خبر لماذا يصرخ -يديعوت

الساعة 10:34 ص|11 نوفمبر 2013

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: سيجب على اسرائيل ورئيس وزرائها نتنياهو لأجل مستقبل اسرائيل وضمان بقائها أن يقرر قرارا حاسما يُبين كيف تندمج في المجتمع الدولي وما الذي تعطيه وما الذي تأخذه - المصدر).

إن وزير الخارجية الامريكي جون كيري غير مستعد للتعب، وقد كتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الذي يصاحبه في رحلاته في الشرق الاوسط في نهاية الاسبوع عن الدأب الذي يصاحب محاولات كيري التي لا تكل ليدفع قدما بامكان تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين: فقد زار هذه المنطقة في هذا العام ثماني مرات. ويتغير جدوله الزمني في رحلاته على الدوام ويصعب على المراسلين الذين يصاحبونه أن يثبتوا أمام هذا الايقاع.

طُلب إلينا في خلال ساعة كما أفاد المراسل اليائس أن نحزم أمتعتنا وننضم الى طائرة كيري الذي خطط للطيران من عمان الى تل ابيب وبعد ذلك ألغى الخطة واستقر رأيه آخر الامر مع كل ذلك على السفر للقاء نتنياهو.

"ما الذي تقترحانه"، سأل كيري أودي سيغال من القناة الثانية والصحفي الفلسطيني في المقابلة الصحفية الآسرة التي أجراها معهما في يوم الخميس الاخير، "هل أن أبقى في البيت وأشاهد ما يجري هنا في التلفاز؟"، وبدا كيري في المقابلة الصحفية نافد الصبر ومليئا بالغضب احيانا. قال إنه اذا لم يحدث تغيير في الموقف الاسرائيلي فسنجرب مرة ثانية انتفاضة جديدة في المناطق ونواجه عزلة دولية. إن كيري ليس لا يتعب فقط بل هو غير مستعد لأن يُلصقوا به لقب "خاسر" أو كما يسمونه في أروقة الحكم عندنا "انفعالي".

 

إن الأنباء في القضية المتعلقة بالتفاوض المتعثر بين اسرائيل والفلسطينيين هي من وجهة نظر نتنياهو سيئة، سيئة جدا. فالولايات المتحدة، ولا توجد طريقة اخرى لنعبر عن ذلك، تلقي على الطرف الاسرائيلي كامل المسؤولية عن الطريق المسدود في المحادثات. ويتعلق الخبر الاسوأ من وجهة نظر نتنياهو بما يحدث في جنيف في المحادثات المتعلقة بالمشروع الذري الايراني، لأنه قد يفرض المجتمع الدولي على اسرائيل على أثر اتفاق يتم هناك، خطة لحل الصراع مع الفلسطينيين.

 

ناضل رؤساء حكومات اسرائيل حقبا متطاولة اقتراحات وعقد مؤتمرات دولية كانت ترمي الى فرض حل للصراع الاسرائيلي العربي أو للصراع الدامي مع الفلسطينيين. وكان الفرض أن اسرائيل ستجد نفسها معزولة في اطار دولي – أي وحيدة في مواجهة الجميع. وكان الزعم الاسرائيلي أن الحل يجب أن يأتي بتفاوض مباشر.

 

وفضل الطرف الفلسطيني في مقابل ذلك دائما حلا مفروضا أو ما اعتيد أن يسمى "تدويل الصراع".

 

وخلصت الادارة الامريكية الحالية الى الاعتراف بأن حل الصراعات بواسطة الدبلوماسيين أفضل، مع السعي الى تفاهم واتفاق شامل. وفضل اوباما أن تتجرد سوريا من السلاح الكيميائي الذي في حوزتها باتفاق، فضله على ضربة عسكرية.

 

وأسرع الامريكيون الى جنيف في محاولة الى التوصل الى اتفاق على تعليق البرنامج الذري الايراني، مدعومة باتفاق ستوقع عليه الدول الكبرى. وفضل نتنياهو طريقته وهي محادثات عقيمة مع النظر الذي لا ينقطع نحو شركائه في الائتلاف الحكومي. أو بعبارة اخرى فضل رئيس الوزراء البقاء على المبادرة وعلى القيادة.

 

وتبين للأسف الشديد أنه لم يقرأ الخريطة المتغيرة في العالم قراءة صحيحة. قد يبقى نتنياهو من جهة سياسية داخلية لكنه قد يجد نفسه ايضا في عزلة وازمة مع كل اللاعبين الآخرين على وجه البسيطة. وإن من كان يريد يتسهار وبوشهر ايضا، كما كتب زميلي ناحوم برنياع، قد يبقى دون هذين الرمزين اللذين يعبران عن المعضلة الوجودية بالنسبة لاسرائيل. ونقول بعبارة اخرى إنه سيجب على اسرائيل أن تختار لأجل مستقبلها، كيف تندمج في الساحة الدولية: أي ما الذي تعطيه وما الذي تأخذه عوض ذلك.

إن نتنياهو، الذي يريد أن يُوضع نفسه زعيما يترك أثرا في تاريخ اسرائيل المتجدد مثل دافيد بن غوريون على الأقل، سيحتاج – كما احتاج رئيس الوزراء الأول أكثر من مرة – الى أن يبت القرار في أنه ما الذي نُبقيه وما الذي نتخلى عنه.

ولن يمضي هذا بطريقة إجلس ولا تفعل.