خبر الطلب الى أولاند أن يستمر في-اسرائيل اليوم

الساعة 09:19 ص|17 نوفمبر 2013

البقاء في الجانب الاخلاقي

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: سيزور أولاند اسرائيل اليوم وستطلب منه اسرائيل التمسك بموقفه الايجابي الاخلاقي في المحادثات مع ايران في جنيف - المصدر).

 

يأتي رئيس فرنسا فرانسوا أولاند اليوم للزيارة في أفضل وقت بالنسبة إلينا. قبل اسبوع منعت فرنسا في جنيف التوقيع على "اتفاق سيء" (كما قال نتنياهو) بين ايران والقوى الكبرى. وستُظهر القدس حرارة كبيرة نحو الضيف لشكره على ذلك الاجراء وعن أمل أن تستمر فرنسا ايضا في النهج نفسه في هذا الاسبوع ايضا. ونُذكركم بأنه

 

ستُجدد المحادثات في يوم الاربعاء في سويسرا، وعلى حسب التصريحات التي تأتي من واشنطن وموسكو، هناك احتمال كبير أن يوقع على اتفاق في الجولة القريبة إلا اذا كانت لغة موليير هي المهيمنة مرة اخرى.

 

نحن نواجه اسبوعا حاسما. فليس من السهل منع صفقة حينما يكون الامريكيون والروس متحمسين للوصول الى مقام التوقيع. وقد اضطرت فرنسا في هذا الصيف الى الانطواء في القضية السورية ايضا – برغم أن طائراتها كانت قد بدأت تسخن المحركات – بازاء الاملاء الامريكي – الروسي، الذي فضل آنذاك ايضا صفقة على ابراز العضلات في مواجهة نظر حكم ظلامية. وفي نهاية المطاف تنتظرنا مواجهة اخرى بين المباديء والمصلحة. سيطلب نتنياهو من أولاند أن يستمر في البقاء في الجانب الاخلاقي للمباديء، بل إن لفرنسا حقوق إبداع بعض منها (الحرية والاخوة والمساواة). وفي جنيف تنتظر اسرائيل ودول الخليج أخوة فرنسية.

 

إن التوقعات من فرنسا عالية في الحقيقة، لكن يجب أن تكون ايضا واقعية وملائمة لروح العصر. إن روسيا والصين وهما مشاركتان كبيرتان في محادثات الخمس + واحدة مع ايران لم تتحمسا قط لزيادة الضغط على الايرانيين. والمشكلة الكبيرة هي أنه منذ بدأت المحادثات قبل عشر سنوات، تغير الامريكيون في الأساس وجذبوا الاوروبيين معهم (ما عدا فرنسا). ويجب أن نفهم أن واشنطن تفكر في مصالحها، وليس ذلك غير شرعي تماما، بيد أن المشكلة في أن القدس قد طُلب اليها مدة سنين أن تعتمد على العم سام.

 

إن صحيفة "نيويورك تايمز" التي أصبحت شريكة في النضال لأجل الاتفاق بيّنت أمس لماذا "ليس هذا وقت الضغط على ايران". وقال وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف في نهاية الاسبوع إن كل ما بقي الآن صوغ التفاهمات فقط، وهو شيء يشير الى سبب كوننا قريبين من الاتفاق.

 

يلتقي نتنياهو في هذا الاسبوع مع أولاند وسيقفز لزيارة بوتين مع الابقاء على صلة مستمرة بالبيت الابيض. فرئيس الوزراء يحاول مضاءلة الاضرار. ومن الممكن أنه حتى لو لم يمنعوا اتفاقا فان العناد والتشدد الفرنسيين قد يُعدلان الاتفاق السيء على الأقل، ويعتبر هذا ايضا شيئا ما في الوضع الحالي.

 

لا شك ايضا في أن العالم له مشكلاته الخاصة. وايران بالنسبة لاسرائيل هي المشكلة الرئيسة (الوجودية)، لكن لقادة العالم ايضا اهتماماتهم الخاصة. وخذوا على سبيل المثال الرئيس اوباما، فقد كان الاصلاح الصحي يفترض أن يكون درة تاج ادارته فأصبح اخفاقا ذريعا، حتى إن اعضاء ديمقراطيين من مجلس النواب يهاجمون الاصلاح، ومنحه أحدهم من ويست فرجينيا درجة فاشل ناقص. فلو أن شخصا ما استطاع أن يلتزم لنتنياهو أن يكون المشروع الذري الايراني ناجحا كاصلاح اوباما الصحي فلربما استطاع أن ينام نوما جيدا في الليل، لكن لا يوجد ضمان كهذا.

 

يحظى فرانسوا أولاند ايضا باستطلاعات رأي جد غير مطرية. فقد كشف استطلاع للرأي أخير أُجري لأجل النشرة الفرنسية "بنغتون بوست" عن أن شعبية الرئيس قد تهاوت في فرنسا الى 15 بالمئة، وأن 3 بالمئة فقط لهم رأي ايجابي فيه. وهذا شيء لم يسبق له مثيل. وقد يحسن مع مثل هذه الاستطلاعات أن يطيل أولاند بقاءه في اسرائيل. فهنا، بعد السلوك الفرنسي في ليبيا ومالي وسوريا وجنيف في الأساس، يُضمن للرئيس الفرنسي استطلاعات رأي ايجابية جدا.