خبر الامم المتحدة تحذر من خطورة الاوضاع في قطاع غزة

الساعة 03:24 م|21 نوفمبر 2013

قال منسق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيمس راولي إنّ "العالم يتفهم الدوافع الأمنية الإسرائيلية والمصرية على حدودهما، لكن رفع القيود والحصار سيعطي أهل غزة الفرصة التي يستحقونها".

وقال راولي في مؤتمر صحفي عقده الخميس بمشاركة عدد من منظمات الامم المتحدة إن لانعدام الوقود وانقطاع التيار الكهربائي آثارا وخيمة لا يمكن السكوت عليها موضحا أن "الكهرباء في غزة توقفت بسبب النقص الخطير في الوقود، وزاد معدل انقطاع التيار الكهربائي عن 16 ساعة يوميا عن كافة المناطق".

وقال ان غزة تفتقر الى المياه الصالحة للشرب مشيرا الى فيضان المياه العادمة على البيوت، والتي كان آخرها تأثر3000 منزل الأسبوع الماضي بفيضانات أنابيب الصرف الصحي في غزة، ما شكل خطرا كبيرا على الصحة العامة.

واضاف ان"الإغلاق المتقطع لمعبر رفح البري الذي يعد شريان الحياة لأهل غزة، والذي يصلها بالعالم، أثر على القدرة على الوصول إلى الأدوات اللازمة للرعاية الصحية والأدوية والتعليم والتواصل العائلي والاجتماعي".

وأشار إلى أنّ السلطات الإسرائيلية في 13 أكتوبر الماضي أمرت بوقف كافة الواردات من مواد البناء إلى غزة، بما فيها تلك التي كانت تصل للمنظمات الدولية بعد اكتشاف نفق للمقاومة، وبناء عليه توقف العمل في كافة مشاريع الإنشاء والبناء بما فيها مشاريع الأمم المتحدة، وفقدان الآلاف عملهم.

وفي هذا الإطار، حسب راولي، طلب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية فيلدمان في بيان له أمام مجلس الامن أمس من "إسرائيل" إعادة النظر في قرار منع دخول مواد البناء لغزة، مؤكدا أن "استيراد مواد البناء لغزة أمر أساسي لتحريك الاقتصاد، مما يقلل من الاتكالية، خاصة في ظل التقلص في الدعم الدولي".

وبيّن أنَّ زيارته لغزة اليوم تأتي لتسلط الضوء على هذا الوضع المتدهور ولتطلب من المجتمع الدولي أن يكون هناك انتباه أكثر لهذا التدهور.

ودعا كافة الأطراف بما فيها الحكومة الفلسطينية في غزة والسلطة في رام الله إلى القيام بدورها لتقديم حلول مستدامة خاصة فيما يتعلق بأزمة الوقود الحادة وحركة الأفراد والبضائع.

وأضاف "على الجميع أن يعمل لتحسين الوضع هنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة والتعليم"، وحث المجتمع لمساعدة "أونروا" وشركائها لتمويل برامجها وتوفير الدعم الأكثر أهمية الآن بالنسبة للسكان المدنيين في غزة مشيرا في الوقت ذاته الى الامم المتحدة مستعدة للعب دور في ايجاد حل لازمة الكهرباء في قطاع غزة.

من جهته، قال مدير عمليات "أونروا" في غزة روبرت تيرنر "نحن هنا لدق ناقوس الخطر في غزة، وقفنا هنا في أغسطس 2012 وقدمنا تقريرا عن غزة عام 2020، ذلك التقرير الذي أوضح جليا المشاكل التي يواجهها سكان غزة على المدى الطويل في كل المجالات".

وأضاف "في يونيو الماضي عقدنا مؤتمرا صحفيا وتحدثنا فيه عن الحصار الإسرائيلي غير القانوني الذي دخل عامه السابع بآثاره المعروفة والبطالة وانهيار القطاع الخاص وشلل الاقتصاد، ونحن هنا للأسف اليوم للحديث عن امور أكثر تدهورا وصعوبة"مبينا "لقد أدى إغلاق الأنفاق الحدودية مع مصر إلى انهيار قطاع البناء بالكامل، وبات 24 ألف شخص يعملون في هذا المجال في عداد البطالة".

وأكد توقف العمل في جميع مشاريع "أونروا" العشرين في غزة، والتي خصصت لها ميزانية 60 مليون دولار أمريكي، فمن 13 أكتوبر الماضي تحظر "إسرائيل" حتى على المنظمات الدولية استيراد مواد البناء" مشيرا الى "زيادة أسعار السلع الأساسية بسبب عدم وجود السلع الأساسية في السوق، كما فقد آلاف العمال وظائفهم، فيما بات الذي يعملون الآن معرضون لانعدام الأمن الغذائي".

وقال تيرنر: "لا ندعو لإعادة فتح الأنفاق، لكن حان الوقت لإعادة النظر في الشواغل الأمنية والاعتبارات السياسية، أولا وقبل كل شيء يجب أن يرفع الحصار وأن يسمح للمنظمات الأممية أن تواصل البناء وتوفر وظائف إضافية للسكان المحاصرين".

من جهته قال نائب ممثل اليونيسيف دوغلس هيجينز إنه "منذ انتهت الحرب الأخيرة قبل عام، ظهرت في الإعلام أعداد القتلى والجرحى والذين تدمرت بيوتهم، لكن ليس فقط من تأثروا بالحرب هم من قتلوا أو جرحوا أو تدمرت منازلهم".

واضاف "لقد تأثر بالحرب حتى هؤلاء الذين كتبت لهم الحياة ومروا بكل تلك الأمور المأساوية ومروا بأصوات الآلات القتالية والانفجارات وانهيار المباني ورائحة القصف وأصوات السيارات التي كانت تنفجر، لم يفلت أحد من ذلك".

وأشار إلى أن 850 ألف طفلا تأثروا بالحرب الأخيرة، فأكثر من 50 % من سكان غزة تحت سن 18 عاما، واتفاقيات حقوق الأطفال تعترف بأن الأطفال هم من تحت سن 18، ومن المعروف أن للأطفال احتياجات وحقوق خاصة، يجب حمايتهم من العنف والاستغلال، هذا الأمر حتى ليس للنقاش.

لكن "ورغم كل هذه المواثيق، إلا أنه ومنذ سنة مضت تعرض أطفال غزة للعنف ولم يستطيعوا أن يهربوا منه، كل الأطفال تعرضوا لذلك وبعد مرور عام على الحرب ننادى للانتباه لما يحدث في غزة، يجب أن يتوقف العنف الذي يؤثر على الأطفال".