خبر نتنياهو يُعرض اسرائيل للخطر (جدا)-هآرتس

الساعة 09:17 ص|17 نوفمبر 2013

بقلم: مناحيم بن

(المضمون: يجب أن تحرص اسرائيل على العدل في سلوكها كله لأنها اذا كانت قوية من هذه الجهة صعب على أعدائها التغلب عليها - المصدر).

 

بشرتنا شبكة "بي.بي.سي" (وهي لا تقتل القمل كما تعلمون) قبل ايام معدودة بأن السعودية اتفقت مع باكستان على نقل قنابل ذرية الى المملكة السعودية اذا تسلحت ايران بسلاح ذري. وأضاف عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الذي أُجري معه لقاء من اجل ذلك التقرير، أن "السعوديين لن ينتظروا شهرا. بل سيتجهون الى باكستان ويأخذون ما يجب أن يأخذوه"، وقت الحاجة.

 

وأنت تقرأ ولا تفهم: لحظة من فضلك، هل يمكن ببساطة اذا "أخذ" قنابل ذرية، لا انتاجها فقط؟! فلماذا اذا نجعل المفاعلات الذرية الايرانية غول تخويف هائلا اذا كانت ايران تستطيع ببساطة أن تشتري من كوريا الشمالية مثلا قنابل ذرية (فعندها مال أو سيكون عندها)، وتنقل في هذه الاثناء كل اليورانيوم المخصب عندها لنفرض الى روسيا اذا ضغط العالم عليها. ونقول على العموم هل الصلة الوثيقة بين ايران وسوريا وكوريا الشمالية تعني ربما أن كوريا الشمالية قد نقلت منذ زمن الى صديقتيها في الشرق الاوسط (ما يجب أن تنقل)؟.

 

وأفادت وكالة كيودو اليابانية، كما قرأت في موضع آخر، أن وفدا من كوريا الشمالية وافق مع تأدية الرئيس حسن روحاني في شهر آب اليمين الدستورية على "استمرار التعاون العسكري مع ايران على تطوير صواريخ ذرية". وقد يعلم اليابانيون ما يحدث في كوريا الشمالية. أي أن الأمر قد أصبح هنا حقا أو هو قريب من أن يصبح هنا.

 

لكن رويدكم، لماذا نتحدث أصلا؟ وما هي "القدرة على انتاج قنبلة ذرية" التي لا يجوز ألبتة أن تصل ايران اليها قياسا بقنابل ذرية حقيقية جديدة من النايلون؟ هل نحن على يقين كبير من أن السلاح الذري في السعودية لا بأس به بالنسبة لاسرائيل (أليس يوجد بيننا تماثل مصالح في مواجهة ايران)؟ أم أن السلاح الذري في السعودية (وهي بلد ابن لادن لمن نسي) أخطر حتى من السلاح الذري في ايران وقد يوجه على اسرائيل في لحظة عاصفة ما في المستقبل حينما يقع انقلاب عسكري ما لنفرض في السعودية وتتولى الحكم فيها قوة جهادية ما تقرر أن تعمل (اذا ما نجح شخص ما استرالي مجنون على شاكلة مايكل دنيس روهن أو يهودي سليم العقل يعتمر قبعة دينية ما على شاكلة يغئال عمير في تفجير المسجد الاقصى أو إحراقه)؟ ماذا يكون اذا؟ أفنهدد السعودية الآن ايضا؟.

 

صحيح أن محرر صحيفة "اسرائيل اليوم" عاموس ريغف، وهو بوق نتنياهو الذي يشبه في الحقيقة حسنين هيكل، بوق عبد الناصر فيما مضى، صحيح أنه يقول لنا في مقالة طويلة و"شجاعة" في "اسرائيل اليوم" إنه يجب أن تخرج اسرائيل في هجوم على ايران وإن صواريخ الحيتس عندنا ستعترض الصواريخ الايرانية (وطوبى لمن يُصدق ذلك). لكن هل الضرر الذي نستطيع أن نسببه لايران بهجوم بسلاحنا التقليدي يُكافيء الخطر الكامن في حرب تقليدية معها (من المؤكد أن ذلك سيكون مع انضمام عدة دول ومنظمات في العالم العربي كسوريا وحزب الله)؟ وحتى لو أخربنا كل المفاعلات الذرية في ايران وكل "آلات الطرد المركزي"، فماذا يمنع طهران من أن تشتري عدة قنابل ذرية جاهزة من كوريا الشمالية أو من باكستان وأن تضربنا قبل أن نستعمل السلاح الذري الذي ربما يوجد عندنا وربما لا يوجد؟.

 

إننا اليوم في الحاصل في وضع مثالي جدا بازاء ايران في وقت تتكفل فيه القوى الكبرى كلها بألا تدعها تطور سلاحا ذريا، وتلتزم ايران نفسها للعالم ألا تطور قنبلة ذرية (لكنها لا تلتزم دوليا ألا تهاجم اسرائيل وهي لا تلتزم ألا تشتري قنابل من العالم الاسلامي). أفليس أفضل لنا أن ندع ايران تُسمع نغمات سلام كالتي أسمعها وزير الخارجية الايراني حينما قال إنه لم يوجد قط أي عدوان عسكري أثمر إثمارا حسنا؟ أوليس أفضل لنا أن نكف عن كوننا مشتبها فيهم باغتيالات حقيرة شتى لاشخاص ايرانيين لا يلبسون الملابس العسكرية كنائب وزير الصناعة الايراني الذي أبرزت صحيفة "اسرائيل اليوم" في فخر في عنوان رئيس أمر اغتياله؟.

 

لهذا فان ما يجب على اسرائيل كي تثق بنفسها وتكف عن تخويف نفسها بفزاعة آلات الطرد المركزي هو أن تكون عادلة في اعمالها كلها (ولا يعني هذا في نظري التخلي للفلسطينيين الذين يطمعون في البلاد جميعها، لا حقا، لكنه يعني معاملة اللاجئين من السودان واريتريا بسخاء، والقضاء على اعمال القتل بيننا وتجنيد الحريديين وغير ذلك).