تقرير المقاومة أثبتت قدرتها على هزيمة العدو وتحرير الأرض

الساعة 01:45 م|14 نوفمبر 2013

غزة - خاص

بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار في الرابع عشر من نوفمبر من العام الماضي سمع دوي انفجار كبير وسط مدينة غزة جراء قصف "إسرائيلي"، وما هي إلا ثوانٍ إلا وانتشر خبر اغتيال القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري باستهداف سيارته التي يستقلها، ورافقها إعلان المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" أفيخاي أدرعي الحرب على غزة باستهداف مناطق عدة في القطاع، ما حذا بالمقاومة الفلسطينية إلى إعلان حالة الاستنفار والرد على العدوان الصهيوني الذي استمر ثمانية أيام متواصلة انتهت بتوقيع اتفاق تهدئة بوساطة أمريكية ورعاية مصرية في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وتسارع المسؤولون العرب والمسلمين لأول مرة إلى زيارة قطاع غزة ومشاهدة الحرب بأعينهم، لكنهم لم يفعلوا ما يجب عليهم أن يفعلوه.

ثمانية أيام من العدوان الصهيوني المتواصل ارتكب فيها جرائم ضد الإنسانية عندما استهدف المنازل بالقصف فوق ساكنيها ليخرج الأطفال من بين الركام شهداء وأشلاء ممزقة كما حدث مع عائلة الدلو في حي النصر بمدينة غزة، وآخرين أنقذتهم العناية الإلهية من موت محقق كما حدث مع عائلة صلاح في م. جباليا عندما استهدفت المنزل المكون من ثلاث طبقات في ساعات الفجر الأولى ودمر بشكل كامل.

ولكن اللافت في هذه الحرب عن سابقتها، هو فرحة وبهجة المواطن الفلسطيني لرد المقاومة النوعي عندما وصلت الصواريخ إلى مدينة القدس المحتلة وتل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع العربي "الإسرائيلي" وهو ما شكل صدمة كبيرة للعدو ومفاجأة من العيار الثقيل، وعزا إلى وسائل إعلامه إلى عدم نشر تفاصيل نتائج القصف على العمق الصهيوني، ولم يكن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر يلهث وراء وقف اطلاق النار كما هو حال العدو الصهيوني. فالفرحة والبهجة كانت مرسومة عند الجميع وتشكلت في تلك المرحلة ملامح الوحدة الوطنية بعد ان توحد الجميع يداً واحدة في مواجهة العدو.

مواطنون التقى بهم مراسل "فلسطين اليوم" في ذكرى أيام الحرب الثمانية، أجمعوا على أن تلك الأيام محفورة في الذاكرة الفلسطينية كونها أيام أسعدت كل فلسطيني غيور على أرضه ووطنه وعرضه، عندما أثبتت المقاومة بأنها جديرة وقادرة على إلحاق الهزيمة والضرر بالعدو الصهيوني.

وقال أحد المواطنين ويدعى محمد أبو صلاح، "ان قصف المقاومة لمدينة تل الربيع (تل أبيب) شكل فرحة عارمة عند الجميع كونها شكلت سابقة ولم تجرؤ دول عربية تملك عدة وعتاد وجيوش نظامية على فعل ما فعلته المقاومة الفلسطينية، وهذا ما جعلنا متحمسين لنرى المفاجأة تلو الاخرى.

وأضاف:" أنا شخصياً لم أكن من المتلهفين كثيراً على وقف إطلاق النار كون المقاومة قادرة وبين الحين والآخر كانت تخرج بأساليب جديدة لضرب العدو، وهو ما شكل ضربة قوية لهذا الكيان الذي اعتاد أن ينكل بنا على مدار العقود الماضية دون أن يدفع الثمن الذي دفعه في حرب الأيام الثمانية.

فيما أعرب مواطن المواطن أبو حمزة عياد عن اندهاشه من امتلاك المقاومة لصواريخ متطورة وأساليب جديدة في ظل حصار "إسرائيلي" خانق من البر والبحر والجو، وقال لمراسل "فلسطين اليوم":" في ذكرى الحرب أقول وباختصار أن أيام حرب الأيام الثمانية تؤكد للجميع بأن المقاومة قادرة على تحرير فلسطين كاملة من العدو" وشكلت تلك الحرب بارقة أمل نحو التحرير بعد أن هزتها مسيرة التسوية الفاشلة.

وفي نفس السياق، رأى المواطن محمد حسن أن أكثر ما أفرحه إلى جانب قصف العمق الصهيوني هي ملامح الوحدة الفلسطينية عندما كان الجميع يداً واحدة في الدفاع عن غزة تاركين خلفهم الخلافات السياسية، وكانت تصريحات قادة الفصائل وخاصة طرفي إيجابية تبشر بإمكانية تطبيق المصالحة فور إنتهاء الحرب، لكنها للأسف لم تتحقق ما شكل نكسة جديدة لنا.

وقال:" بأن الوحدة الفلسطينية ستقوي المقاومة في الضفة الغربية ذات الطبيعة الجغرافية والتي يمكن الاستفادة منها لتوجيه ضربات للعدو.

وأضاف بأن حالة الخوف والقلق التي كانت تنتاب المواطنين على مدار الأيام الثمانية من الحرب بددتها انجازات المقاومة الفلسطينية على الأرض، معرباً عن تفاؤله بتطور المقاومة في أي معركة قادمة. متمنياً أن تكون المعركة النهائية مع العدو وتحرير الأرض.