بالصور حاجز قلنديا.. بوابة أشبه بـ« الجحيم » !!

الساعة 03:36 م|20 نوفمبر 2013

رام الله

 منذ الساعة الخامسة صباحا تبدأ "البوستات" بالتوالي على صفحة الفيس البوك الخاصة بـ"أحوال الطرق على حاجز قلنديا"، أسئلة متتالية: ما هي أحوال الحاجز، هل هناك أزمة الأن على الحاجز، وما هي أحوال الحاجز الأن...؟؟؟؟

و تبدأ الإجابات بالانهيار، مع صور مرافقه عن وضع الحركة على الحاجز على الداخلين إلى القدس والخارجين منها إلى الضفة، وبالمثل يكون الحال في أخر النهار حيث يعود أهالي القدس إلى المدينة المحتلة بعد عملهم في الضفة الغربية، وبالعكس.

المتابع لهذه الصفحة يلحظ مدى المعاناه اليومية التي يعانيها الفلسطينيين على الحاجز بسبب مزاجية الجنود على الحاجز، والذين يتعمدون تأخير المرور السيارات، وأحيانا إحتجازها لساعات طويلة.

وتتردد كلمه أزمة بشكل كبير، حيث يمتد صف السيارات من الحاجز حتى مدخل مخيم قلنديا بإتجاه شارع القدس بالطريق إلى رام الله، وفي الجهة الأخرى بإتجاه مدينة القدس المحتلة.

ومن البوستات التي تكتب مرافقة لصور الماريين التي يتم تحميلها عبر جوالاتهم الذكية و بخدمة 3G المتوفرة للمقدسيين" شو وضع المحسوم للي مستعجل ومش شايف الفضا"، "كيف الحاجز لو سمحتو"، "ليش ما تحكو في اي موضوع غير الحاجز قلنديا لم يتم اي تغير عليه صراع مع الاحتلال ".

ومن البوستات الطريفة:" يا جماعة الخير نصيحة للرايحين لرام الله الوضع لا يطاق الازمة للداخل على رام الله هلأيام بتبلش من 6:30 لساعة 8:30 نصيحتي علشان ما تسمو بدنكم كل صبح وتوصلو على اشغالكم رايئين، نصيحتي خوذ القهوة او مشروبك المفضل، خوذ فطورك، عند المفترق بعد دوار الضاحية خوذ طريق جريدة القدس وانت ماشي اتطلع على اليمين وحدد وضع الازمة المأساوية... مع تحيات اصرف بنزينك على طريق اطول واسرع ولا تصرف بنزينك وانت واقف".

و يشكل حاجز قلنديا، والذي حاولت سلطات الاحتلال قبل سنوات تكريسه كحدود فصل نهائية ما بين الضفة الغربية و مدينة القدس المحتلة، و تحديدا بعد العام 2002 وبدء بناء الجدار الفاصل بين المدينة المحتلة و عزلها عن الضفة، يشكل نقطة إذلال للفلسطينيين.

ولا يقف الأمر على أهالي القدس الخارجين و الداخلي منه و إليه، بل يتعدى ذلك أهالي الضفة من حملة التصاريح و الذين يضطرون لعبوره للعلاج في مدينة القدس المحتلة، حيث يتعمد الجنود تأخيرهم وحجزهم لساعات بحجة الفحص الأمني.

و بدأت أزمة الحاجز تظهر مع أنتهاء بناءه بالشكل الحالي على شكل "معبر حدودي" حيث يضطر الداخل إليه بالمرور عبر بوابات إلكترونية للتفتيش، وتحدد مسالك السيارات بسواتر أسمنتية ضخمة.

يقول الخبير بالإستيطان و الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي أن تصميم الحاجز بهذه الوضعية هو وضع اللمسات الأخيرة على حدود نهائية ما بين الضفة و المدينة المحتلة، بحيث يتم فصل نهائيا.

وتابع التفكجي في حديث خاص:" الحاجز يعني أن إسرائيل هي من تتحكم بالمدينة حاليا، وأن السيادة المطلقة لها، وبالتالي فإن من يسكنون بداخل هذه المدينة هم سكان المدينة فقط، وما دون ذلك، و حتى حملة الهوية المقدسية، خارج حدودها".

وتابع التفكجي:" هنا الحديث عن إقصاء حوالي نصف السكان ممكن يسكنون خارج الحاجز، أي حوالي 125 ألف مقدسي".

وبحسب التفكجي أن وضع الحاجز بهذه الطريقة يقطع الطريق عليهم أيضا للعودة إلى القدس و تشجيع من فيها للهجرة إلى الخارج، و خاصة أؤلئك الذين يرتبطون بعمل في مناطق الضفة الغربية".

وأشار التفكجي إلى أكثر من ذلك، وهو خندق حول الحاجز أعلن عن البدء ببنائه، محاط بمنطقة عازلة تفصل المدينة بالكامل.

 
حاجز
حاجز