين ومقيد اليدين، ويتلقى سيلاً من الشتائم من السجناء الإسرائيليين الذين يمرون بجانبه، وبعد ذلك قامت إدارة المركز بإدخاله إلى إحدى الزنازين وطلب منه خلع ملابسه للتفتيش، وحينما رفض قاموا بنزع ملابسه بطريقة مهينة وتم سحبه بقوة إلى عيادة المركز لإجراء فحص طبي له، وهناك التقى بالطبيب الذي كان يتابع حالته أثناء إضرابه عن الطعام، والذي بدا معه متعجرفاً حاقداً عليه، ورافضاً لإعطائه الأدوية اللازمة، رغم أخبار الأسير له بأنه يأخذ علاج للقرحة والمرارة.

 

ويستكمل الأسير سرد معاناته في سجون الاحتلال بأنه بعد ترحيله إلى مركز تحقيق عسقلان، وهناك تم نزع ملابسه وإجباره على ارتداء ملابس نتنة ومستخدمة مسبقاً، وتم ربطه بماسورة حديد، بل ذهب السجان الهمجي إلى أبعد من ذلك بأن ساومه وابتزه كي يحضر له الطبيب بأن يعترف على آخرين مقابل إحضار الطبيب وإعطائه العلاج اللازم، بل وكان يتعرض لتهديد مستمر باعتقال زوجته.

ورغم طلب عيادة السجن إجراء فحص شامل للأسير نظراً لتدهور حالته الصحية إلا أن إدارة السجن رفضت ذلك، وأخضعته لشحنة كبيرة من الأدوية والمسكنات حتى زادت عن 300 حبة لا يعرف اسمها، فقط لاستكشاف أوجاع الرأس، وقام الأسير بتقديم شكوى لإدارة السجن، وشكوى أخرى للمنظمة الدولية للصليب الأحمر دون جدوى.

 

وبقي حال الأسير على ما هو عليه حتى تم نقله إلى سجن عوفر، وهناك في عيادة سجن عوفر تم إبلاغه بأنه مصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي، وأنه تحت المراقبة، وأبلغه الطبيب بأن الفيروس أصابه خارج السجن، وكان رد الأسير بأنه لا يمكن ذلك حيث أن زوجته وضعت طفله خطاب قبيل اعتقاله بأيام، فلو أنه مصاب خارج السجن لكان الفيروس قد انتقل إلى زوجته وطفله، ومن ثم تم نقله إلى سجن ايشل بتاريخ: 20/08/2013م، ومن ذلك التاريخ تم إعطائه أكثر من 30 نوعاً من المسكنات التي لم تزيد حالته إلا سوءاً وانتفاخاً في البطن وحكة في بطن اليد اليسرى وبطن القدم الأيمن وقد أضرب عن الطعام لمدة يوم واحد وامتنع عن تناول المسكنات؛ فما كان على الإدارة إلا أن هددته بإنزاله إلى الزنازين إذا لم يتراجع عن هذه الخطوة، وتم وعده بتعجيل تقديم طلب علاجه.

 

ويستكمل الأسير ثائر معاناته من الطبيب الجديد لعيادة سجن ايشل بقوله: "في عيادة سجن ايشل جاء طبيب جديد كان يتابع المضربين وأنا منهم في عيادة الرملة وهو شديد الكراهية للعرب ويقول أنتم تنعمون في هذا السجن بالعلاج أفضل من سكان الضفة، فطلبت لقائه فمن 1/10 حتى 22/ حتى قابلته فكانت مقابلة سيئة، وقال لي أنت غير مريض وغير مصاب بأي مرض ولن أستطيع أن أعمل لك أي شيء عندك مواعيد للفحص انتظر وأعطاني مسكن آخر فمن 22/10 حتى الآن أطالب مقابلته لأني أتألم دون جدوى كل يوم يقولون لي جهز نفسك وأنتظر حتى المساء دون مقابلة الطبيب وأحيانا أبقى دون مسكنات لعدة أيام فهذا هو الحال المرير لي ولكثير من الحالات التي شاهدتها بأم عيني ومنها مراد أبو معيلق والله فقط هيكل عظمي ينتظر لحظه موته كل دقيقة لا يأكل شيء سوى الإبر المغذية فقط".

 

وجدد حلاحلة صرخته لكل أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم، وللمؤسسات الدولية والمحلية، بأن مطلبه الوحيد هو ليس الحرية التي كفلتها له المواثيق الدولية وإنما مطلبه العلاج الصحيح، وليس المسكن الذي يقضي على ما تبقى من جسده، مطالبا السلطة الفلسطينية عبر سفرائها في دول العالم بتوصيل معاناة الأسرى المرضى لكل ضمير حي في هذا العالم، مهدداً إدارة مصلحة السجون بخوض معركة من نوع جديد تتمثل في مقاطعته لعيادة السجن بشكل نهائي.

 

وناشد منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي ومنظمة امنستي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان لإرسال أطباء وخبراء لزيارة السجون للاطلاع على معاناة الأسرى المرضى.

 

وعبر عن أمله في أن تنجح الحملات التضامنية الدولية منها والمحلية وتحقق نتائج على صعيد ملف الأسرى المرضى مطالباً السلطة الفلسطينية بالتوجه للهيئات الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة المسئولين في حكومة دولة الاحتلال، وإدارة مصلحة السجون كذلك ملاحقة أطباء السجون لسوء تصرفاتهم بحق الأسرى المرضى حيث يتصرفون معهم وكأنهم من غير بني البشر، وطالب وسائل الإعلام المحلية الإذاعات والقنوات الرسمية أن تأخذ دورها الوطني والإنساني وأن تنشر معاناة الأسرى والمرضى وقضاياهم وهمومهم وتخصيص حلقة أسبوعية عن كل أسير.

 

ووجه صرخته لكل المسؤولين الرسميين بضرورة العمل على تحقيق مطالب الأسرى المرضى العادلة في العلاج والحرية وليس الراتب والكانتين وعمل بوستر أو مؤتمر، رغم أن ذلك حق وضروري ولكن المطلب الأوحد والوحيد الحرية وليس غيرها للأسرى وخاصة المرضى.