خبر بعد تسعة سنوات على استشهاد عرفات..حركة فتح مثقلة بالخلافات وقاتله مازال مجهولاً

الساعة 08:54 ص|10 نوفمبر 2013

غزة (تقرير)

تحل الذكرى التاسعة لوفاة الشهيد الراحل الرمز ياسر عرفات علينا هذا العام وهو يحمل في طياته وبعد تسعة أعوام تأكيداً رسمياً لفرضية أن يكون الشهيد قد تم اغتياله, على يد شخص مجهول لم يتم الكشف عن هويته بعد توجيه الاتهامات من حركة فتح وعدد من الشخصيات الفلسطينية "لإسرائيل" بالوقوف خلف اغتياله.

الذكرى تأتي على كوادر حركة فتح كذلك بمزيد من الخلافات وخاصة بعد الانقسام الفلسطيني وترك تركة ثقيلة خلفهم "ضائعة" في قطاع غزة, من أبرز تلك الخلافات بين الرئيس محمود عباس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان و واتهام الأخير أن سبب الخلاف يعود لأمور مالية .

من هو  ياسر عرفات

 ولد(24 أغسطس 1929 - وتوفي 11 نوفمبر 2004)، سياسي فلسطيني وأحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال.

 اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني وكنيته، عرفه الناس مبكرا باسم محمد القدوة، واشتهر بكنيته "أبو عمار".

 رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب في عام 1996. ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1964، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه عام 1959. كرس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

قاد الكفاح الفلسطيني من عدة بلدان عربية بينها الأردن ولبنان وتونس، ودخلت قوات المنظمة مع القوات الأردنية في حرب أهلية داخل المدن الأردنية، وبعد خروجه من الأردن أسس له قواعد كفاح مسلح في بيروت وجنوب لبنان، وأثناء الحرب الأهلية في لبنان إنضم إلى قوى اليسار في مواجهه قوى لبنانية يمينية.

وخرج من لبنان إلى تونس بعد أن حاصرته القوات الإسرائيلية في بيروت الغربية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

أهم تحول سياسي في مسيرته حدث عندما قبل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بعد انعقاد مؤتمر مدريد، وبعد قبول المنظمة بحل الدولتين دخل في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية تمخضت عن توقيع اتفاقية أوسلو والتي أرست قواعد سلطة وطنية فلسطينية في الأراضي المحتلة وفتح الطريق أمام المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على الحل الدائم.

في 18 من شهر أيلول سبتمبر عام 2000 أقدم آرئيل شارون على محاولة دخول المسجد الأقصى المبارك على الرغم من النداءات المتكررة من الرئيس ياسر عرفات بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطير، ولم يأبه شارون بهذه النداءات أو غيرها التي صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة والزعماء العرب وغيرهم، وأثارت هذه الخطوة مشاعر الشعب الفلسطيني الذي هب إلى مواجهة القوات الإسرائيلية التي أحاطت بشارون لحمايته، فتصدت القوات الإسرائيلية إلى جموع الفلسطينيين العزل ليسقط عدد كبير منهم بين شهيد وجريح، .

في الثالث من شهر كانون الأول ديسمبر عام 2001، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة ارئيل شارون فرض حصار على الرئيس عرفات في مبنى المقاطعة برام الله، ومنعته من التحرك والانتقال حتى داخل الأراضي الفلسطينية بين مدنها وبلداتها لمتابعة أمور الشعب الفلسطيني، وهدد مراراً على الأقدام بهدم مبنى المقاطعة على رأس الرئيس ورفاقه ومعاونيه المتواجدين معه في المقاطعة.

حصاره

وقامت بتدمير أجزاء كبيرة من المبنى، ولكن الرئيس أبو عمار وكعادته ظل صامداً أمام هذه الهجمة الإسرائيلية وأثناء الاجتياح الإسرائيلي لرام الله في أواخر مارس عام 2002 قال عبارته المشهورة "يريدوني إما طريداً وإما أسيراً وإما قتيلاً، لا أنا أقول لهم شهيداً، شهيداً، شهيداً"،

في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد على صحة الرئيس ياسر عرفات، فقد أصيب الرئيس كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادث الطائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفاً عاماً.

إعلان وفاته

تدهورت الحالة الصحية للرئيس تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، حيث رأى الأطباء ضرورة نقله إلى الخارج للعلاج، وقامت على أثر ذلك طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. حيث أجريت له العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية.

وكانت صدمة لشعبه حين ظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوباً بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الأنباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين.

وتم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وبهذا نفذت إرادة الله ، واستشهد قائداً وزعيماً ومعلماً وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.

فيديو لحطة إعلان وفاته

 

 

 

خلاف حول سبب الوفاة

أقر المختبران النوويان السويسري والروسي اللذان أجريا فحصاً لرفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أن موته لم يكن طبيعياً، لكنهما اختلفا على سبب الوفاة، ولم يتوصل أي منهما إلى نتيجة قاطعة في شأنه، في وقت اتهمت لجنة التحقيق الفلسطينية إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال عرفات، متعهدة مواصلة البحث عن الدليل الذي يثبت ذلك.

