تقرير المقاومة الفردية بالضفة...توجع الإحتلال وتربكه وتقلل قدرته على الرد

الساعة 08:38 ص|18 نوفمبر 2013

رام الله

تتوالى مؤخرا عمليات المقاومة في الضفة الغربية، فمن حوادث الإشتباك مع قوات الاحتلال في مناطق التماس في القرى و المناطق القريبة من الجدار، وتصدي لها إثناء اقتحامها للمدن و القرى، إلى عمليات إطلاق النار على الحواجز و محاولات الطعن، و مؤخرا عملية العفولة البطولية التي قام بها طفل لم يتجاوز عمره 16 عاماً.

هذه العمليات، و التي أثبت عمليات التحقيق بمن قام بها أنها توجهات فردية من أبناء الضفة الغربية الذين ضاقت بهم ممارسات الإحتلال الصهيونية و القتل و الإستيطان اليومي من قبلهم، تسلط الضوء حول شكل المقاومة القادمة مع الإحتلال في الضفة و دور الأحزاب و العمل التنظيمي المنظم المقاوم، و تأثير ذلك على الإحتلال و سبل مواجهته.

يقول المحلل السياسي البرفوسور عبد الستار القاسم، أنها ليست المرة في تاريخ النضال الفلسطيني الذي يتحول فيها المقاومة إلى أعمال بتنظيم و تخطيط و تنفيذ أفراد، غير منتمين إلى فصائل أو أحزاب.

و السبب في ذلك بحسب القاسم هو شعور الناس بالفراغ أنه لا يوجد من يقاوم الإحتلال الإسرائيلي ولا أحد يرد على اعتداءاته المتتالي، و بالتالي هذه الأعمال تأتي "لسد الفراغ" بعمل الفصائل و التنظيمات الفلسطينية على الساحة و التي لا تقوم مؤخرا بعملها بسبب ملاحقات السلطة والاحتلال .

و شدد القاسم في حديثه ل"فلسطين اليوم" على أن التاريخ يكره الفراغ السياسي و الإجتماعي و إذا حدث فراغ و لم يكن هناك فئة منظمة تعمل على إغلاقه فيقوم الناس بمبادرات فردية، مثلما رأينا في فترة من الفترات "حرب السكاكين" حيث كثرت عمليات طعن الجنود بالسلاح الأبيض.

و بحسب القاسم، فإن هذه العمليات يمكن أن تتطور و تزداد مالم تقوم الفصائل بالتحرك على الساحة الفلسطينية و خاصة حماس و الجهاد الإسلامي التي يعول عليهما الجميع في المقاومة.

و تابع:" لكن نأمل أن لا تتطور إلى إنتفاضة لأنه في هذه المرحلة ستواجه الإحتلال و السلطة معا و التي من مصلحتها أن لا يتم أي تحرك في الضفة".

و توقع القاسم أن لا تفرط إسرائيل في إستعمال القوة بالرد على هذه العمليات، خوفا من إزديادها، فهي معنية بهدوء في الضفة الغربية، و لن تحاول أن تفرط في القوة كي لا تتفاقم الأمور في الضفة و بالتالي إنهيار السلطة التي تسعى بكل الوسائل للحفاظ عليها.

من جهته قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد رفيق عوض، إن هذه العمليات أربكت الإحتلال الإسرائيلي، و خاصة أنها من الصعب التنبؤ بها.

و تابع عوض في حديثه لفلسطين اليوم:" أتوقع أن تقوم بزيادة إجراءاتها في التفتيش و عدم إعطاء التصاريح و التضييق على الدخول للعمل في الداخل".

وبحسب عوض، فإنه ناحية سيكون من الصعب عليها أن تضبط هذه العمليات و تصدها، ومن ناحية أخرى لن تستطيع الرد إلا بمزيد من القمع على المستوى الجماعي من حيث إغلاق للطرق و التشدد على الحواجز.

و بالتالي "إسرائيل" لن تترك الأمر للأمنيات و أنما ستبادر إلى إجراءات أكثر تشديدا على المواطن الفلسطيني.

وحول إمكانية أن تتطور هذه العمليات المقاومة قال عوض:" الشعب يقع تحت احتلال و بالتالي له إبتكارات مختلفة تتناسب مع المرحلة و القيود و التضيقات، وقد تكون هذه العمليات الفردية حلا، أو إبتكار من إبتكارات الشعب".