تقرير المدير والموظف .. و« الفيس بوك »..!؟

الساعة 09:28 ص|11 نوفمبر 2013

غزة (خـاص)

بات "الفيس بوك" أشهر مواقع التواصل الاجتماعي، يشغل بال الكثيرين من متصفحي الانترنت، على الرغم من أنه لم يعد للاستفادة واكتساب المعلومات والخبرات فقط، فقد أصبح يقوم بمهام عديدة لا تخلو من خلق المشكلات والأزمات والعائلية والسياسية والاجتماعية.

فهذا الموقع، الذي أصبح حديث المتعلمين والمثقفين والطلبة والعاملين والعاطلين والسياسيين والمسؤولين، حتى ربات البيوت وأفراد العائلات، بدأ يُشكل محور حياة الكثيرين من مستخدميه يفضفضون ويحكون القصص ويسردون الوقائع، وتنتشر فيها الإشاعات والأقاويل.

وقد وصلت هذه الأزمات لأماكن العمل، حيث يطلب المدير في عمله من العاملين عدم فتح صفحة "الفيس بوك" كونه يُعطل عملهم، فتبدأ المشادات والنقاشات حول أهميته أو عدمها، إلا أنه يكون مقتنعاً أن وجوده خاصةً لو كان العمل يتعلق بالأخبار والمعلومات "مهماً، ولكن كيف العمل مع من حَوَل "الفيس بوك" لأحاديث خاصة داخل العمل.

هذه الإشكالية بين الموظف والمدير لم تتعلق بسبب تأخر عن موعد العمل أو خروج قبل حلول موعد انتهاء الدوام الرسمي، بل بسبب ترك الموظف لأعماله وتصفحه لموقع الفيس بوك، الذي اعتبره البعض "حالة إدمان يجب التخلص من تعاطيها"
، لذا لجأ البعض لإغلاق صفحة الفيس بوك من الوزارات والمؤسسات.

إغلاق الوزارات "الفيس بوك"

وقد أكد العديد من الموظفين، أن إدارة الوزارة في حكومة  غزة لجأت لإغلاق موقع الفيس بوك عن الموظفين نظراً لما يسببه من تقاعس الموظف عن عمله، وإدمانه على متابعة الفيس بوك.

إلا أن بعض الموظفين خاصةً "من يعملون في دوائر العلاقات العامة والإعلام، أكدوا استمرارهم لفتح صفحة "الفيس بوك" نظراً لأهميتها بالنسبة لطبيعة عملهم ومهامهم، وأن عملهم على صفحة الفيس بوك هو جزء من مهامهم اليومية.

يُشار، إلى أن "وكال فلسطين اليوم الإخبارية" حاولت الحديث لأحد المسؤولين للحديث حول منع صفحة "الفيس بوك" عن الموظفين إلا أنه لم يتسن الوصول لأحد.

الموظفة ليلى الشيخ علي، في إحدى الوزارات لم تبدِ سعادة واضحة عندما أعلن مديرها عن إغلاق صفحة الفيس بوك، كونها اعتادت على مراسلة والحديث مع زملائها، لكنها أقرت أن عملها ومهامها لا يتطلب منها فتح صفحة "الفيس بوك".

مهام الموظف تُحدد

الصحفية رنا الشرافي، اعتبرت أن إغلاق صفحة الفيس بوك في عملها أمر مستحيل خاصةً للعاملين في مجال الصحافة، كونه وسيلة من وسائل التواصل مع جهتين، هي المواطنين والمسئولين.

وأضافت الشرافي لـ"وكال فلسطين اليوم الإخبارية" ، أن الفيس بوك وسيلة لمتابعة كل ما هو جديد فيما يتعلق صفحات القنوات والصحف والمسئولين السياسيين، منوهةً إلى أن الصحفي لا يمكنه الاستغناء عن وسائل التواصل، فهو جزء من منظومة المتابعة اليومية للصحفي .

أما المذيع والمراسل الصحفي مثنى النجار، فرأى أنه لا يمكن الاستغناء عن الفيس بوك في هذا الوقت، كونه أصبح وسيلة أسرع للإيصال للخبر، أو معرفة أي شئ حيث أصبحت أسهل من التواصل عبر وسائل أخرى.