وقال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي، في مؤتمر صحافي في رام الله، إن نتائج التقرير السويسري «تدعم بشكل معتدل نظرية أن تكون الوفاة نتيجة مادة البولونيوم المشع 210»، بينما اعتبر التقرير الروسي أن مستوى مادة البولونيوم 210 في رفات عرفات «لا يعطي دلائل كافية» بأن «البولونيوم 210» هو سبب الوفاة.

عرفات قائد غير عادي

أكد نبيل عمرو القيادي بحركة فتح والسفير السابق "بعد هذة السنوات الطويلة على غياب الرئيس ياسر" نكتشف انه لازال مستمر في حياتنا وحواراتنا , ومازلنا نقارن بين زمنه وزمن الذي نعيش فيه , مما يدل على انه لم يكن قائدا عاديا .

وقال نبيل عمرو خلال حديث مع "فلسطين اليوم" لا يستطع احد ان ينظر للشهيد ياسر عرفات على انه من الماضي , ومرحلة ياسر عرفات لم تنتهي , والشهيد غاب قبل ان ينهي مرحلته فترك وصية صعبة تتعلق بالسلوك والمسيرة وغيرها من متطلبات العمل الوطني.

استشهاد مقاتل

وحول الحديث عن مقتل الرئيس ياسر عرفات مسموماً , رد عمرو: إن أفضل وصف لاستشهاد ياسر عرفات باستشهاد المقاتل , فكان متوقعا أن يقضي مسموماً أو بالرصاص , مؤكداً على ان عرفات كان دائما في عين الخطر ولا يعيش حياة عادية, فالاحتلال حاول قنصه بالطائرات في بيروت.

وضع فتح

عن وضع حركة فتح بعد رحيل عرفات , قال ان الوضع الحركة ليس على مستوى حركة فتح, فحركة فتح خسرت الانتخابات امام حماس ليس بسبب ضعفها أنما بسبب خلافاتها الداخلية.

وطالب عمرو بإعادة حركة فتح كحركة تحرير وطني , واصفاً الصراع الداخلي بفتح بالمرير , وقد ادي الى تراجعها , مشدداً على ضرورة معالجة الصراعات القائمة بأقصى سرعة.

 

موقف حماس من عرفات

ومن جانبه أكد الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن حركته رفضت تفاوض الرئيس الراحل ياسر عرفات مع الكيان الصهيوني، لكنها وقفت بجانبه حينما قاوم العدو الصهيوني ورفض التنازل عن القدس.

وقال د. أبو مرزوق في تصريح له عبر صفحته على "الفيس بوك": رفضنا تفاوض عرفات مع الكيان الصهيوني ورفضنا اعترافه بهذا الكيان ورفضنا خطه السياسي وتوقيعه على اتفاقيات أوسلو.

وأضاف:"وقفنا بقوة خلف برنامج المقاومة وواجهنا الكيان بكل قوة، لا لإفشال ما وقّع عليه عرفات، ولكن تطبيقاً لبرنامج المقاومة وتحقيقا لرغبات شعبنا؛ حيث رفضت كل الفصائل والقوى الفلسطينية خيار التسوية السياسية، وسواء انحازت هذه الفصائل إلى خيار المقاومة بفعالية أم لا، إلا أن أوسلو كان رفضه إجماعاً وطنياً.

وأوضح د. أبو مرزوق أن حركته وقفت مع أبو عمار حينما قاوم العدو الصهيوني ورفض التنازل عن القدس وسمح للعمل المقاوم في الضفة والقطاع بالعمل خلال الانتفاضة الثانية، ووقفنا معه في مواجهة الأمريكان والصهاينة، في الوقت الذي وقفت بعض التيارات في حركة فتح ضدّه، وتآمر البعض الآخر عليه ثم بكوا عليه بعض طي صفحة المؤامرة.! وتابع:"قلنا منذ البداية إن أبو عمار تمّ اغتياله ومات بفعل فاعل ولا بد من التحقيق، ورفض البعض من أصحاب الأصوات المرتفعة والأقلام المتلوثة كلامنا آنذاك".

وشدد عضو المكتب السياسي لحماس على أن اليوم قد ثبت أن أبو_عمار -رحمه الله- مات مسموماً ورأت الحركة أنه من حق الرجل وتاريخه ومكانته ورمزيته أن تكون هناك جديّة في تناول موضوع اغتياله، فإذا بالاتهامات تُكال على الحركة وتتهمها بالانتهازية وأننا ثُرنا على الرجل وقتلنا الأمل فيه، متسائلاً: أين حصل ذلك ؟؟!! ومتى ؟؟!! وقال:"نحن لم نرفع سلاحاً في وجه الرجل، بل طالبنا بالتحقيق في ظروف مقتله، وحينما كان عداؤه مع الصهاينة كنّا معه في نفس المركب".

وفيما يتعلق بالاحتفال في ذكرى رحيله قال أبو مرزوق:"لم نمنع الاحتفال بذكرى رحيله في غزة، ولكن في العام الماضي أفسدت خلافات فتح الداخلية الاحتفال، وفي العام الذي سبقه أفسدت الاحتفال كثرة الدماء فيه، فكان البديل هو احتفال جامع يشارك فيه الكل الوطني وفي إطار لائق بالمناسبة.

وأضاف:"من يتشدّق ويدّعي أن عملية السلام تعثّرت بسبب عمليات القسام يجافي الحقيقة والواقع، وعليه أن يجيبني على السؤال الحالي؛ مَن المسؤول عن انسداد أفق التسوية؟؟"