تحليل هل معاناة غزة حاضرة على جدول زيارة الرئيس « عباس » لمصر؟!

الساعة 04:03 م|09 نوفمبر 2013

غزة (خاص)

حطت طائرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" في مطار القاهرة؛ في زيارة رسمية إلى الجمهورية المصرية تستغرق 3 أيام، يلتقي خلالها بنظيره المصري المستشار عدلي منصور، كما ويلتقي عدداً من المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والدكتور أحمد الطيب "شيخ الأزهر". 

"أنا مسؤول عن كل الشعب الفلسطيني ومصالحه".. جملة رددها الرئيس الفلسطيني خلال زيارته الأخيرة لعدد من الدول الأوربية وفي أكثر من خطاب له؛ تلك الجملة تفتح الباب على مصرعيه أمام معاناة قطاع غزة والمرتبطة بعضها بالقرار المصري، فهل ستكون معاناة عزة حاضرة على أجندة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال تلك الزيارة.

زيارة عباس للقاهرة تأتي في ظل المعاناة القاسية والمتعددة التي يحياها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، والتي أكثر ما ترتبط بالجانب المصري وقراره لطبيعة العلاقة السياسية والاقتصادية والجغرافية بين القطاع والجمهورية المصرية، ويعاني قطاع غزة من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وتعطل المصالحة الفلسطينية، وتعثر عمل معبر رفح البري، ونقص في المواد الأساسية كمواد البناء والوقود اللازم، وتأزم العلاقة بين الحكومة بغزة والجانب المصري التي أضفت بظلالها على المواطن بغزة بشكل عام.

 "هل معاناة غزة حاضرة على جدول زيارة الرئيس "عباس" لمصر؟!" تساؤل طرحته "فلسطين اليوم" على كتاب ومحللين للشأن الفلسطيني، والذين تباينت تحليلاتهم لتلك الزيارة وطبيعة التساؤل.


على هامش المحادثات

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم يرى أن محادثات الرئيس الفلسطيني في زيارته للجمهورية المصرية سترتكز على "شؤون التفاوض مع الجانب الصهيوني؛ وستكون بمثابة إطلاعهم على التفاصيل التي نتجت عن جلسات التفاوض الأخيرة بين الجانبين"، وتبادل الرؤى في هذا الصدد.

لكن الكاتب مصطفى أكد وفق تحليله لـ"فلسطين اليوم" أن معاناة أهالي قطاع غزة وما يمرون به من أزمات ستكون حاضرة في الزيارة؛ لكنها ستكون على هامش الاجتماعات المنوي تنفيذها، لافتاً في الوقت ذاته أن عباس سيحاول من خلال الزيارة التخفيف من معاناة المواطن الفلسطيني من خلال طلبه من الجانب المصري فتح معبر رفح، وإمكانية استئناف ضخ كميات الوقود القطري لقطاع غزة، ومحاولة إقناع الجانب المصري تقديم تسهيلات أمام الغزيين، مشيراً أن تخفيف عباس من مشاكل القطاع من خلال حديثه للجانب المصرية "نقطة وخطوة تحسب لعباس أمام المواطن الفلسطيني".

وقال الكاتب إبراهيم:"المطلوب من عباس خلال زيارته للمسئولين المصريين ضرورة طرح المعاناة التي يحياها  الغزيين وضرورة، التعامل بمسؤولية أكبر تجاه أهالي قطاع غزة، عبر التخفيف من معاناتهم، وعليه أن يوقف الحملات الإعلامية التي تتهجم على الغزيين، والتحسين من واقع العلاقة بين المصريين والفلسطينيين بغزة؛ حتى على صعيد التنظيمات الفلسطينية الاخري، وضرورة الضغط لفتح معبر رفح بشكل دائم أمام المسافرين، وضرورة الضغط لاستئناف ضخ الوقود القطري إلى قطاع غزة".

