خبر منطقة الأنفاق هادئة تماماً وعمالها على أمل العودة للعمل مجدداً

الساعة 07:01 ص|11 نوفمبر 2013

بدت منطقة الأنفاق الحدودية على الحدود الفلسطينية المصرية هادئة تماما، وكان من السهل ملاحظة غياب الحركة النشطة للأفراد والسيارات والبضائع التي شكلت على الدوام الصفة الأبرز للمنطقة على مدار الساعة فيما مضى.

وبعد اجتياز مرحلة التدقيق في هويات وأذون الداخلين إلى منطقة الأنفاق من رجال الشرطة التابعين لحركة حماس وتأكدهم من الحصول على التصاريح اللازمة صدمنا بالهدوء الكبير في منطقة الأنفاق، الذي لا يخرقه سوى صوت مولد كهربائي صغير عكف أصحابه على إصلاح نفق مهدم أملا في إعادة العمل فيه في يوم من الأيام.

في السابق كانت المنطقة تعج بالحركة والضوضاء والغبار الذي تثيره حركة العربات الثقيلة التي تنقل البضائع إلى أصحابها داخل قطاع غزة.

"كما تلاحظون فقدنا كل شيء"، قال أحمد وهو اسم مستعار (25 عاما) وهو يصف ما حل بهم بعد أن اتخذت الحكومة المصرية قرارا بتدمير كافة الأنفاق التي تربط بين فلسطين ومصر.

وتابع بملامح غاضبة قائلا إنه عمل هنا سبعة أعوام متتالية واستطاع تكوين ثروة كبيرة، لكنه الآن انضم إلى جيش البطالة الكبير في قطاع غزة، بالرغم من أنه لم يفقد الأمل في عودة الحيوية إلى هذا المكان، حتى بعد أن رأى النفق الذي يعمل فيه مهدما من الجانب المصري.

وبعد دقائق من الصمت قال بنبرة حزينة إن أن الأمل في عودة العمل في الأنفاق مرة أخرى يبدو بعيد المنال، بعد أن أقام الجيش المصري منطقة عازلة من الأراضي وشدد من قبضته على المنطقة الحدودية مع غزة مانعا بذلك السكان من التعاون مع مالكي الأنفاق.

كان "أحمد" صغيرا حين انضم للعمل في الأنفاق، وهناك كبر وتعرف خلال سبع سنوات على أنماط العمل فيها وتنقل خلالها في عدة أنفاق بحثا عن فرص العمل الجيدة لإعالة أسرته الكبيرة.

أثناء ذلك، تناقل الناس أخبارا غير سارة عن صوت الانفجار الذي دوى في المكان قبل وصولنا إليه، خاصة عندما علموا أن الحديث يجري عن تدمير نفق من الجانب المصري، بعد اعتقال سبعة أشخاص قبل يوم أثناء محاولتهم المرور من هناك إلى الجانب المصري.

قال شخص ملتح كان يقود دراجة نارية إن الجيش المصري دمر النفق بعد تمكنه من اعتقال الرجال السبعة بعد خروجهم إلى الجانب المصري قادمين من رفح.

وبعد أن تفحص المنطقة المحيطة تابع قائلا إن الغالبية الساحقة من الأنفاق لم تعد تعمل والأنفاق التي لم يتم اكتشافها بعد يخشى أصحابها من استخدامها حتى لا تواجه المصير نفسه.

وبلغ عدد الأنفاق في المنطقة حسب إحصاءات غير رسمية قدمها الناس هناك ما يزيد على 1200 نفق لم يتبق منها سوى عدد محدود جدا.

التنقل بين الأنفاق لا يضيف مزيدا من الأجوبة، كالأماكن التي قد يوجد فيها مواطنون يجلسون قرب أنفاقهم، لأن الغالبية أغلقوا فتحات الأنفاق وابتعدوا عن المكان بعد أن شعروا باليأس من إمكانية عودة العمل سريعا إلى الأنفاق.

كثير من الحزن والغضب يمكن تلمسه من أحاديث الناس الجانبية هناك، إلا أن ذلك لم يمنع أحد المواطنين من القدوم إلى الأنفاق للسؤال عن إمكانية جلب أحد أقاربه من مصر عبر الأنفاق.

صورة واحدة ترتسم في مخيلتك وأنت تغادر المكان، فهنا صنع الكثير من الأمراء أموالا طائلة وغادروا، فهل تصنع غزة غدها المشرق تحت الشمس بعيدا عن الانقسام والتشتت!