تحليل ثلاث رسائل في تصريحات نتنياهو بذكرى الحرب على غزة تؤكد تآكل قوة الردع الاسرائيلية

الساعة 06:19 م|12 نوفمبر 2013

غزة (خاص)

حملت تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني التي اصدرها اليوم الثلاثاء من حدود قطاع غزة، في ذكرى حرب الايام الثمانية، و التي قال فيها "بأن فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل تسلحها، و أن "اسرائيل" لن تحتمل مهاجمة الكيبوتسات والبلدات المجاورة"، عدة رسائل في أكثر من جانب.

و بحسب الكاتب و المحلل السياسي، أكرم عطا الله، فإن تصريحات نتانياهو فيها رسائل متعددة، الأولى فهي للشارع الاسرائيلي، حيث اراد نتنياهو أن يثبت لسكان المستوطنات المجاورة لقطاع غزة، بأنه استطاع ان يحقق لهم الأمن.

و أشار عطا الله في تصريحات خاصة لـــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، الى أن نتنياهو يتبجح من خلال هذه التصريحات مدعياً تحقيق الامن في منطقة ظلت ساخنة و مهددة طوال الوقت، و قد شهد شهر اكتوبر الماضي اختراق عدد من الصواريخ البلدات الاسرائيلية المحاذية للقطاع.

و أوضح المحلل بأن الرسالة الثانية في تصريحات نتانياهو موجهة الى المجتمع الدولي، حيث يدعي نتنياهو بأن الفصائل في غزة لا زالت تتسلح و لا زالت لديها نوايا عدوانية، و تهديد لــ "أمن اسرائيل"، مبيناً أن هذه الرسالة بالمفهوم الاسرائيلي تلزم حين تريد "اسرائيل" شن عدوان على غزة.

و لفت الى أن تراكم مجموع هذه الرسائل تستخدمه "اسرائيل" كذريعة وقتما ارادت لتبرر أي عدوان مستقبلي على قطاع غزة.

أما الرسالة الثالثة وفقاً للمحلل، فهي تحذير للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بأن "اسرائيل" لن تسمح باي تهديد لها.

و حول ما أشار اليه نتانياهو في تصريحاته حول قوة الردع الاسرائيلية، فند المحلل تصريحات الأخير، مدللاً على ذلك بتصريحات لعدد من المسؤولين في حكومة الاحتلال التي اكدوا فيها تراجع و تآكل قوة الردع الاسرائيلية بعد الحروب المتكررة التي خاضتها "اسرائيل" في قطاع غزة و جنوب لبنان، مؤكداً أن هذه التصريحات التي اطلقها نتانياهو اليوم ان دلت على شيئ فهي تدل على أزمة حقيقية لدى حكومة الاحتلال، و شعور مؤكد بتآكل قوة الردع لديها بعد التهديدات الايرانية و خوفها من الاسلحة التي يمتلكها حزب الله.

و يشار هنا الى تقرير نشرته قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي، قالت فيه ان هناك انخفاض كبير في صفوف الشبان الاسرائيليين الذين ليرغبون بالالتحاق في الوحدات القتالية ليخدموا في صفوف الجيش.

و بحسب المحلل فإن هذا الانخفاض مؤشر آخر على تراجع قوة الردع لدى جيش الاحتلال، بل انه مؤشر يثير الشك بالنسبة له في الوقت الذي يتطلب فيه الاستعداد لأي مواجهة أخرى على أي من الجبهات.

كما استبعد عطا الله أي عدوان اسرائيلي جديد على الأقل في الفترة القريبة، رغم التهديدات التي يطلقها مسؤولون في حكومة الاحتلال، و رغم التحليق المكثف اليومي للطائرات الصهيوني في سماء قطاع غزة، لافتاً الى أن الاحتلال يقوم في هذه الفترة بتدريبات واسعة في سماء القطاع، و خصوصاً تدريبات لسلح الجو استعداداً لأي عدوان محتمل في المستقبل.