وحول إمكانية التطرق إلى ملف المصالحة المعطل، أوضح الكاتب أن الحالة المصرية غير مهيأة في هذه الفترة لاستئناف الضغط ورعاية الملف؛ نظراً للأحداث السياسية والأمنية التي تمر بها الجمهورية المصرية.

وقلل إبراهيم من التصريحات التي ترى أن عباس يمارس   تحريضه ضد الحكومة الفلسطينية بغزة وحركة حماس في زيارته الخارجية.

وكانت حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري قالت:"إن جزءًا من المعلومات التي تصلها حول اللقاءات التي يجريها رئيس السلطة محمود عباس مع المسئولين العرب وغيرهم، معلومات سلبية"، مبدية أملها في ألا يتخذ عباس مواقف تساهم في تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة.

وقال أبو زهري في تصرحات لـ "صحيفة الرسالة المقربة من حركة حماس": "على أبو مازن أن يتحرك من منطلق مسؤوليته بالسلطة، وليس من موقع حزبي كرئيس لحركة فتح".


ستكون إيجابية على غزة

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب اتفق مع سابقه في أن عباس سيطرح المعاناة والأزمات التي يحياها قطاع غزة في زيارته لمصر من خلال إقناع الجانب المصري بضرورة التخفيف وتقديم التسهيلات اللازمة للمواطنين في غزة كبديل شرعي عن الأنفاق التي هدمت والتي كان ضدها على اعتبار أنها تخدش السيادة المصرية، وضرورة تسهيل حركة المسافرين من وإلى معبر رفح البري.

وأكد الكاتب حبيب لـ"فلسطين اليوم" أن عباس سيضغط لصالح التخفيف عن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً أن عباس يتعامل كرئيس لكل الفلسطينيين وليس لجزء معين منه.

 ولفت أن عباس سيحاول حث على الجانب المصري لإقناع السلطات المصرية بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي بضرورة فتح المعابر التسع مع قطاع غزة، وإمكانية ضخ كميات أكبر من الاحتياجات المطلوبة للمواطنين.

وقال الكاتب حبيب:"زيارة عباس ستكون إيجابية على أهالي غزة، ولن تكون كما يتصور البعض زيارة تحريضية ضد حكومة غزة وحركة حماس، لأنه يتعامل بمسؤولية كبيرة تجاه المواطن بغزة، وليس من صالحه استمرار الحصار الإسرائيلي والمضايقات المصرية على الغزيين (..)، تغيير عباس للنظرة المصرية للمواطنين في غزة وإمكانية التخفيف عنهم سيكون لها مردود كبير لحركة فتح ولشخص الرئيس عباس، لان المواطن بغزة بات ينتظر من يحل له العُقد الاقتصادية والسياسية ويتأمل الخير في كل تحرك مبذول".

وأشار أن عباس سيبحث سبل دفع المصالحة مع حركة حماس مع المسؤولين المصريين والأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي، وإمكانية دفع الملف.

كما وأوضح أن ملف المفاوضات الفلسطينية  - "الإسرائيلية" سيكون حاضر على الاجتماعات مع المسؤولين المصريين، وسيحاول إطلاعهم على جولاته الأخيرة في أوروبا وما توصل إليه بشان الجلسات التفاوضية الأخيرة، واستمرار الجانب الإسرائيلي بالاستيطان بالضفة المحتلة.

 

لن يتطرق

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح البروفسور عبدالستار قاسم أختلف في الرؤية التحليلية مع سابقيه حول الزيارة التي يجريها عباس لمصر، مستبعداً أن يتطرق عباس لمعاناة أهالي قطاع غزة.

وقال قاسم في تصريح مقتضب لـ"فلسطين اليوم" :"باعتقادي أن عباس لن يتطرق لمعاناة أهالي قطاع غزة، ولن يبحث ملفات المعاناة وفصولها، وزيارته فقط مجرد تأييد للنظام الحاكم في مصر، وتدخل سافر في الشأن المصري على اعتبار أن زيارته تدعم طرف ضد طرف آخر".