خبر لأول مرة..« سرايا القدس » تكشف بعض التفاصيل الدقيقة لقصف « تل الربيع » المحتلة

الساعة 08:05 ص|18 نوفمبر 2013

غزة

لم يتصور قادة العدو الصهيوني على اختلاف مسمياتهم ورتبهم العسكرية والسياسية يوماً أن تكون عاصمتهم المزعومة " تل أبيب" وما يسمى بمنطقة "غوش دان" مركز وقلب الدولة العبرية هدفاً لصواريخ المقاومة الفلسطينية، ولم يكونوا يدركون عواقب هذا الاستهداف لو تم تنفيذه بالفعل ، وغاب عن أذهانهم العفنة والمملوءة بجنون العظمة وكبرياء القوة المفرطة التي يتعاملون بها مع شعبنا الفلسطيني ، أن تتمكن المقاومة الفلسطينية المتواضعة في إمكانياتها والقوية في إرادتها وعنفوانها من تحقيق هذا الكابوس الذي كانوا يرونه في أحلامهم.

 

لكن إرادة الله كتبت لهذه المقاومة ولهذا الشعب الفلسطيني المرابط هذا الشرف الكبير الذي لم تنله الكثير من جيوش المنطقة، كتبت الإرادة الإلهية أن ينتصر الحق بسواعد أبنائه المجاهدين الذين لم يدخروا جهداً لتطوير إمكاناتهم القتالية وخططهم التكتيكية، وان يضعوا استراتيجيات عسكرية جديدة مبنية على استخلاص العبر من التجارب السابقة والمواجهات المفتوحة التي خاضوها مع العدو الصهيوني .

 

لقد اختار الله رجال سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليبددوا  بسمائهم الزرقاء" "عامود سحابهم " المزعوم ، وأن يتقدم فرسانها الصفوف ويكون لها السبق والشرف بقصف  " تل أبيب" بصاروخ "فجر5"، كأول فصيل فلسطيني مقاوم يستهدف العمق الصهيوني منذ احتلال فلسطين عام 48، الأمر الذي خلق حالة إرباك وقلق شديدين لدى قادة العدو الذين حاولوا التقليل من النتائج الكارثية لهذا الاستهداف على جبهتهم الداخلية خوفا من انهيار تلك الجبهة ، وسارعوا في ذات الوقت إلى استجداء التهدئة وأرسلوا المبعوثين في كل اتجاه ليصلوا لهذه التهدئة بأي ثمن كان .

 

ينفرد الاعلام الحربي لسرايا القدس ولأول مرة، بإجراء حوار هام مع احد القادة الكبار للوحدة الصاروخية لسرايا القدس للحديث عن التفاصيل الدقيقة التي سبقت قصف " تل أبيب" بصاروخ "فجر5"، وما هي الأسباب التي دفعت السرايا إلى الإقدام على ضرب العمق الصهيوني؟، وما هي الصعوبات التي واجهت الوحدة المكلفة بضرب صاروخ "فجر5"، وكيف استطاعت التغلب عليها؟، وهل كان لدى قادة  الوحدة الصاروخية أي تخوف من رد فعل الاحتلال الصهيوني؟، وماذا لدى السرايا من مفاجئات  لمواجهة أي عدوان صهيوني جديد؟..

 

كلمة السر آية من القرآن

في بداية حديثه كشف القائد في الوحدة الصاروخية عن كلمة السرّ التي من خلالها تم تنفيذ قرار قصف "تل أبيب"، قائلاً:" لقد كانت كلمة سرَ ضرب "تل أبيب" آية قرآنية من كتاب الله، كنّا نتشوق لسماعها في معركة بشائر الانتصار، ولكن إرادة الله شاءت أن تصلنا رسالة مكتوبة في معركة السماء الزرقاء، ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) صدق الله العظيم"، مؤكداً أن الوحدة المسئولة عن إطلاق صواريخ "فجر5" تلقت الرسالة بمعنويات عالية يصعب وصفها في هذا المقام. 

