شهيد الدقيقة الأخيرة ..

بالصور الشهيد 162.. الدمُ الفاصل بين الحرب والانتصار !

الساعة 03:46 م|17 نوفمبر 2013

غزة - (خاص)

منذ نعومة أظافره كان الشهيد المجاهد "عبدالرحمن عايش" يدعو ربه أن تكون دمائه وروحه فارقة وفيصل في تاريخ جهاد الشعب الفلسطيني ضد العدو "الإسرائيلي"، دعوة عبدالرحمن قوبلت بالإجابة من "الرحمن" حتى أضحت روحه الطاهرة حكاية الفصل والفيصل بين معركة (السماء الزرقاء) وانتصار المقاومة بعزة.

زغاريد الفرح بانتصار المقاومة اختلطت بدموع (الفراق) عند عائلة الشهيد المجاهد عبدالرحمن عايش (35 عاماً)، حيث أن ابنهم الشهيد لقي ربه قبل دقيقتين من انتهاء فصول مرحلة (السماء الزرقاء)؛ أي قبل ثواني معدودة من بدء سريان أتفاق التهدئة مع الجانب "الإسرائيلي"؛ والذي أبرمته المقاومة بعزة وكرامة.

أبى الشهيد المجاهد إلا أن يكلل انتصار المقاومة بدمائه الزكية الطاهرة، حيث اصطادته غربان السماء (طائرة الاستطلاع) الإسرائيلية، عندما كان في طريقه إلى منزله الكائن بحي الشيخ رضوان، حيث ارتقى شهيدنا "مقبل غير مدبر" بعد مشوار جهادي طويل قضاه في مقارعة قوات الاحتلال ودك بلداته الاستعمارية؛ حيث عرفته بلدة سديروت وبلدة شعار هنيقب والمجدل عن طريق القذائف الصاروخية التي آلام فيها العدو "الإسرائيلي".

والدة الشهيد المجاهد عبدالرحمن التي استقبلت خبر استشهاد فلذة كبدها بالزغاريد والاستبشار .. تقول في الذكرى الأولى لاستشهاده :"الحمدلله الذي أصطفى من أولادي التسعة شهيد من اجل فلسطين ورفع المعاناة عن أهلها، مقبل غير مدبر، الذكرى بالنسبة لنا مختلطة بالمرارة لفراق ابني عبدالرحمن، وأيضا بالفرحة للانتصار الذي كانت دمائه سبباً فيه".

وتضيف والدة الشهيد وهي تعدد مناقب ومآثر ابنها المجاهد قائلة:"عبدالرحمن كان من خيرة أولادي ورجال الحي، كان عطوفاً باراً بوالديه مقدراً لزوجته، عاشقاً للوطن، كان يحدث نفسه بالشهادة في كل دقيقة وفي كل لحظة وكان يطلبها ويسعى لها بصدق، ودائماً كان يطلب مني أن أدعو له بالشهادة في سبيل الله".

التحق الشهيد المجاهد عبدالرحمن في العمل العسكري في صفوف الوية الناصر صلاح الدين في سن السادسة عشر، ليتدرج في المراتب العسكرية حتى وصل للعمل في وحدة المدفعية الخاصة، التي كانت من مهامها الأولى دك البلدات الإسرائيلية، وشارك مجاهدنا الكبير في صد الإجتياحات عن قطاع غزة، وكان يعكف على الرباط في سبيل الله في نقاط متقدمة بشكل شبه يومي.

حافظ الشهيد عبدالرحمن على علاقة طيبة مع جميع الأجنحة العسكرية؛ حتى أصبح يشار له بالنبان لحبه ووفائه لفلسطين ووحدة العمل العسكري المقاوم، وكان يرى شهيدنا أن العمل العسكري الموحد بين فصائل المقاومة هو الأنجع في مقابلة العدو الإسرائيلي، وطبق ذلك عملياً في حياته الجهادية واشرف على عدد من العمليات المشتركة بين فصائل المقاومة وأبرزها دك المدن الإسرائيلية.

حافظ عبدالرحمن على علاقة طيبة مع جيرانه وأهله حتى وصفته والدته بصاحب (القلب الكبير) فتقول والدته مستذكرة أدبه ودماثة خلقه :"لم يكن يدخل البيت إلا وكان يقبل قدمي، ويداعبني ليدخل الفرحة إلى قلبي، عبدالرحمن مجاهد استثنائي في زمن استثنائي".

"كان يعكف على مساعدتي في أعمال البيت،  حيث أنه كان يطهو الطعام، ويساعد في تنظيف البيت، وغسل الملابس له ولخوانه التسعة، حقاً إنه رجل صاحب قلب طيب"، قول والدته.

 

اللحظات الاخيرة

وتروى والدته اللحظات الأخيرة لاستشهاده، حيث قالت:"كان عبدالرحمن إلى جانب رفاق دربه في ميدان المعركة يرجم الصواريخ إلى قلب العدو الإسرائيلي، وفي اليوم الثامن للحرب أصابه نزلة برد شديدة أقعدته عن المنزل لكنه كان يتواصل مع رفاقه عبر هاتفه المحمول، وعند سماعه بالانتصار ووقف العدوان الإسرائيلي أخذ يكبر وينشد الأناشيد التي تحض على الجهاد والاستشهاد، وبعدها ذهب إلى الصيدلية ليشتري علاجاً له وما أن خرج من المنزل حتى أطلقت عليه طائرات الاستطلاع صاروخين أدت إلى استشهاده".

وتضيف بحرقة:"في تلك اللحظات علمت يقيناً أن ابني التحق شهيدا إلى جوار رفاقه، لم اجزع ولم ابكي ولكن أخذت أترحم عليه وأشكر الله على أن منَ عليه بالشهادة التي كان يطلبها (..) وكان قد أوصاني بعدم الجزع والبكاء عند خبر استشهاده وعملت بوصيته".

وتابعت :"كان ولدي يتمنى أن يقتل في سبيل الله وان يمزق جسده فداء لله وللوطن وهذا ما حصل.. الحمد لله، وقد أكرمه الله بكرامات تبشرنا بمقعده بالجنة (..) حيث أنني رأيته في منامي مرات عدة يضحك ومستبشر بما أكرمه الله.. كما أن وجهه لحظة وداعه كانت تعلوه ابتسامة المستبشر".


   
شهيد الدقيقة الاخيرة
-
شهيد الدقيقة الاخيرة-
شهيد الدقيقة الاخيرة-
شهيد الدقيقة الاخير
-
شهيد الدقيقة الاخير-
شهيد الدقيقة الاخير-
شهيد الدقيقة الاخير
-
شهيد الدقيقة الاخير
-
شهيد الدقيقة الاخير

-
شهيد الدقيقة الاخير