خبر خطر جنوب افريقي- يديعوت

الساعة 10:47 ص|20 نوفمبر 2013

بقلم: عنات ولف

(المضمون: إن جنوب افريقيا اليوم هي المركز الذي يصدر عنه كل عمل معاد لاسرائيل في المحافل الدولية، وعلى ذلك ينبغي أن تصرف اسرائيل والمنظمات اليهودية معظم الجهد للعمل على صد هذه الاتجاهات في هذا المركز الخطير - المصدر).

إن التصريحات الاخيرة لوزيرة خارجية جنوب افريقيا المتعلقة بالقطيعة الفعلية لهذه الدولة مع زيارات رسمية لاسرائيل واسرائيليين كُتبت فيها تقارير في الحقيقة عندنا في وسائل الاعلام، لكن قليلين اطلعوا على كامل معنى ذلك. فمنذ أكثر من عشر سنوات تحولت جنوب افريقيا الى مركز مبادرات قطيعة وعزل موجهة على اسرائيل. وتُرى جنوب افريقيا اليوم ولا سيما في اوروبا وعند اليسار الليبرالي في الغرب أنها "ضمير العالم"، باعتبارها تغلبت على نظام الفصل العنصري، وقدمت للعالم زعامة نلسون مانديلا وتحاول أن توجِد نظام مساواة بين السود والبيض. وهي ترمز للعالم الى أمل في مستقبل مساواة، أما الواقع بالفعل – الفروق والتمييز والفساد والعنف – فليس ذا صلة بمكانتها الرمزية. وأصبحت جنوب افريقيا تخط الطريق لمن يريدون أن يكونوا في الجانب "الصحيح" للضمير في العالم.

 

ولهذا ليس من العارض أن مبادرات وظواهر وأفكارا مضادة لاسرائيل بدأت في جنوب افريقيا تحولت الى ظواهر عالمية. وكانت جنوب افريقيا هي التي استضافت في مدينة دربن في 2001 مؤتمر الامم المتحدة لحقوق الانسان – وهو مؤتمر تحول الى مهرجان كراهية لاسرائيل، وخط الطريق لاستعمال خطاب حقوق الانسان استعمالا سيئا لعزل اسرائيل والقطيعة معها باعتبارها نظام فصل عنصري آثم، وهو ما يسمى "استراتيجية دربن". وكانت جنوب افريقيا هي التي نفذت سياسة قطيعة اكاديمية مع اسرائيل بالقرار الذي اعتُبر سابقة لجامعة جوهانسبرغ على قطع علاقاتها بجامعة بن غوريون. وجنوب افريقيا هي التي بدأت إعلام منتوجات من مستوطنات وراء الخط الاخضر وتستعمل بالفعل سياسة القطيعة في لقاءات رسمية.

 

والى ذلك خطت جنوب افريقيا ايضا الطريق لنشاط يهود من اليسار الراديكالي موجه على اسرائيل واستعمالهم لتجنب دعاوى أن النشاط الموجه على

 

اسرائيل مصاب بالعنصرية ومعاداة السامية. إن الطائفة اليهودية في جنوب افريقيا هي من المجموعات الصهيونية الأشد التزاما باسرائيل لكنها تعمل في محيط معاد، ويحظى يهود قليلون جدا يعملون ضد اسرائيل في هذه الدولة بكشف أكبر.

 

حينما تبلغ ظواهر ولدت في جنوب افريقيا الى الزعامة الاوروبية والأحرام الجامعية في الولايات المتحدة تُجند اسرائيل والمنظمات اليهودية نفسها لصدها. لكن ثمة حاجة في هذه المرحلة الى نفقة ملحوظة ونضال في مواجهة تيار ذي قوة. وعلى ذلك فبدل أن تُصرف الموارد أكثرها الى الولايات المتحدة وبعضها الى اوروبا لا الى جنوب افريقيا، ينبغي أن يُقلب هرم تقسيم الموارد رأسا على عقب وأن تُنفق موارد كبيرة لصد أو تليين مبادرات معادية لاسرائيل في جنوب افريقيا. وكلما أُدير النضال بنجاح في مركز الهزة أمكن منع انتشار الضرر الى سائر العالم.