خبر من الان، محامي الجمهور- هآرتس

الساعة 10:46 ص|20 نوفمبر 2013

بقلم: أسرة التحرير

كانت وزيرة العدل تسيبي لفني محقة في كلمة التهنئة التي قالتها بمناسبة التعيين المرتقب للمحامي شاي نيتسان نائبا عاما للدولة. فالتحدي الاكبر لنيتسان مثلما قالت

 

لفني، هو اعادة بناء ثقة الجمهور بالنيابة العامة التي توجد اليوم في درك أسفل. رغم أن معظم المواطنين غير ضالعين بعمل النائب العام للدولة، فهم بالتأكيد سمعوا عن بعض من الهزائم النكراء التي تكبدتها النيابة العامة هذه السنة، وعلى راسها التبرئة في محاكمات ايهود اولمرت وافيغدور ليبرمان.

 

النائب العام للدولة مطالب بان يقود النيابة العامة كسلطة قضائية وقيمية. هذه القيادة تجد تعبيرها أولا وقبل كل شيء في اتخاذ القرارات في ملفات ذوي المقامات العامة العليا. ومع ان مثل هذه القرارات ستكون مجرد جزء من انشغاله اليومي، ولكنها تصمم الثقة بالنيابة العامة، وبشكل أوسع – بالحكم نفسه. نيتسان سيكون ملزما باتخاذ قرارات قيمية، حتى لو لم تكن شعبية، والدفاع عنها ليس فقط في المحكمة بل وفي الساحة العامة ايضا.

 

سيكون نيتسان مطالبا بقدرات ادارية استثنائية كي ينعش النيابة العامة، المنظومة المحافظة بطبيعتها والتي تضم نحو 2.000 مدعي عام. وسيكون عليه ان يصمم الطريقة التي تكافح بها منظومة انفاذ القانون، بالتعاون مع الشرطة، الجريمة المنظمة والجريمة الاقتصادية التي اصبحت وباء على الدولة. نيتسان ليس خبيرا في هذه المجالات، ولكن عليه أن يحرص على ان يكون قادة منظمات الجريمة خلف القضبان والا يواصلوا ادارة أعمالهم الاجرامية من هناك. والى جانب ذلك من واجبه أن يؤكد معالجة العنف ضد النساء والقاصرين، وهما المجالان اللذان يشهدان ارتفاعا في الجريمة.

 

وسيختبر نجاحه بقدرته على التحرر من المذاهب المهنية التي يتماثل معها، مثل باقي زملائه من خريجي قسم الالتماسات لمحكمة العدل العليا. من الان فصاعدا نيتسان هو محامي الجمهور، ولا حاجة لان يوافق على طلب قادة الدولة الدفاع عن كل موقف قانوني. نيتسان كان هو الذي دافع في محكمة العدل العليا عن التسوية القضائية مع موشيه قصاب، وتلقى على ذلك انتقادا شديدا من جانب القضاة ولا سيما من جانب

 

رئيسة المحكمة العليا دوريت بينيتش. كما أنه دافع عن اغلاق ملف الشركات الوهمية لليبرمان، وهو الموقف موضع الخلاف.

 

جملة الاختبارات التي تنتظر نيتسان على طاولة النائب العام للدولة – الاستئناف في ملف ليبرمان، معالجة قضية وثيقة هيرباز، قضية الحاخام الرئيس السابق يونا متسغار وغيره – تنطوي على مواجهات جبهوية مع ذوي مصالح ومراكز قوى شديدة القوة. وسيتعين على نيتسان أن يبدد المخاوف التي رافقت انتخابه وان يبدي استقامة وحزما في مهمة الحفاظ على المصلحة العامة.