خبر نتنياهو المزدوج- معاريف

الساعة 11:05 ص|13 نوفمبر 2013

نتنياهو المزدوج- معاريف

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: على رئيس الوزراء أن يتبنى الوقفة المؤثرة التي يتخذها في الموضوع الايراني في مجالات اخرى يؤمن بها ايضا. مثلما في الموضوع الطهراني فان هذا سيفعل العجب حيال الخطر الفلسطيني ايضا - المصدر).

 

مشوقة متابعة سلوك بنيامين نتنياهو حيال العالم في الازمة الايرانية. فرئيس الوزراء يتصرف كأسد، يقف متينا وواضحا أمام الازدواجية الاخلاقية المثيرة للشفقة من جانب المفاوضين مع ايران، بقيادة ادارة اوباما. هذا ليس نتنياهو الذي نعرفه كل يوم. هذا بيبي من الخطابات، من التحليلات الواضحة، من الولاية المثيرة للدوار كسفير في الامم المتحدة – حين علم كل العالم كيف لا يستسلم للارهاب. وبالتالي فلماذا لا نلقى ذات نتنياهو عندما نصل الى الموضوع الفلسطيني؟ من يقرأ الكتب التي كتبها نتنياهو مثل "مكان تحت الشمس" و "الارهاب – كيف يمكن للغرب ان ينتصر" وحتى خطاباته ضد الدولة الفلسطينية، يأخذ الانطباع عن عمق التفكير والاقناع، عن الايمان بالعدالة والاخلاق اللذين في موقف "معسكر اليمين" لسنوات طويلة كان نتنياهو واضحا وجليا

 

حيال الارهاب ايضا، حيال م.ت.ف، حيال السلطة واتفاقات اوسلو، بالضبط مثلما يواجه الخطر الايراني.

 

إذن لماذا يتذبذب، يتنكر ويتشوش عندما يصل الى اقاليم يهودا والسامرة؟ لماذا يتصرف نتنياهو هنا ببؤس كبير حيال ابو مازن وتلاميذ عرفات، حيال اصحاب الخدعة الفلسطينية من البلاد ومن الخارج؟ كيف حصل أن نتنياهو يطالب بعدم تحرير أموال آيات الله ولكنه يحول في كل شهر مالا طائلا لرجال المافيا من رام الله، اولئك الذين يروجون كل يوم لتصفية اسرائيل. كيف يحتمل أن يكون يستسلم للرواية الارهابية الفلسطينية وذلك ضمن امور اخرى بتبني مصيبة الدولتين؟ هل فقد نتنياهو الوضوح الاخلاقي حيال الفلسطينيين؟

 

الجواب على ذلك مبني، على ما يبدو، من قسمين. أولا، في الموضوع الايراني يوجد في البلاد توافق في الرأي، يكاد يكون من الحائط الى الحائط. فالكل تقريبا يعترف بان نتنياهو، باراك وشركائهما كانوا محقين على مدى كل الطريق عندما أخطأت عصبة اولمرت – بيرس – دغان - ديسكن وشركاؤهم فأضعفت مكانتنا الدولية. عندما نكون متحدين يكون اسهل الوقوف ايضا ضد الرئيس الامريكي وقادة القوى العظمى. وتصوروا فقط كم كان يمكننا ان نفعل الامور بشكل مختلف لولا التآمر، التآكل والتسميم الداخلي الذي يجري في داخلنا حول المسألة الفلسطينية. تصوروا ان يكون كل ذي عقل يعترف بالامر المسلم به – في أن اوسلو و "فك الارتباط" هما خطآن فتاكان وينبغي ارسال شمعون بيرس وشركائه الى السكن المحمي. تصوروا الا يتجرأ اي اسرائيلي على التحريض ضد الدولة، زعمائها ووزراءها والا يعمل ضدنا في الخارج.

 

ولكن هذا ليس السبب الوحيد. فقيادة الليكود، منذ صعد الى الحكم قبل 36 سنة، تعمل انطلاقا من مشاعر التخلف وتخشى الحكم حسب ارائها. وهكذا فان من بنى حياة سياسية من الترويج المبرر لعدم الاستسلام للارهاب، يحرر 1.027 قاتل ومخرب مقابل جندي واحد ومئات الجزارين الكبار فقط كي يوافق الارهابيون على الحديث معه. وهكذا يوافق كاتب "مكان تحت الشمس" على تسليم قلب بلاد اسرائيل لكيان معاد، واسكان العدو في ظهر الجبل، وهو المكان الذي حسب مذهبه لا يمكن الدفاع عن المشروع الصهيوني دونه.

 

وعليه، يجدر برئيس الوزراء أن يركز وان يتنفس الهواء، وبعد ذلك يتبنى الوقفة المؤثرة التي يتخذها في الموضوع الايراني في مجالات اخرى يؤمن بها ايضا. مثلما في الموضوع الطهراني فان هذا سيفعل العجب حيال الخطر الفلسطيني ايضا.