وأضاف لـ"وكال فلسطين اليوم الإخبارية ، أن الموظف الملتزم هو من يستفيد من الفيس بوك لصالح عمله، ومن يركز في عمله لا يمكن أن ينشغل في الفيس بوك إلا لصالح عمله، موضحاً أن الفيس بالنسبة له أصبح لغة تحاكي كل أصدقائه وزملائه سواء بالبيت أو العمل.

وبين، أن الحديث عبر الفيس بوك لمجرد الدردشة ستقلل من نشاط الموظف وعمله وسيؤدي لتقاعسه عن عمله.

استطلاع للرأي

وكانت "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، قد أجرت استطلاعاً للرأي على موقعها، حول الفيس بوك داخل العمل، حيث أيد(78.71%) من المشاركين في الاستطلاع حذف موقع الفيس بوك من مواقع ودوائر العمل، فيما رفض ذلك (19.61%)، أما  (1.68%) فمن المشاركين فأشاروا إلى عدم علمهم بهذا الموضوع.

ضغط نفسي  

وفيما يتعلق "بالفيس بوك" من الناحية النفسية، فقد رأى أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى د. درداح الشاعر، أن "الفيس بوك" تقنية تستخدم بحديها الايجابي والسلبي، فهي ايجابياً تساعد في زيادة التواصل والتفاعل الاجتماعي باعتبارها مقومات أساسية لخلق صلة بين البشر واكتشاف البلدان والتعارف عليها، وزيارتها عبر هذه المواقع، والتعارف على المجتمع.

واستدرك:" لكن هناك شقها السلبي، حيث أصبح صورة من صور الإدمان لدى البعض وهذا يرجع إلى حقيقة الفراغ النفسي الذي يعيشه في كثير من الأوقات، فالإنسان الذي يغرق في الايجابيات والنجاحات والانشغال بأهل بيته لا يجد فرصة زمنية ليجلس على مواقع الفيس بوك".

وعن السبب في التركيز على "الفيس بوك" أوضح د. الشاعر في حديث لـ"وكال فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الفراغ النفسي الذي يعيشه الذي يعيشه الكثير من الشباب هو من أسباب عدم استخدامهم الايجابي للفيس بوك، فضلاً عن عدم وجود عقيدة لديهم وفهم صحيح للتكنولوجيا، أو أصول عقائدية فضيع الوقت، فالوقت في الشريعة الإسلامية مقدس لا يجب إضاعته، في عمل غير مفيد وعليه معرفة القيمة الحقيقية للوقت، وعدم استخدامه فيما لا يفيد.

وبين، أن بعض الشبان يتباهون باستخدام الفيس بوك ومايقومون به من خلاله، فلا يفرق بين الاستخدام السليم أو الخاطئ، ويفتن به ومعاملاته، فأصبح عمله ليس له أهداف بل وبالاً على الشخص.

وبالنسبة للفلسطينيين تحديداً.. فذكر د. الشاعر، أن الحالة النفسية والضغط تُشكل مشكلة كبرى لدى مستخدم الفيس بوك، حيث يجد فيه فرصة ليكون متنفساً له فيستعيض به عن الحالة النفسية التي يمر بها.

وللخروج من هذه المشكلة، أكد الأخصائي النفسي، ضرورة حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية، حتى لا يكون لها تأثير كبير على المواطن، حيث أن الشخص الذي يعاني اقتصادياً واجتماعياً تُلاحقه هذه الأزمات في الفيس بوك، مشدداً على أهمية توفير فرص عمل كحل للمشكلات المادية.

وفيما يتعلق برأيه في فتح صفحة الفيس بوك داخل العمل، قال د. الشاعر:"مادام الإنسان في مهمة عمل وكان جزء من عمله فليتم فتح الموقع، ولكن إن لم يكن هناك ضرورة ولا يستخدم الفيس بوك في عمله فمن العبث أن يتم استخدامه داخل العمل".

وبين الموظف والمسؤول .. يبقى باب الجدال حول صفحة "الفيس بوك" داخل العمل مفتوحاً، فيبحث المدير عن سبل لمنع الموظفين من تصفح الموقع، فيما يصر الموظف على استخدامه حتى لو كان "خلسة".