خبر شخص غير مرغوب فيه-يديعوت

الساعة 09:25 ص|14 نوفمبر 2013

بقلم: غاي بخور

(المضمون: وزير الخارجية الامريكي جون كيري يُعرض بسلوكه أمن اسرائيل للخطر فهو شخص لا يمكن الاعتماد عليه - المصدر).

لم تكن مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط منذ زمن بعيد جدا في مثل هذا الدرك العميق الذي هي موجودة فيه الآن، حتى إن وزير الخارجية جون كيري أصبح

 

بالفعل شخصا غير مرغوب فيه في أكثر دول المنطقة. وليست سياسة الرئيس براك اوباما الفاشلة وحدها هي التي حولت اصدقاء الولايات المتحدة الى أعدائها أو الى خائفين منها، بل شخصية كيري نفسه ايضا.

 

لن يتجرأ على السفر الى دول شمال افريقيا بخشية واضحة على حياته. وهم في السعودية والخليج الفارسي يرونه تهديدا ملموسا لبقاء نظم الحكم وأنه باعهم لايران. وقد هبط في مصر خمس دقائق وهرب من هناك ناجيا بحياته. وفي تركيا لا يتحمسون للحديث إليه بعد أن باعهم كما يرون للاسد الذي وافق هو نفسه على بقائه بعد أيام معدودة من تعريفه إياه بأنه "هتلر جديد". وليس كيري ضيفا مرغوبا فيه عند الفلسطينيين ايضا. أفربما يتجه كيري الى قطاع غزة التي يهتم بها كثيرا ايضا؟ أو ربما الى لبنان أو الى العراق؟.

 

إنه يخشى على حياته، لكن ليست عنده مشكلة في تعريض حياة الاسرائيليين للخطر، الذين سيضطرون من وجهة نظره الى أن يقضوا حياتهم كلها تحت تهديد الارهاب العربي.

 

إن مصر والسعودية وتركيا – وهي الدول الثلاث المسلمة التي كانت محورا حديديا للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط عشرات السنين – شديدة الغضب على هذا الشخص الذي تراه مقطوعا عن الواقع وهاذيا. ويلتزم كيري بأن تعترف الدول المسلمة باسرائيل بعد "اتفاق سلام". لكنها غير مستعدة للاعتراف به في الحقيقة.

 

لكن الشيء الأكثر إدهاشا هو أن كيري ذاك أصبح شخصا غير مرغوب فيه في اسرائيل ايضا. ومن كان يخطر بباله أن يحدث هذا الشيء مع أقرب صديقة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط؟ إن سخاءه الانتقائي وابتساماته المتكلفة، كل ذلك ربما كان يُضل طريقا في اسرائيل لكنه لم يعد كذلك.

إن خيانته لاسرائيل حينما أتم في واقع الامر "صفقة" مع نظام آيات الله الشرير و"نسي" أن يُبلغ اسرائيل عن التفاصيل الحقيقية حتى آخر لحظة؛ وتحذيره من انتفاضة ثالثة وكأنه الممثل الفلسطيني؛ وعدم فهمه الأساسي لحاجات اسرائيل الوجودية؛ وغروره وعادته أن يأتي الى هنا بصورة وسواسية وكأنه السيد ورب البيت – كل ذلك أسقط سمعته في اسرائيل. ويشهد على ذلك دهشة رئيس الوزراء نتنياهو في اللقاء الاخير بين الاثنين في المطار الذي فر كيري على أثره الى طائرته حتى دون أن يكون مستعدا لأن يُرى مع نتنياهو. ولم نكن نتوقع أن تبيعنا الولايات المتحدة على هذا النحو ولا سيما فيما يُرى هنا أمرا وجوديا.

 

ويتبين ايضا أن هذا الرجل أيد قافلة التشهير البحرية الى قطاع غزة، وما زال تصوره لمنطقتنا مقطوعا عن كل واقع. هل تريدون أدلة؟ لقد ثار كيري على الطاغية الاسد علنا لكنه في واقع الامر وهب له بوليصة تأمين على هيئة الاتفاق على حظر السلاح الكيميائي. وثار علنا على نظام آيات الله وهو يطمح الآن الى إرضاء هذا النظام والتسليم بالتهديد الآتي من قبله.

 

اذا كان كيري باع اسرائيل في لحظة الامتحان فكيف يمكن الاعتماد عليه في المستقبل؟ فهل يمكن أن يكون هذا الانسان وسيطا "أمينا" بين اسرائيل والفلسطينيين؟ قد تكون حكومة اسرائيل أسيرة للولايات المتحدة وملزمة بأن تتابع التفاوض الذي أصبح في هذه الاثناء رسما كاريكاتوريا في حد ذاته. لكن الجمهور الاسرائيلي ما زال حرا متيقظا ونحن ندرك جيدا ما هو الصالح لنا وما هو الخطير.