عبيدة و أحمد و عمر.. فقدوا والدهم وركبوا الصعاب

بالصور بعد عام على استشهاد والده..ماذا يطلب طفل الشهيد رامز حرب..؟

الساعة 10:33 ص|13 نوفمبر 2013

غزة - (خاص)

"عبيدة ، وأحمد ، وعمر" لا يتمتعون كغيرهم من الأطفال بنوم هادئ .. يمكثون لدقائق يتفحصون صورة والدهم الذي خطفه الاحتلال .. لا ينامون إلا مع احتضان الصورة .. فيظهر في أحلامهم ليعينهم في حياتهم ويدلهم على الخير .. وعندما يستفيقوا ينظرون إلى الصورة مرة أخرى ليقبلوها .. ويبدأ مشوار الحياة الذي رسمه والدهم في أحلامهم .. وكغير العادة يدب النشاط والحيوية داخل أكناف البيت ...

هؤلاء أبناء الشهيد الصحفي رامز حرب الذي اغتالته "إسرائيل" قبل عام في معركة السماء الزرقاء .. ليترك خلفه ثلاثة من الأبناء .. وذكريات مؤلمة بين ثنايا الساحات التي فقدته .. فالأطفال بحاجة إلى رعاية متواصلة .. والجد البالغ من العمر ما يقارب الـ70 عاماً بحاجة إلى زيارات متواصلة فقدها هذا العام .. والأشقاء لا يستمتعون بطعم الحياة دون سماع صوته ومشورته في كافة تفاصيل الحياة ...


يلبي طلبي رغم ضغوط عمله..

الدموع التي انهالت من ابنه عبيدة البالغ من العمر 14 عاماً لا يمكن وصفها فهي تخرج من داخل القلب المتألم بفقدان والده .. حيث قال لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، "والدي كل شيء في حياتي لا أطلب شيء إلا ويلبي لي طلبي رغم انشغاله وضغوط عمله المتواصل في عمله الصحفي".

القلب مجروح والجسد مرتعش ضعيف والعقل لا يقوى على نسيان الذكريات فقد قال: "عند الطعام أتذكر والدي وعند الذهاب إلى المدرسة لا أتخيل أمامي سوى والدي وعند ممارسة الألعاب وكأن والدي يلعب برفقتي .. وأنا أتحدث معك الآن أتخيل والدي يدخل علينا ويبتسم".

ويمضي عبيدة يقول: "لقد قتلوا فرحتي ومستقبلي وحياتي ولن أغفر لهم قتل أبي .. فسيكون والدي برفقتي أينما ذهبت وسأُنفذ وصيته التي أوصاني بها .. أولها "رعاية إخوتي وأمي" ، و"سماع كلام جدي وأعمامي" ، و"الصلاة في المسجد أولاً بأول" ، "ورفع الظلم عن أهلي وشعبي" ".


أطفال رامز حرب

صورة مؤلمة لطفل السادسة ..

وأثناء حديثنا مع نجله الكبير عبيدة يقترب الصغير عمر البالغ من العمر 6 سنوات ويهمس في أذن مراسلنا، : "بدي أحكي" ، هنا تحركت المشاعر وبدأت دقات القلب في صعود متواصل وعقلي يفكر بما سيتحدث به هذا الطفل .. والمفاجئة أنه قال: "نفسي أشوف بابا بالحلم وأودعه لأني ما شفتوا لما استشهد كنت بالمدرسة ولما روحت شفت ناس اكتير عند بيتنا وما اقدرت أشوف بابا".


أطفال رامز حرب

فراغ كبير..

في هذا المقام الذي يعجز القلم فيه عن كتابة تفاصيل ما تفوه به الطفل "عمر" وهو يتلعثم وعيناه تبرقان من شدة الدموع ..  فجذبتني دموع والده الحاج نجيب حرب والد الشهيد الذي قال :"في كل يوم تقريباً كان رامز يزورني ويطمأن علي ويطلب الرضا ولا يغادرني إلا بعد شعوره بالسعادة والفرحة والبسمة التي ترتسم على وجنتيه".

"أشعر بفراغ كبير وألم يعتصر قلبي فلا طعم للحياة دون رامز فهو حياتنا يشاركنا في كل المسارات والأحزان يشاركنا في وضع الحلول لمشاكلنا نتناقش في تفاصيل حياتنا وعلاقتنا مع الجيران والأصدقاء" القول لوالد الشهيد رامز .

ويضيف: "الأهم الأول لرامز أن يُألف بين قلوبنا ويشاركنا في كل شيء ولا يترك مناسبة إلا ويكون حاضراً واليوم في ذكراه الأولى لاغتياله نشعر بالألم نشعر بالوحدة بالنقص الكبير".


صورة لا تُنسى ..

وفي كل زاويا من زوايا البيت تجد صوره معلقة على الجدران ، ولكنها ليست هي الصورة ذاتها التي ارتسمت في ذاكرت شقيقه الدكتور هشام حرب "أبو نجيب" الذي شاهده في صورة مؤلمة بعد اغتياله في برج الشروق مدينة غرب غزة".

فقال بصوت غص: "وجدته مبتسم الوجه .. جسده ممزق .. رائحة النار تقتلني .. أقدامه وذراعيه سائحتان فلا يكسوهما اللحم .. ، حينها قررت أن يدفن بسرعة البرق كما يحب رامز ذلك "حيث تذكر المقولة المشهور التي تقول "إكرام الميت دفنه" اقتداءً بحديث علي بن أبي طالب عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال: "ثلاثة يا علي لا تؤخرهنَّ: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً".

وطالب الدكتور حرب ، المؤسسات الإنسانية لإنقاذ أطفال فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي الذي يغتال أبائهم ويغتال طفولتهم وأحلامهم دون وجه حق مؤكدا انه شقيقه كان يعمل في الإعلام".

ويذكر أن الشهيد رامز حرب استشهد في عملية اغتيال إسرائيلية نفذتها طائرات الاحتلال بقصف برج الشروق في معركة السماء الزرقاء –حرب الأيام الثمانية- والتي تصادف ذكراها الأولى بتاريخ 14-11-2013.


أطفال رامز حرب

أطفال رامز حرب



أطفال رامز حرب


أطفال رامز حرب


أطفال رامز حرب

أطفال رامز حرب

أطفال رامز حرب