خبر المشكلة الايرانية: الفرنسيون ايضا معنا -إسرائيل اليوم

الساعة 11:21 ص|12 نوفمبر 2013

المشكلة الايرانية: الفرنسيون ايضا معنا -إسرائيل اليوم

بقلم: إيلي حزان

(المضمون: أصبحت فرنسا تدرك خطر ايران ولهذا يمكن أن تكون حليفة قريبة لاسرائيل في مواجهة الخطر الايراني - المصدر).

في آب الاخير تهيأت طائرات فرنسية لتنطلق نحو سوريا كي تقصف بطاريات صواريخ ومراكز قيادة للوحدة السورية المسؤولة عن السلاح الكيميائي، لكن الرئيس

الامريكي براك اوباما اعترض على الهجوم وما زال رئيس سوريا بشار الاسد يقتل أبناء شعبه الى اليوم.

في المحادثات الذرية التي تُجرى مع ايران أصبحت الولايات المتحدة مستعدة لاظهار تنازلات بعيدة المدى تُعرض سلام العالم للخطر، لكن فرنسا لا تعتزل جانبا وهي تمنع في شجاعة كبيرة نشوء وضع يسلب فيه الايرانيون الغرب رأيه ويتابعون السير في أمان نحو السلاح الذري. وفي الاسبوع القادم سيصل رئيس فرنسا فرانسوا هولاند الى اسرائيل ويخطب في الكنيست، وهو شيء رفض اوباما فعله.

غير الفرنسيون اتجاه سياستهم الخارجية حتى حينما كان نيكولا ساركوزي رئيسا، لكن ذلك كان في الأساس منذ تولى هولاند الحكم في انتخابات أيار 2013. وقد أصبح هذا واقعا قائما يُذكر بأيام خلت. فقد عادت فرنسا لتصبح لاعبة مهيمنة في عالم العلاقات الدولية. وتستعمل الادارة الفرنسية تراث الرئيس العظيم شارل ديغول، بيد أنها تفعل ذلك كي تقف في شجاعة وحكمة في وجه نظم حكم استبدادية تمس بحقوق الانسان الأساسية وفي وجه اولئك الذين يريدون تعريض سلام العالم للخطر.

أراد ديغول أن يوقف فرنسا في عصر الستار الحديدي قوة مركزية تقود سياسة مستقلة بين الولايات المتحدة من جهة والاتحاد السوفييتي من جهة اخرى. بيد أنه منذ سقط الاتحاد السوفييتي تغير العالم فأصبحت روسيا تؤيد نظم حكم ظلامية أما الامريكيون فيُظهرون العجز في وجه نظم الحكم تلك. وتملأ فرنسا اليوم ذلك الفراغ الاخلاقي.

عند الايرانيين شكاوى واحتجاجات على موقف الادارة الفرنسية. ولا يمكن أن يثير اتهام مندوبين ايرانيين فرنسا بأن موقفها "معادٍ وغير مسؤول" سوى الاستهزاء لأنه ليس الحديث عن وقوف في وجه فرسان حقوق الانسان بل عن وقوف في وجه نظام حكم لا يعلن فقط أنه مستعد للقضاء على اسرائيل بل إنه يمنح تصريحا مثل "الموت لامريكا" الدعم، ويعلن أن هدفه النهائي هو المس بقيم الحرية والمساواة والأخوة.

كانت فرنسا في الماضي أقرب حليفاتنا ولها اسهام كبير في تثبيت أسس دولة اسرائيل الشابة. وغير شارل ديغول الذي ذُكر آنفا سياستها في الشرق الاوسط وكان مستعدا للتضحية بدولة اليهود على مذبح النفط صدورا عن تصور السياسة الواقعية.

والى ذلك فان منتقدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذين زعموا أنه فشل في مواجهة السياسة الايرانية، يخطئون مرة اخرى. ليس كل العالم مع اسرائيل بل إن الامريكيين يلتزمون بسياسة هوادة لكن حينما تفهم دولة مثل فرنسا خطر المشكلة مثلنا بل تخطو خطوات فعالة، فاننا نصبح في صحبة جيدة. ويمكن أن نقول في ذلك إنه "حكمة فرنسية".