د. عتريسي: المقاومة بغزة استدرجت العدو لهزيمة في وحل غزة

حوار مفكر لبناني: نصر المقاومة بغزة بداية خطوات المحور الإقليمي لإنهاء 'اسرائيل'

الساعة 04:17 م|16 نوفمبر 2013

غزة - (خاص)

 أكد المحلل السياسي اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د.طلال عتريسي أن المقاومة الفلسطينية بغزة استطاعت في معركة (السماء الزرقاء أواخر عام 2012م) ضرب مثال واقعي وتاريخي وعقائدي وعسكري أن بداية النهاية للعدو "الإسرائيلي" اقتربت، وان محور المقاومة الإقليمي بدأ بخطوات جدية حثيثة ومنظمة لإنهاء الحلم الصهيوني في البقاء على الأرض العربية.

وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية د. عتريسي في تصريحات خاصة لـوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية أن أهداف العدو كانت من معركة "عمود السحاب" هو إعادة الهيبة المنزوعة للجيش والجندي والقيادة "الإسرائيلية" بعد المعارك التي فضحت ضعفه وهزله أمام بضعة آلاف من المجاهدين في قطاع غزة في حرب (2008/2009) وجنوب لبنان عام 2006، ومن أهدافه كسر محور وإرادة المقاومة في المنطقة بعد تزايد شعبيتها في الأوساط العربية والإسلامية، مشيراً أن (السماء الزرقاء) بددت جل أهدافه عبر أسطورة الصمود والإرادة التي حققها المجاهدين.

ويرى د.عتريسي أن العدو "الإسرائيلي" كان يخطط أن تكون المعركة ضد قطاع غزة ومقاومته "حرب خاطفة"، لكن المقاومة استدرجته "من حيث لا يعلم" لوحل غزة وبدأت في حرب استنزاف لحالته النفسية والمادية والعسكرية، وكان نتاج ذلك استقالة وزير الحرب "الإسرائيلي" أيهود باراك؛ وانتصار قطاع غزة ومحور المقاومة إلى جانبه "انتصار لا غبار عليه".

وقال د. عتريسي :"مقاومة غزة ولبنان استطاعت إنهاء نظرية الجيش الذي يقهر، وعدونا سيحسب ألف حساب عند إقدامه على تصعيد مع الجانبين، لان القوة التي باتت عند المقاومة لا يستهان بها نهيك عن القوة العقائدية والمحور الداعم لتلك المقاومة ومدى إصراره على زوال الغدة التي يراها غدة سرطانية في جسد الأمة الإسلامية".

علامة فارقة ..

واعتبر أن ضرب المقاومة لبلدات كانت تعتبر شبه محرمة عليها كــ"تل أبيب" العاصمة المزعومة والقدس المحتلة بصواريخ "لأول مرة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية يعتبر علامة فارقة في الصراع العربي الإسلامي - الإسرائيلي، ودليل على أن المقاومة بغزة أصبحت تمتلك القرار والإرادة والجسارة في ضرب مناطق متقدمة وأنها لا تخشى ردة فعل الكيان وقيادته العسكرية".

وأضاف :"الشيء الجميل في ضرب تل أبيب والقدس المحتلة أن الصواريخ كانت إيرانية الصنع تم تهريبها إلى قطاع غزة، وهذا بحد ذاته رسالة للعدو أن هناك حلف إسلامي قوي يدير المعركة بكل شراسة تترأسه الجمهورية الإسلامية (إيران)، والجمهورية السورية، والمقاومة اللبنانية، والمقاومة بغزة وفي ذلك رسالة للعدو أن فلسطين ارض إسلامية عربية وليست ارض فلسطينية بحتة، وكان العدو يراد أن تكون القضية الفلسطينية شان فلسطيني - إسرائيلي".

"ومن محاسن ذلك الانتصار تحطيم المقاومة الفلسطينية للشعار الصهيوني "الجيش الذي لا يقهر"؛ وهو مصطلح صنعته الحكومات العربية من خلال "فرعنة" العدو وتخويف المنطقة منه؛ وصنعته عبر الهزائم أمامه لفقدان العقيدة القتالية وضعف الإرادة؛ نظراً لضعف الهمة لديهم، لكن شباب المقاومة في لبنان وغزة استطاعوا أن يجعلوا من ذلك العدو "مسخرة" أمام صمودهم وبسالتهم" قول المفكر د. عتريسي.


رسائل ..

وأوضح أن انتصار المقاومة اللبنانية عام 2006، والمقاومة في غزة عام 2012 أرسلا رسائل قوية للأمتين العربية والإسلامية مفادها أن العدو "الإسرائيلي" أوشك على الرحيل؛ وإمكانية هزيمته بوقت قياسي عما تعتقد الأمتين، كما أنهما كانا سبباً رئيسياً في حشد الرأي العام العربي والإسلامي لصالح القضية الفلسطينية وإستراتيجية المقاومة.. وقال:"شاهدنا معاً كيف انتفضت الجماهير العربية والإسلامية فرحاً من نصر أهالي غزة على العدو الإسرائيلي واغلب الشعوب العربية باتت تعول على خيار المقاومة في تحرير البلاد العربية من العدو الإسرائيلي".

وأشار د. عتريسي أن العقيدة الإيمانية عند المقاتل في قطاع غزة والدعم المادي والعسكري واللوجيتسي الإيراني والتدريب على أيدي المقاومة اللبنانية كانوا أهم العوامل التي ساهمت بشكل كبير في "انتصار المقاومة بغزة".

وحول الدعم الإيراني وتواصله .. أكد المفكر عتريسي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "تدعم المقاومة في غزة بالمال والسلاح والأعمال اللوجيستية بدافع عقائدي إسلامي قوي"،  مشيراً أن الجمهورية -وعلى وجه الخصوص ما يعرف بسياسية قائد الثورة الإمام (علي خامنئي)- ملتزمة إلى جانب المقاومة الفلسطينية بغزة بدافع العقيدة بان فلسطين ارض وقف إسلامية واحد مرتكزات الديانة، وبدافع أخلاقي لنصرة المظلومين، وملتزمة بدعم المقاومة بل وبشكل أكبر من سابقه نظراً للانتصار الذي تحقق في المعركة الأخيرة".

ولفت -وفق معلوماته- أن المقاومة بغزة تمتلك أسلحة ومعدات نوعية أكبر من التي استخدمت في معركة (السماء الزرقاء)، مؤكداً أن أية تصعيد "إسرائيلي" تجاه قطاع غزة "سيكون بمثابة الصدمة للعدو والبشرى الثانية بعد السماء الزرقاء للأمتين العربية والإسلامية".