خبر الأمريكيون مستقتلون..معاريف.. بقلم: أمنون لورد

الساعة 05:17 م|10 نوفمبر 2013

          (المضمون: المقابلة التي منحها كيري لاودي سيغال في القناة 2 كشفت النقاب عن كيري مثلما هو: غبي وناكر للجميل، لا يعرف كيف يقدر اسرائيل كما ينبغي وكذا ايديولوجي متماثل تماما مع الكفاح الفلسطيني – بما فيه العنيف - المصدر).

 

          الانتقاد الساحق لرئيس الوزراء نتنياهو لم يكن سابقا لاوانه او مبالغا به، مثلما اتهم البيت الابيض في نهاية الاسبوع. "الامريكيون مستقتلون على الوصول الى اتفاق مع الايرانيين . وهم يفضلون اتفاقا سيئا على عدم الوصول الى اتفاق على الاطلاق". هذا لم يقله رئيس الوزراء. سمعت هذا القول من مصدر أمني اوروبي.         المشكلة هي انه يصعب حتى ايجاد تفسير للرغبة الامريكية في ارضاء الايرانيين. التعليل الساخر في أن الامريكيين متحمسون لاستئناف العلاقة مع الايرانيين كي يعقدوا معهم صفقات طاقة وصفقات اخرى لاحقا هو تعليل مغلوط. فالامريكيون وصلوا او سيصلون قريبا الى الاستقلال من ناحية الطاقة. ليس لهم أي مصلحة وطنية عليا تملي عليهم الاستسلام لايران كي يجعلوها كقوة عظمى مهيمنة في الشرق الاوسط في ظل ترك اسرائيل لمصيرها وبيع العرب.

 

          المفارقة هي أنه بينما يخون الامريكيون مصلحة دول الدائرة العربية القريبة، فانهم يلوحون بالموضوع الفلسطيني المقدس. فهذا ما فعله هنا جون كيري مع نهاية الاسبوع الماضي، قبل خروجه العاجل لاغلاق صفقة مع الايرانيين في جنيف. ويكثر وزير الخارجية من استخدام اللازمة الساخرة. فهو يعود ويتهم جهات مختلفة، في اسرائيل بالطبع، نهجهم في كل موضوع السلام هو نهج ساخر. ولكن هل هو ورئيسه، الرئيس اوباما لم يتخذا موقفا اكثر سوءا حتى من السخرية؟ ثمة ما يكفي من المعلومات التي تشير الى أن رئيس الوزراء نتنياهو كان بالفعل جديا وموضوعيا في المساعي التي بذلها من أجل الوصول الى المفاوضات والاتفاق مع الفلسطينيين. واذا كان كذلك، فلماذا يأتي وزير الخارجية كيري فجأة ويصفعه على الملأ؟ هذا هو التفسير في الولايات المتحدة للمقابلة الغاضبة والمثيرة للشفقة التي منحها كيري لاودي سيغال في القناة 2. كانت هذه مقابلة كشفت النقاب عن كيري مثلما هو: غبي وناكر للجميل، لا يعرف كيف يقدر اسرائيل كما ينبغي وكذا ايديولوجي متماثل تماما مع الكفاح الفلسطيني – بما فيه العنيف. على اعتبار ان مواطني اسرائيل ساخرين وناكرين للجميع.

 

          ولكن كما يذكر فان من يتصرف بشكل غريب هو كيري نفسه. ففي الهجوم العلني والوقح الذي شنه على نتنياهو كان في واقع الامر برر في نظرة الى الوراء موقف كل معارضي بيبي من اليمين ممن يدعون بانه لم يكن معنى لكل التنازلات التي انطوى عليها استئناف المفاوضات بما في ذلك تحرير السجناء. فها هو، انظروا، بيبي يعلن عن أنه مستعد لدولة فلسطينية، وكان مستعدا بصدق للدخول الى مفاوضات تنطوي على تنازلات أليمة بل وتحرير مخربين – وماذا يحصل من صديقتنا الكبرى؟ خيانة في الموضوع الايراني وتهديدات بانتفاضة ثالثة تبررها الولايات المتحدة، أي أن كيري الجريء، الذي سبق أن سارع كما يذكر بالهجوم في سوريا، خرب بكلتي يديه فرص التقدم في المسيرة الفلسطينية. فقد قال لاسرائيل "نحن نريد الامتناع عن حرب" مع ايران ولكنه قبل شهرين فقط كان مستعدا ظاهرا لعمل ذلك مع سوريا.

 

          مشكلة الامريكيين هي أن غضب كيري لم يعد غضب جوبيتر. هذا غضب عليل، مثير للشفقة. خلافا لتهديدات كيري وشركائه المحليين مثل يوفال ديسكن وغيرهم، اسرائيل ليست منعزلة. ادارة اوباما ليست الولايات المتحدة. ادارة اوباما مع كيري في منصب كبير ليست أكثر من مركز قوة ودعاية. ولكنها فقدت مؤخرا مصداقيتها وتوجد في نقطة الدرك الاسفل لها منذ انتخب اوباما للرئاسة.