خبر ينبغي إظهار الحزم لا السذاجة في مواجهة الواقع -اسرائيل اليوم

الساعة 11:22 ص|12 نوفمبر 2013

بقلم: د. رون برايمن

(المضمون: إن الخطر الفلسطيني على أمن اسرائيل لا يقل عن الخطر الايراني ولهذا يجب أن يكون رئيس الوزراء نتنياهو حازما في علاجه للفلسطينيين ومطالبهم - المصدر).

إن الاختلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة في الشأن الذري الايراني يحتل العناوين الصحفية، ومن المناسب أن نبحث في الفروق في صورة قراءة الواقع. إن الامريكيين على نحو عام – وادارة اوباما على نحو خاص – يخطئون مرة بعد اخرى في تحليل التطورات في الشرق الاوسط ولذلك يتحدثون ويعملون بطرق قد تفاجئهم نتائجها لكنها تثبت صحة تقديرات حلفائهم الذين يعرفون المنطقة ولهذا فانهم أشد يقظة.

ولا تعوزنا الامثلة مثل: خطبة اوباما في القاهرة، والتحمس لـ "الربيع العربي"، ومعاملة الامريكيين لتبدل نظم الحكم في مصر، وعلاجهم للسلاح الكيميائي في سوريا، ووقوعهم أسرى ابتسامات الرئيس الايراني الجديد، وتوقهم الى اتفاق مع الايرانيين يقوي موقف العدو في طهران ووقوفهم الى جانب أبو مازن ومؤيديه (يهدد جون كيري اسرائيل بتجديد حرب اوسلو).

إن فرض أن نظم حكم شمولية تفكر وتعمل مثل الديمقراطيات الغربية يتحطم مرة بعد اخرى على ارض الواقع بصورة تؤسف تلك الديمقراطيات والبشر جميعا. إن المثال البارز لكنه ليس الوحيد كان معروفا منذ 75 سنة وهو ميونيخ في 1938

ومراودة "القوى الكبرى" الغربية المصيرية لهتلر. في 13 ايلول 1938 كتب رئيس وزراء بريطانيا نويل تشمبرلين رسالة مفصلة الى الملك جورج السادس. وبعد أن تناول خطبة هتلر الهجومية في المساء السابق وبعد أن ذكر تقارير استخبارية موثوقا بها قالت إن هتلر قد استقر رأيه على الهجوم على تشيكوسلوفاكيا والمتابعة الى الشرق، اقتبس من تقرير المندوب البريطاني في برلين الذي أفاد أن هتلر سيكون مستعدا للاكتفاء بحل يُعرض عليه بالطرق السلمية. ولذلك اقترح تشمبرلين على الملك أن يخطو خطوة حاسمة مفاجئة وأن يسافر للقاء هتلر بغرض تغيير الوضع والافضاء الى تفاهم انجليزي الماني بعد حل المشكلة التشيكية. وما تلا ذلك معروف، فقد كان مؤتمر ميونيخ في نهاية ذلك الشهر، والتضحية بتشيكوسلوفاكيا، وتدهور الوضع الى الحرب العالمية الثانية.

وكذلك الحال في أيامنا ايضا، فهناك من جهة محور الشر: ايران وسوريا وأبو مازن ومؤيدوه (كان أحد الفروض الأساسية المخطئة في اوسلو التفريق الذي لا أساس له بين الارهابيين "الأخيار" من م.ت.ف واخوتهم "الأشرار" من حماس، في حين يسعى هؤلاء واولئك الى فلسطين الكاملة النقية من اليهود. لكن اسلوبهم يختلف). وبازاء هذه القوى المصممة والمحنكة تقيم الديمقراطيات الغربية من يشبهون تشمبرلين من المعاصرين، وهم اشخاص ساذجين يخطئون فهم الواقع مثل: جون كيري (واوباما) وكاثرين آشتون، وتسيبي لفني. وحينما يكون هذا هو المنتخب الذي يواجههم فلا عجب من أن ممثلي محور الشر يسخرون ويضللون وتقوى مطالبهم.

يقولون لنا إن عدم اتفاق أفضل من اتفاق سيء. ويصح ذلك في السياقين الايراني والسوري فضلا عن سياق عرب ارض اسرائيل. ففيها جميعا لا يجوز التلعثم ولا يجوز الضعف. فالتردد يُرى فورا – وبحق – ضعفا ودعوة الى زيادة قوة المطالب، والفشل هو التوصل الى اتفاق سيء.

يُبدي رئيس الوزراء نتنياهو زعامة مصممة وقراءة صحيحة للواقع في علاجه للقنبلة الذرية الايرانية. وسيحسن الصنع اذا ما أظهر حزما مشابها في علاجه للقنبلة الفلسطينية ايضا التي هي تهديد وجودي لاسرائيل. ينبغي أن نأمل أن تقصر عودة ليبرمان الى الحكومة الحبل الطويل الذي أُعطي للفني.