خبر هل تحرم الإصابات ميسي من الكرة الذهبية الخامسة؟

الساعة 05:09 م|11 نوفمبر 2013

وكالات

لا يمر الأرجنتيني ليونيل ميسي في الوقت الحالي بأفضل حالاته بسبب الإصابات المتكررة التي لم تتوقف عن مطاردته واحدة تلو الأخرى بشكل ربما يساهم في تقليص فرص حصوله على جائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة على التوالي.

الأمر لا يتعلق فقط بالإصابات الثلاث التي تعرض لها «البرغوث» هذا الموسم في فترة لم تتعد ثلاثة أشهر بل تعود أيضاً إلى نهاية الموسم الماضي.

كان ميسي تعرض في آذار الماضي (مارس) إلى إصابة أمام باريس سان جيرمان بدوري الأبطال الأوروبي ومنذ هذا الحين لم يعد أداء ميسي ثابتاً. كان كل شيء مهزوزاً حتى نهاية الموسم الماضي، بظهور غير دائم في الجولات الأخيرة من الليغا بل ودوري الأبطال، الذي لم يشارك في عودة نصف النهائي به أمام بايرن ميونخ.

اعتقد البعض أن التعافي سيكون كاملاً في الموسم الجديد الحالي وأن ميسي سيعود ليصول ويجول في الليغا ودوري الأبطال، ولكن بعيداً عن كم الأهداف التي أحرزها ميسي هذا الموسم سواء في الدوري الإسباني أو الـ«تشامبيونز» فإنه لم يظهر كميسي الذي يعرفه الجميع.

كانت الإصابة الأولى هذا الموسم في 28 آب (أغسطس) بذهاب كأس السوبر أمام أتلتيكو مدريد (تورم بين عضلات الفخذ الأيمن) ثم كان ميسي على موعد مع الإصابة الثانية في 28 أيلول (سبتمبر) أمام ألميريا (تمزق في الأنسجة العضلية بنفس منطقة الإصابة الأولى)، وأمس أمام ريال بيتيس في الليغا عاد ليعاني من تمزق هذه المرة في الفخذ الأيسر، وهي الإصابة التي ستبعده فترة عن الملاعب تتراوح من ستة إلى ثمانية أسابيع.

بين كل إصابة وأخرى فقد ميسي شيئاً كان يميزه - حتى ولو بصورة مؤقتة-  فتارة يتعلق الأمر بسرعة رد الفعل وأخرى يظهر بتركيز غائب، بل شاهده الجميع يلعب بـ"حذر" ومن دون الضغط على الخصم أو الاشتراك في الانتشار المميز لفريقه.

ألقى البعض باللوم على عدم حصوله على الراحة بسبب التزاماته مع المنتخب وبعض لقاءات برشلونة الودية في فترة الإعداد، فيما يثار حالياً أن الأمر يتعلق بإنهاء ميسي لعلاقته بخوانخو براو معد الأحمال البدنية للفريق لعدم ثقته فيه.

في خلال 7 أعوام قضاها ميسي مع البرشا تعرض لـ12 إصابة، تسعة منها في الفخذ، أربعة في الأيسر وخمسة في الأيمن، وكانت أفضل مستوياته البدنية في حقبة المدير الفني الأسبق لبرشلونة بيب غوارديولا.

حينها كانت مسألة تعافي لاعبي الفريق مسؤولية لورينزو بوينافينتورا والتغذية تحت إشراف طبيب العلاج الطبيعي إستيبت جورجستياجا، فهل تتعلق أزمة ميسي بهذه العناصر التي تعتبر من أهم مكملات مستوى اللاعبين في عالم كرة القدم الاحترافية؟ على أي حال توجد مسؤولية كبيرة على الجهاز الفني للبرشا والفريق الطبي للنادي للاتفاق مع اللاعب في الوقت الحالي على «خارطة الطريق» التي يجب عليها اتباعها للعودة إلى مستواه.

الأمر هنا لا يتعلق بعدد الأهداف التي سجلها ميسي على مدار 2013 ولكن بطريقة اللعب والأداء والمستوى البدني، الذي يجعل جماهير الـ«برغوث» تؤمن بصفة عمياء بأنه أفضل لاعب في العالم.

المبررات التي كانوا يسوقونها للتأكيد على هذا الأمر في كل مرة سجل خلالها الخصم الأكبر لميسي، البرتغالي كريستيانو رونالدو، أهدافاً كثيرة تقترب من تلك التي أحرزها الأرجنتيني كانت تتعلق بالأداء والفنيات والجماليات وهي التي تغيب عن ميسي منذ بداية الموسم.

الظروف المحيطة بمشكلة ميسي ليست صعبة على الصعيد المؤسسي، فبرشلونة يتصدر الليغا وضمن التأهل لثمن نهائي دوري الأبطال، لذا لا داعي للاستعجال ويجب أن يتم تحليل المشكلة من كل نواحيها النفسية والفنية والطبية لضمان عودة «البرغوث» الذي يعرفه الجميع.

ولكن يبقى التساؤل الأكبر هل يبعد نفق الإصابات المظلم ميسي عن تتويجه بالكرة الذهبية للمرة الخامسة على التوالي؟.. لو كان الأمر يسير وفقاً للإنجازات الجماعية فستكون بالطبع من نصيب الفرنسي فرانك ريبيري الذي حقق ثلاثية مع بايرن ميونخ، أما لو كان المعيار هو الإنجازات الفردية فرونالدو يتفوق حالياً في عدد الأهداف التي سجلها خلال 2013 على ميسي، ومع إصابة الأخير واستمرارية التسجيل لدى البرتغالي فإن «صاروخ ماديرا» ربما يعود ليفوز بالجائزة في ثاني مرة بمسيرته الكروية.

الإجابة على الرغم من كل هذا تبدو غامضة. حتى بالنسبة لجيرارد بيكيه زميل ميسي في البرشا الذي قال إنه لا أحد يعرف معايير اختيار الفائز بجائزة الكرة الذهبية، ولكنه على الرغم من هذا يؤمن بأن «البرغوث» هو الأفضل، لذا فالأمر صعب أن يتوقعه أحد حتى الإعلان عن اسم الفائز الذي ربما يضرب بعاملي الإنجازات والأرقام الفردية عرض الحائط ويفوز بالجائزة هذا العام وحينها سيكون هنالك تشكيكات أكبر في «آلية» الاختيار للجائزة الكروية الفردية الأهم في العالم.