 

وفي معرض رده حول إذا ما كان قرار ضرب "تل أبيب"  مفاجئاً  لهم؟ أكد القائد في الوحدة الصاروخية، أن قرار ضرب "تل أبيب"، لم يكن مفاجئاً، بل كانت الوحدة الصاروخية على جهوزية تامة لتنفيذ هذا القرار في معركة "بشائر الانتصار" من قبل، لكن القرار اتخذ في معركة "السماء الزرقاء"، مبيناً أن سرايا القدس استطاعت بعد عدوان "2008 - 2009" أن تستخلص العبر، وتعد العدة لمهاجمة العدو الصهيوني في عمقه لإيلامه كما يؤلم شعبنا.

مجاهدو الوحدة الصاروخية " شهداء أحياء "

وحول الطرق التي اتبعتها سرايا القدس، للتغلب على الصعوبات والعقبات التي واجهتهم أثناء إطلاق صاروخ "فجر5" نحو العمق الصهيوني في ظل التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع "الزنانة"، وأقمار التجسس الصناعية. أجاب القائد في الوحدة الصاروخية:" لا أخفيك أن من يعملون في الوحدة الصاروخية هم شهداء أحياء ينتظرون ساعة شهادتهم ، لكن ذلك لا يمنعهم من اتخاذ كافة سبل التمويه والاستتار عن منظور الطيران الصهيوني، إلى جانب استخدام بعض الأمور العسكرية البدائية التي استخدمتها كافة الشعوب الثائرة ضد الغزاة لتحرير بلادهم، من باب الأخذ بالأسباب".   

 كيان أشبه ببيت العنكبوت

أما عن تصورهم لرد فعل العدو الصهيوني حال تم استهداف عمقه، قال القائد في الوحدة الصاروخية:" لقد استخدم العدو الصهيوني كل ما في جعبته من أسلحة تقليدية، وغير تقليدية كالأسلحة المحرمة دوليا " الفوسفور "، ولم يحقق الانتصار المنشود الذي كان يحلم به، لهذا لم يخيفنا تهديده أو وعيده"، مؤكداً أنهم عندما ضربوا العمق الصهيوني اتضح لهم وللجميع الحجم الحقيقي لهذا الكيان الهش، الذي هو أشبه ببيت العنكبوت.

 

وأوضح القائد في الوحدة الصاروخية أن " قرار ضرب "تل أبيب" كان الهدف منه، تحقيق "توازن الرعب"، وهذا نجحنا به بفضل الله، وأثبتنا فيه للعدو أننا قادرين على ضرب عمقه وإيلامه حال أقدم على ارتكاب مجازر جديدة بحق أبناء شعبنا". مشيراً إلى أن العدو الصهيوني فشل فشلاً ذريعاً في عمليته العسكرية، لأنه لم يحقق أي من أهدافه، وخاصة استهداف أماكن تخزين صواريخ متوسطة المدى التي أصابت عمقه.

الرد القادم يعلمه الله

الآن بعد مرور عام على معركة السماء الزرقاء، ماذا بجعبة المقاومة ؟، أجاب القائد في الوحدة الصاروخية، قائلاً:" ما لدينا سيراه العدو حقيقة أمام ناظريه عندما تحين اللحظة المناسبة لذلك".

وحول رؤية المقاومة الفلسطينية للمجتمع الصهيوني ؟  قال القائد في الوحدة الصاروخية :" نحن لدينا اعتقاد جازم أن المواطن الصهيوني أصبح عبء على السياسة الصهيونية، فالصهيوني الذي جاء إلى ارض فلسطين في الـ "48"  حتى "67" هو مقاتل يستطيع أن يدفع ضريبة وجوده على ارض فلسطين التاريخية، ويتحمل الثمن حتى لو كان باهظاً، أما الصهيوني الذي قدم إلى ارض فلسطين بعد اتفاقية "أوسلو" طمعاً بالامتيازات التي تقدم لهم من مسكن وسيارة وتعليم بالمجان، وتأمين صحي، وعمل باجر عالي، ولم يجد من ذلك شيء إلا السراب، فهذا صهيوني تحول بفضل الله إلى ورقة ضغط قوية بيد المقاومة الفلسطينية.