خبر قصف الولايات المتحدة -هآرتس

الساعة 11:13 ص|13 نوفمبر 2013

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: تعتقد اسرائيل ورئيس وزرائها أنها قادرة على أن تؤثر في الموقف الامريكي وموقف الدول الكبرى التي انتقل اليها الآن علاج الملف الذري الايراني - المصدر).

 

اذا لم يدعونا نقصف ايران فسنقصف امريكا. يبدو أن هذه هي الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة لمواجهة التهديد الايراني، وهي استراتيجية أثبتت نفسها في فيلم "مرق بطة" للأخوين ماركس وفيه تحارب "فريدونيا" الصغيرة الغارقة في الديون "سلفانيا" وتنتصر عليها. ولولا أن الحديث عن ازمة جدية جدا لأمكن أن يكون الحوار الشديد اللهجة وغير المهذب بين بنيامين نتنياهو وجون كيري أساسا ممتازا لانعطافة يوجه في نهايتها بنيامين نتنياهو لطمة مجلجلة الى كيري ويعلن الرئيس اوباما في الخلف قائلا: "نحن نستسلم".

 

بدأت اسرائيل مثل دول كثيرة في المنطقة ايضا تصور واشنطن بأنها العدو الحقيقي. فبعد الازمة مع مصر التي تهاجم الادارة الامريكية بسبب العقوبة التي فرضتها عليها لاستيلاء الجيش على السلطة، وكالسعودية التي أعلنت عن نيتها أن تغير سياستها نحو الولايات المتحدة بسبب ما تُعرفه بأنه تقارب استراتيجي مع ايران، تتبنى اسرائيل لنفسها سياسة مجنونة، وأصبحت فجأة حليفة في محور مضاد لامريكا. إن الذبابة ركبت الفيل وبدأت تتأثر بالغبار الذي يثيره كلاهما.

 

"إن كثيرا من الدول العربية تتفق مع اسرائيل فيما يتعلق بتسلح ايران الذري"، قال نتنياهو في مؤتمر ذكرى مرور اربعين سنة على موت دافيد بن غوريون. ونشك في أن يجعل حلف الأخوة بين السعودية واسرائيل نتنياهو يتبنى المبادرة السعودية في الشأن الفلسطيني، لكن من يتذكرها حينما يطرق الاثنتين تهديد امريكي فظيع؟.

 

يصعب على نتنياهو جدا أن يستوعب أن اسرائيل كانت فريق التسخين فقط. فقد بدأت العرض الدولي وكانت على حق حينما عرضت التهديد الايراني بأنه تهديد للعالم كله لا لاسرائيل فقط. وربما كانت العقوبات التي فُرضت على طهران تتأخر ولا تبلغ الى مستواها الحالي دون الخطابة العنيفة والتهديد بالهجوم على ايران. ومن غير هذه العقوبات كان يمكن أن يُشك في أن تغير ايران استراتيجيتها وتتجه الى تفاوض سريع مرن وتجدد الصلة بالولايات المتحدة وتضغط للتوصل الى تسوية سريعة.

 

إن نجاح نتنياهو جعله يؤمن بأنه يستطيع الاستمرار على إملاء الاجراءات الدولية وتحديد نوع العقوبات التي تُفرض على ايران، بل أن ينشيء اجماعا دوليا على تبني الخيار العسكري باعتباره خيارا واقعيا. لكن نجاح نتنياهو أعمى عينيه وهو يؤمن الآن بأنه يستطيع أن يحدد شروط الاتفاق مع ايران، وتحدي السياسة الامريكية وقلب الطاولة اذا لم يستمعوا لتوجيهاته.

 

بيد أن حل الازمة انتقل الى القوى الكبرى، وليست اسرائيل واحدة منها. وقد أخذ الاجماع السابق يتلاشى ويحل محله اجماع جديد دبلوماسي. وقد جعلت صرخات نتنياهو اسرائيل غير ذات صلة، وأمرا مضايقا لا يُحتمل، وهي تصدع العلاقات بصديقتها الكبرى.

 

يمكن أن نتفهم دعاوى نتنياهو، لكنه ما بقي يهدد بأن تعمل اسرائيل وحدها على مواجهة ايران وبأن "اسرائيل غير ملزمة بأي اتفاق يُحرز مع ايران"، فماذا يهمه نوع الاتفاق الذي يُعقد بين طهران والقوى الكبرى؟ فانه منذ البداية لم يؤمن باجراءات دبلوماسية مع ايران. وأصبحت واشنطن قد خانت نتنياهو فجأة وخيانته هي خيانة

 

لاسرائيل ويهود العالم وذكرى المحرقة. فلا شك أنه قد حان الوقت لاحتلال واشنطن، فهي العدو الحقيقي الذي يقود العالم الى هاوية ويهدد وجود اسرائيل. وعلى ذلك فنحن مستعدون أن ننتحر في معركة مع الولايات المتحدة بشرط أن نخرج ونحن على حق. وسنوافق على مصالحة اذا أبقوا معنا فقط حق الاعتراض على اجراء تفاوض مع ايران. فأنتم ترون أن دولا يمكن أن تُصاب بأعراض نابليون ايضا.