خبر الحلف الضعيف- يديعوت

الساعة 09:14 ص|18 نوفمبر 2013

غزة

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: لا يعني اعلان الرئيس الفرنسي أولاند بأنه سيبقى صديق اسرائيل الى الأبد أن موقف فرنسا سيبقى داعما لاسرائيل دائما ولا سيما اذا ألقى الاتحاد الاوروبي المسؤولية عن تعثر المحادثات مع الفلسطينيين على اسرائيل - المصدر).

 

إن ما نراه "شهر عسل" مجددا، وعودة الى العلاقات التي كانت بين فرنسا واسرائيل في منتصف ستينيات القرن الماضي، قد يسبب خيبة أمل لاولئك الذين رفعوا سقف التوقعات الى ارتفاعات غير معروفة.

 

يحسن أن نحول الى التناسب الجملة الوحيدة باللغة العبرية التي أدخلها فرانسوا أولاند في خطبته في مراسم استقباله في مطار بن غوريون وحينها قد لا تخيب آمالنا.

 

لنبدأ بالتفاوض مع ايران. إن الرئيس الفرنسي الذي وعد بأن يبقى "صديق اسرائيل الى الأبد"، لا ينوي أن يقلب الطاولة.

 

إن فرنسا، دون صلة باسرائيل، تُظهر منذ سنوات توجها أشد صرامة من الامريكيين في المطالب من ايران مقابل تخفيف العقوبات عليها. ويجب أن نتذكر أن

 

فرنسا تملك سلاحا ذريا وتبيع دولا كثيرة في العالم مفاعلات ذرية لانتاج الطاقة. ولهذا يدقق الفرنسيون في تفاصيل التفاوض ويُظهرون تشككا زائدا في الايرانيين.

 

وعد أولاند في الحقيقة بألا تُمكن فرنسا ايران من امتلاك سلاح ذري الى الأبد. لكن فرنسا حتى الآن في هذا الموضوع تقوم في صف واحد مع القوى العظمى التي تُجري التفاوض. وسيؤيد أولاند، وهو صديق مقرب للرئيس اوباما، سيؤيد آخر الامر اتفاقا تصوغه القوى العظمى مع ايران حتى لو عبر مندوبوه عن مواقف صارمة حتى التوصل الى اتفاق.

 

سيكون وهما أن نفترض أن الفرنسيين يُمكنون نتنياهو في التفاوض. فأفضل ما يستطيع الجانب الاسرائيلي أن يتوقعه من توجه فرنسا يتعلق بتحسين شروط الاتفاق لا غير. وتوجد موافقة من المجتمع الدولي على أن ايران تستطيع الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وأنها غير مضطرة الى إخراج اجهزة الطرد المركزي منها، وأن الاتفاق المرحلي سيجمد الوضع الحالي فقط.

 

إن التنازل الايراني المهم يتعلق باستعداد طهران للسماح برقابة دقيقة على جميع المواقع المعلومة للغرب. وسيُبين لايران مع ذلك أن كل محاولة منها لخداع القوى العظمى ستعيدها الى النقطة التي هي موجودة فيها الآن والى تشديد العقوبات عليها.

 

يتوقع أن يعلن رئيس فرنسا في خطبته في الكنيست وزيارته لرام الله حيث سيضع باقة زهور على قبر ياسر عرفات، تأييد بلده لانشاء دولة فلسطينية في حدود 1967 وتعريف المستوطنات بأنها غير شرعية. وهذه النغمة لن تطيب لآذان نتنياهو

 

وكبار وزرائه. واذا توصل الاتحاد الاوروبي الى استنتاج أن اسرائيل مسؤولة عن تعثر المحادثات مع الفلسطينيين وفرض عليها عقوبات اقتصادية فستدعم موافقة فرنسا ذلك.

 

صحيح أن أولاند وعدنا بأن يبقى صديقنا الى الأبد. لكن التاريخ المركب للعلاقات بفرنسا يعلمنا درسا واحدا وهو أن الامور قد تتغير. وتذكروا الكلام الذي قاله ديغول في تشرين الثاني 1967 عن اسرائيل: "شعب متسلط ونخبوي وواثق بنفسه". إن حلفاء الأمس أصبحوا خصوم اليوم.

 

حينما يتم الحديث عن علاقات بين دول لا يجوز أن نتأثر بالعناق وبتصريحات الحب.