خبر ايران تحرق أعلام امريكا وتتلقى هداياها - اسرائيل اليوم

الساعة 11:29 ص|08 نوفمبر 2013

ترجمة خاصة

ايران تحرق أعلام امريكا وتتلقى هداياها - اسرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

 (المضمون: من ناحية ايران يعد تخصيب اليورانيوم حقا لن تتخلى عنه. وفي نفس الوقت لا يزال العالم يبحث عن البرهان بان ايران تنازلت حقا عن القنبلة. لا يمكن لاحد اليوم ان يقول ان الاتفاق المتبلور يوقف حلم النووي الايراني - المصدر).

ايران والقوى العظمى تريد جدا الوصول الى اتفاق سريع في جنيف، كل طرف واسبابه: الايرانيون بسبب الاقتصاد المنهار (العقوبات تنجح) اما الغرب فكي يزيل نهائيا خيار الهجوم الذي يخيف القوى العظمى حتى أكثر من الايرانيين.

القصة الكبرى – التي يخافونها في القدس – تسربت الى الخارج، رغم السرية الشديدة في جنيف، منذ أول أمس. لايران توجد خطة، وهي تسحر لب الولايات المتحدة. الايرانيون يجمدون جزءا من النشاط النووي فيما يسمح الغرب بالمقابل بتخفيف للعقوبات الاقتصادية الشديدة جدا على الايرانيين. والكل راضٍ.

بعد الاتفاق مع الاسد على تفكيك السلاح الكيميائي، الذي لا يزال لا يضمن شيئا غير بقاء الطاغية، يتبلور اتفاق مع خمينئي الذي قبل بضعة ايام فقط نظم مظاهرات غضب في طهران ضد الولايات المتحدة. وحده كيم ينغ أون الكوري الشمالي لا يزال ينتظر شهادة حسن السلوك من واشنطن كي يعشق الكل بعضهم بعضا. في عالم غريب نعيش نحن أما ربما في اسرائيل ببساطة لا يفلحون في أن يفهموا         رحلة اوباما في بلاد العجائب. عمليا، من ناحية الغرب الاتفاق المتبلور (المحتمل اليوم ايضا) هو انجاز عظيم كون ايران تلتزم بوقف تخصيب اليورانيوم لديها الى مستوى 20 في المائة. من ناحية ايران، الانجاز عظيم لانه مقابل التجميد يحصلون على بالون اكسجين. وفي الجولة يتبين لايران ايضا انه يمكن لها ان تشتم امريكا وان تحرق علمها وفي نفس الاسبوع بالضبط ان تحصل منها على الهدايا.

اذا ما استمرت الامور مثلما تبدو اليوم، فبعد ستة اشهر سيتبين لواشنطن بان الايرانيين نفذوا بالفعل نصيبهم في الاتفاق وسيكون ممكنا عندها اجمالا رفع العقوبات بكاملها. وستبرر واشنطن ذلك في أن الاتفاق الذي تحقق في جنيف اوقف الساعة النووية الايرانية والعالم نجا. صعب بعض الشيء على القدس في اجواء النشوة الحالية أن تشرح للعالم بان التخفيفات في العقوبات في وضع الامور الحالي هي بالضبط مثل القول للايرانيين: "تفضلوا، خذوا قنبلة". الامر المذهل هو اننا سبق ان كنا في هذا الظلم منذ وقت غير بعيد، في كوريا الشمالية.

الامر المذهل الاخر هو أن مع روحاني اياه (في حينه ادار المفاوضات النووية) نجح الايرانيون في أن يخدعوا حتى الان كل العالم. ومرة اخرى مثلما كان في حينه يدور الحديث من ناحيتهم فقط عن اتفاق لغرض ترميم الاقتصاد وتجميد البرنامج النووي العسكري. ليس أكثر.

ينبغي الفهم بان كل ما نراه نحن في جنيف يبدو فقط ظاهرا كتقدم. أما عمليا فالامور اكثر تعقيدا بكثير. من ناحية ايران يعد تخصيب اليورانيوم حقا لن تتخلى عنه. وفي نفس الوقت لا يزال العالم يبحث عن البرهان بان ايران تنازلت حقا عن القنبلة. لا يمكن لاحد اليوم ان يقول ان الاتفاق المتبلور يوقف حلم النووي الايراني.

منذ انتصار روحاني في الانتخابات ونحن نعيش في سيناريو معروف مسبقا. في جنيف، لاول مرة في التاريخ، اوقفوا الساعة، وليس القنبلة. وهذه مشكلة القدس. ولحظها، مشكلة الكونغرس الامريكي ايضا.