خبر سلامٌ لروحك التي لن تنكسر.. عبد الله الشاعر

الساعة 07:28 ص|15 نوفمبر 2013

 

على حافة الموت يلقي رحله وما تبقى من جسد.. لا مكان هنا لغير الرهبة والهيبة والخشوع..لا كلام سوى دموع تختبئ وتتوارى عن الأنظار حياء..آه كم أنا خجول منك ومن نفسي ومن كل شيء

 

رباه، ( أشكو إليك أمور أنت تعرفُها مالي على حملِها صبرُ ولا جلدُ )

 

أراك كل دقيقة تلفظ نفسا وتتهيأ لآخر دون جزع، والقاتلون يحصون أنفاسك بانتظار الخلاص منك

 

ثمة قاتلٌ يفيض حقدا يردد: بيد السرطان لا بأيدينا..لا فرق.. وحين يجتمع القتلة ويتبادلون ادوار الجريمة فلا يهمنا من سيتولى تنفيذ الطعنة الأخيرة

 

هل سينفذها بيده أم بأزلامه أم بـ(إسرائيل) وعملائها؟.. ليس ثمة مشكلة كبيرة..وها هي جموع القتلة يصطفون اليوم على مقربة من جسدك بانتظار الرحيل.

 

لم أكن اعلم أنني سأكتب عنك في هذا المحرّم المترع بالدم والذكريات الموجعة.. هذا الشهر المليء بالخذلان والتآمر والفتاوى البائسة

 

آلمني كثيرا ذاك النوع من الاحتفاء بذكرى ميلادك..أدرك أن ثمة نوايا صادقة أرادت لمظلوميتك خيرا، لكن ما هكذا تورد الإبل يا أحبة معتصم رداد , ولا هكذا يبرهن العشاق عن عشقهم

 

آلمني أن أرى السكاكين وهي تمتد نحو كعكة الميلاد وانتابني إحساس أن جسدك هو الذي يتقطع الآن ويتقاسم الحضور بقايا ذكراك..لا ادري كيف تم الأمر لكنه أوجعني وضقت بالمشهد ذرعا، تساءلت الم يجد أحبة معتصم طريقة للاحتفاء بذكرى ميلاده غير السكاكين التي تعبر الآن كعكة أعدت لترمز إلى سنيّ عمره التي تُقطعها يد السجان الآثمة؟

 

هذا الزمان حزينة أوتاره..لا شيء يوجعني مثل أفراح التصنع والقلق..تعب اليراع وما ملّ الصمود المعتصم..هل كان يدري ما التحدي فارتقى وسقى جموع العاشقين من الألق..احتاجك الآن, تقول التي من صدرها أرضعته التحدي والإباء، لا ترتحل يا بنيّ وان ارتحلت فخذني إلى جوارك في السماء. فلا الحياة جميلة دونك، ولا الأرض ارضي إن لم تُزيّنها خُطاك.

 

ها نحن نرسم وجهك في جبين الحلم في لغة التحدي في الألق.. في تفاصيل وردة أبت أن تموت قبيل أن تملا الدنيا بالرحيق وبالعبق.

 

في ذكرى عمود السحاب

 

مضت أيامهم الثمانية، ومضى بعدها المئات، فلا غزة سقطت، ولا مقاتلوها استسلموا، فمتى يدرك الطغاة ان المقاتل الغزاوي لا يعرف الهزيمة، وأن البنادق المغبرّة بأتربة الأنفاق لا تخون أصحابها.

 

كم من الدروس الدموية يحتاج المفاوض الفلسطيني حتى يقوّم اعوجاج روحه المنكسرة، وإرادته المسلوبة، وبندقيته المصادرة!!

 

ثمانية أيام أرادوها حسوما فكان القوم في (تل أبيب) هم الصرعى من شدة الفزع، فأي فلسفة تلك التي تصنعها المقاومة ويرتدّ معها كيد المعتدين.

 

ثمانية أيام وغزة عمود سحابٍ من النار والدخان والمواجع.. ثمانية أيام تتحول اليوم إلى ذكرى لتشكّل منطلقا للذين يتسلحون بالوعي وتستحيل ذاكرتهم على الصدأ. سلامٌ لغزة التي لا تعرف إلا ان تنتصر.