خبر رسائل العرض العسكري لسرايا القدس .. بقلم :محمد البطش

الساعة 04:40 م|13 نوفمبر 2013

مشهدٌ بهيٌ ويثلج الصدر، والنساء يقفنّ على جانبي شارع عمر المختار ينثرنّ الورد والنرجس على مجاهدي سرايا القدس الأبطال الذين انتظموا في المسير العسكري المهيب لمقاتلي السرايا عصر أمس الأربعاء في غزة.

 هذا المشهد يعكس شيئاً من الحب والوفاء الذي تحمله قلوب الغزيين والشعب الفلسطيني لرجال المقاومة الباسلة الذين شكلوا خط الدفاع عن الأرض والمقدسات وسائر أبناء الأمة في مواجهة الغدة السرطانية "إسرائيل".

 فلا زال أهل غزة يستذكرون تفاصيل الأيام الثمانية التي انتهت بنصر أبلج حققته المقاومة والشعب بالصمود والثبات. وها هي سرايا القدس تخرج اليوم في عرض مهيب في ذكرى الانتصار، تعلن فيه استمرار خيارها الأصيل مدافعة عن الشعب والأرض والمقدسات.

 لقد قالت "سرايا القدس" كلمتها ، وهي سلسلة من المواقف المعلنة والثوابت الراسخة في قلب وعقل وضمير كل أبناء الجهاد الإسلامي، لكنني أشك في أن سرايا القدس قد أظهرت كل ما لديها من قدرات في هذا العرض.

 فبالنظر إلى ما سجلته سرايا القدس وكتائب القسام وباقي قوى المقاومة في حرب (فبراير2012) السماء الزرقاء، من إنجازات ، والتحديات الحالية والمستقبلية التي تواجهها فإن المؤكد أن الاستعداد أكبر بكثير مما يظهر للعامة، ولذلك كان واضحاً أن رسالة هذا العرض أبعد بكثير مما ظهر عليه.

 رسائل العرض الذي شارك فيه 2000 مقاتل من سرايا القدس بلواء غزة وحده  وخطاب السرايا كانت عديدة ، فهي أولاً حملت رسالة طمأنة لأبناء الشعب الفلسطيني بأن المقاومة بخير ، وأن تضحياتها ستتواصل في سبيل الحفاظ على أمن وسلامة أرضه ، وأن آليات الاحتلال وقواته لن تعد أبداً قادرة على اختراق شوارع غزة كما كانت قبل الاندحار في أرضها. وهي رسالة كان لا بد منها في ظل تصاعد التهديدات الصهيونية خاصة تلك التي أطلقها رئيس وزراء العدو قبل أيام من منطقة قريبة من حدود القطاع.

 كذلك فأن العرض العسكري يبعث برسائل طمأنة لجماهير شعبنا حول قدرات المقاومة العسكرية  وإمكانيتها التي يعول العدو الصهيوني وبعض أعداءها على تأثرها بسبب الحملة العسكرية  القاسية التي تنفذ في سيناء والحملة الأخرى التي تنفذ ضد الأنفاق برفح,  فالمقاومة تؤكد ضمنيا بما أظهرته من جهوزية وقدرات عسكرية في عرض سرايا القدس مساء الاربعاء أنها تغلبت على هذه المعيقات.

 ومن بين المشاهد التي أيدت هذه الرسالة الوحدوية ،ظهور قائدين بارزين من كتائب القسام بين رفاق دربهم وإخوانهم في سرايا القدس ، وقد زاد المشهد بهاءً والمقاتلون يحتضنون بعضهم بعضاً في دلالة قوية على عمق العلاقة ومستوى التنسيق بين أكبر قوتين للمقاومة في فلسطين.

 وهنا حريا بنا أن نعتز بمقاومتنا بكل ألوانها وتوجهاتها ونقول أيضا ان  المقاومة وقدراتها  وانجازاتها هي محل فخرا لكل عربي ومسلم وحر وشرف وانه آن الاوان لأن نرى ونسمع عن دعم عربي جدي وإمداد بالسلاح النوعي والمتطور للمقاومة في فلسطين فذلك أحرى بالعرب , بدلاً من أن يصدأ سلاحهم في مخازنه.

 في نهاية مقالي هذا لا بد من ان نوجه التحية لهؤلاء الرجال الذين يواصلون الليل بالنهار وهم يعدون العدة ليوم النصر والتحرير  رجال المقاومة وقادتها, كذلك التحية لأرواح الشهداء العظام الذين بدمائهم رسموا لنا خارطة طريق العز والكرامة , ومن نصر وعز الى نصر وعز جديد يا شعبي العظيم.