خبر بـيـت لاهـيـا: نـيـران الاحـتــلال تلاحق جامعي الخردة والحطب

الساعة 06:28 ص|09 نوفمبر 2013

وكالات

لم يجد عبد الحي صلاح (33عاماً) سوى كومة كبيرة من الرمل للاحتماء بها من إطلاق النار شمال بلدة بيت لاهيا، أول من أمس.

وجلس صلاح الذي كان يجمع بعض الحطب خلف كومة التراب وانتظر برهة من الوقت حتى هدأ إطلاق النار ثم عاد مسرعاً نحو عربة "كارو" لتنقله إلى مكان أكثر أمناً.

قبل لحظات من إطلاق النار الذي استمر وقتا قصيرا أعقبه توغل للآليات الإسرائيلية، كان صلاح يحاول جمع ما يوجد من الحطب وبعض ما يمكن من البلاستيك وأعشاب قد تحتاجها الأغنام التي يربيها في منزله المتواضع في بلدة بيت لاهيا، لكنه توقف عن ذلك عندما تأكد أن قوات الاحتلال تتوغل في المنطقة.

عند مسافة مئات الأمتار شوهدت دبابة إسرائيلية تقوم بعملية تمشيط، ويعتقد أنها فتحت نيران أسلحتها بالهواء، لإبعاد المزارعين والشبان الذين كانوا يقومون بأعمال بسيطة يقصد من ورائها البحث عن مصدر للعيش.

ورغم المفاجأة والخوف إلا أن هؤلاء الشبان واصلوا عملهم، لكن استمرار إطلاق النار أجبرهم على التراجع.

قال صلاح لـ صحيفة "الأيام" في الأسابيع القليلة الماضية كنت أتوجه إلى شرق بيت حانون ومحيط حاجز إيريز، للقيام بالعمل نفسه، لكن قوات الاحتلال كثفت من اعتداءاتها علينا في تلك المنطقة، ففضلت عدم التوجه إلى هناك.

وأضاف: أتيت إلى هنا "اليوم"، لكي استأنف العمل بجمع الحطب وأشياء يمكن الاستفادة منها لكن الأمر يبدو متشابها، فلا مناص إلا أن أستنكف عن مزاولة هذه المهنة تفادياً لمخاطرها، والبحث عن مهنة جديدة.

واعتاد صلاح العمل في جمع الحديد والخردة لكن تلك الاشياء نفدت من تلك المنطقة، وهو يحاول إيجاد ما يمكن بيعه حتى لو كان "طينا أحمر" يبيعه لبعض أصحاب المنازل لاستخدامه في زراعة حدائقهم المنزلية.

قال، عندما لا أجد أي شيء، لأجمعه، أقوم بتعبئة العربة بـ"الطين الأحمر" وتخزينه في منزلي، إلى حين يُطلب مني فأقوم ببيعه بمبلغ مناسب.

رغم خلو المنطقة من الحركة معظم أوقات السنة، إلا أن هناك ما يؤكد وجود حياة وعمل فيها تمثل في نمو حشائش ومساحات مناسبة للرعي، لاسيما في مثل هذا الوقت من العام، وأكوام من الحطب والأشجار المتيبسة والتي يعتقد الريفيون أنها صيد ثمين بالنسبة لهم.

تابع صلاح قبل عدة أيام كنت بالقرب من مقبرة الشهداء، شرق جباليا ومناطق شرق بيت حانون وهناك الوضع صار أكثر صعوبة، فالدبابات تمنع الاقتراب أو التجول بالقرب من السياج الحدودي لجمع ما يمكن الاستفادة منه، مشيراً إلا أنه لم يكن يعلم أن قوات الاحتلال تمنع الاقتراب من السياج لمسافة قريبة، إلا بعد تحذيرات تلقاها من المزارعين.

وكانت قوات الاحتلال سمحت لهؤلاء بالتواجد بالقرب من السياج خلال الشهور الماضية، إلا أنها عادت وشددت الاعتداءات عليهم في حال تجاوزوا مسافة 300 متر.

قال المواطن صلاح الذي كان يستعد لمغادرة المنطقة بعد أن اكتفى بجمع كمية قليلة من الحطب، الأوضاع هنا تبدو أنها مرشحة لمزيد من التوتر فيجب أن نغادر المكان.