خبر اوباما يُقامر بنا -هآرتس

الساعة 11:10 ص|21 نوفمبر 2013

بقلم: اسرائيل هرئيل

(المضمون: لن تنجح القوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة في منع ايران من الحصول على القنبلة النووية، ومع ذلك سيحاول براك اوباما والسائرين معه اخفاء الحقائق والأدلة - المصدر).

 

يطمح براك اوباما الى أن يُكتب اسمه في التاريخ باعتباره كان يستحق سلفة الأمل التي منحها العالم له، أي جائزة نوبل للسلام. ويخرج اوباما بازاء ايران الى مغامرة برهنة لا أمل منها، على أنه كان يستحقها. وهو في أحسن الحالات يقامر بمصير الشرق الاوسط ولا سيما مكانة اسرائيل فيه ومستقبلها.إن اتفاق الأوهام الذي سيوقع في الايام القادمة سيُسقطه مع كل السائرين معه في مسيرة الأوهام في بئر حفرتها ايران له.

 

ليس بعيدا اليوم الذي يثبت فيه أن اوباما تعوزه الصفات المطلوبة لزعيم يتحمل مسؤولية عن سلام العالم وهي: تشخيص صحيح للواقع (ايران تُضلل)، وتمسك بالمهمة ("الولايات المتحدة لن تُمكّن ايران من صنع سلاح نووي")، والجرأة (الثبات على كلامه).

 

وعد اوباما بأن يمنع انضمام مملكة آيات الله الى النادي المنتج للسلاح النووي. بيد أن الوثيقة التي سيوقع عليها لن تمنع ذلك. وهذا كسوف أصاب شريكاته ايضا ومنها فرنسا، التي قرقرنا حول رئيسها الشاحب جدا، وربطنا أنفسنا بعجلته.

 

إن الاتفاق هو ذروة السذاجة أو أصح من ذلك، إدعاء السذاجة.

 

إن امريكا ومعها سائر المتعجلين الى "اتفاق" مع ايران يعلمون أنه سيكون لايران سلاح ذري بسبب السلوك الحالي. فالذي بلغ الى الحافة سيبلغ الى النهاية إلا اذا زيدت عليه العقوبات. واليكم المفارقة: في وقت أصبح فيه العالم الاسلامي والعربي في درك الفوضى خاصة وأصبحت أكثر الدول الرئيسة في فوضى حكم بل على شفا تفكك، تدفع القوى العظمى قدما بحصول المنطقة على القدرة النووية في واقع الامر. ولن يُمكّن السنيون الشيعة – وقد أصبحت ايران البغيضة غير العربية هي المتقدمة – أن تكون الجهة المهيمنة في الاسلام. ولن تجلس السعودية ومصر وتركيا – وهي الدول السنية المركزية – مكتوفة الأيدي. وقد يتحول الارهاب "التقليدي" الى ارهاب نووي.

 

في هذه الحال يقول بنيامين نتنياهو – وليس هو شخصا شجاعا دائما – الحقيقة، كل الحقيقة، والحقيقة فقط. فهو الولد الذي يتجرأ على أن يصرخ – كما كان دائما – بأن العالم عارٍ ويتصرف، كما كان دائما ايضا، في عدم حياء. وهو بسبب ذلك تُصب عليه جامات الماء البارد حتى في الداخل. وكثير ممن يناكفونه يتكلمون بلسان الولايات المتحدة في اسرائيل. وأما الآخرون الذين هم أكثر استقلالا بآرائهم فقد أُصيبوا كاليهود في جميع الحقب بالجُبن بسبب "عدم المسؤولية" في مجابهة رئيس الولايات المتحدة "مع ما في ذلك من الأخطار الكامنة".

 

وحينما نقول "الداخل" نعني ايضا يهود المهجر. لأنه يوجد حلف أبدي بيننا وبينهم. قبل أقل من اسبوعين اجتمع في اسرائيل مجلس الطوائف اليهودية في امريكا الشمالية (وهو جمع أظهرت الطوائف في اسرائيل اهتماما قليلا به إن أظهرته أصلا). وكان يمكن أن تسمع هناك حتى من اشخاص بارزين القول التالي: حينما يقف نتنياهو ليواجه الرئيس علنا فانه يتجاهل الآثار التي قد تكون للمواجهة على مكانتنا، مكانة يهود امريكا. هكذا بصراحة. ومع دعم كهذا من الداخل، ما العجب أن تبقى اسرائيل وحدها تقريبا في الخارج. "ويبقى يعقوب وحده"، كما ورد في صلاة الاسبوع الماضي.

 

لا يعبر الاتفاق عن غضب العالم على ايران بل عن مهانته واستخذائه. وسيمنعون اسرائيل حتى لو تبين أنه سُدت كل الطرق من أن تستخدم عملية عسكرية. فاوباما لن يعترف بأنه خُدع. وسيخفي مع السائرين معه الأدلة. أجل، كان اوباما يستطيع أن يختار بين منع ايران من الحصول على القنبلة والاستخذاء، فاختار الاستخذاء وسيحصل على قنبلة نووية.